أكد مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أن نجاح القوات الروسية فى بسط سيطرتها على مدينة سوليدار الواقعة فى جنوب شرق أوكرانيا أمس الثلاثاء، يعد أهم انتصار عسكرى تحققه موسكو فى أوكرانيا منذ الصيف الماضي خلال المواجهات بين الطرفين في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة التى بدأت أواخر فبراير من العام الماضي، كما أنه يمهد الطريق لتحقيق المزيد من الانتصارات على الجبهة الشرقية فى أوكرانيا.
وأضاف المقال، الذي شارك فى كتابته شوان ووكر وبيتر بيمونت ودان صباغ، أن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على المدينة الاستراتيجية بمساعدة متطوعين من جماعة فاجنر التي يقودها يافجيني بريجوجين، الصديق المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى تصريحات بريجوجين التي أكد فيها استيلاء وحدات من جماعة فاجنر على مدينة سوليدار الشهيرة بمناجمها الزاخرة بالملح.
ويوضح المقال أن بريجوجين أعلن من خلال تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن وحدات من جماعة فاجنر تمكنت من بسط سيطرتها بالكامل على مدينة سوليدار، مشيرا إلى أن القوات الروسية حاصرت القوات الأوكرانية في وسط المدينة ومازالت تدور معارك شوارع هناك في الوقت الحالي".
وقد أكد دينيس بوشيلين أحد المسؤولين الروس في شرق أوكرانيا، كما يشير المقال، تلك الأنباء حيث أوضح في تصريحات للقناة الأولى الروسية أن القوات الروسية تسيطر سيطرة تامة على وسط مدينة سوليدار.
ويلفت المقال إلى ما ذكره الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي خلال كلمته اليومية للشعب الأوكراني مساء أمس الثلاثاء والتي اكتفى خلالها بالإشادة بالجنود الأوكرانيين الذين بذلوا قصارى جهدهم للدفاع عن المدينة، إلا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل حول الموقف الحالي في ساحة القتال هناك مؤكدا أن المدينة تعاني من حالة دمار شامل جراء المعارك الشرسة التي تدور هناك منذ عدة أشهر.
ويضيف المقال أن الاستيلاء على سوليدار يفتح الطريق أمام القوات الروسية لإحراز المزيد من الانتصارات في المنطقة، ويمهد السبيل لبسط سيطرتها على مدينة باخموت، والتي تسعى موسكو للسيطرة عليها منذ الصيف الماضي، موضحا أن الاستيلاء على مدينة سوليدار، التي بلغ عدد سكانها قبل المعارك 70,000 نسمة، كان أحد أهم أهداف القوات الروسية خلال الأشهر الماضية، إلا أنها تحولت إلى ركام جراء المعارك الشرسة التي دارت رحاها هناك في الأشهر الأخيرة الماضية.
ويشير المقال إلى أهمية مساهمة جماعة فاجنر في حرب أوكرانيا بعد نجاحها في الاستيلاء على مدينة سوليدار حيث ألقى الضوء على تقديرات مسؤولي المخابرات في الدول الغربية الذين عبروا عن اعتقادهم أن مجندي فاجنر يقومون في الوقت الحالي بدور بالغ الأهمية في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويشير المقال في الختام إلى تصريحات أحد مسؤولي المخابرات الغربيين، الذي رفض ذكر اسمه، التي يقول فيها إن جنود فاجنر قد يمثلون ما يقرب من 25 في المئة من القوات الروسية المحاربة في أوكرانيا.