فى 20 يناير الجارى، تكون الفترة الرئاسية الأولى (أو الوحيدة) للرئيس الأمريكي جو بايدن قد وصلت إلى منتصفها، ومن المؤكد أنه سيواجه عامين صعبين مقبلين مقارنة بسابقيهما، حيث يسيطر الجمهوريون على مجلس النوب بما يعرقل الأجندة التشريعية للرئيس والديمقراطيين.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه فى الوقت الذى بدأ فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن فترة الحكم المنقسم الذى يهدد بإغراق رئاسته فى تحقيقات وسياسات حافة الهاوية عالية المخاطر، فإن البيت الأبيض يمضى قدما فى استراتيجية معدلة لتجاوز العامين المقبلين، والتي ستسعى إلى تخفيف الاشتباكات التي يمكن أن تكون قابلة للانفجار، من خلال التعاون بين الحزبين، والترويج القوى لإنجازاته التشريعية.
ويخطط كبار مسئولي البيت الأبيض لمواجهة هجوم متوقع من المشرعين الجمهوريين بالعمل مع الحزب خلف الكواليس حول التشريعات المتفق عليها من الحزبين مع استعداد بايدن لمساعى إعادة انتخابه حيث قال إنه ينوى إعادة الترشح. وتشمل الاستراتيجية أيضا التحرك بقوة لتنفيذ أجزاء من التشريعات التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الدولارات التي تم تمريرها بالفعل على مدار العامين الماضين، مما يقدم ثقلا موازنا لتحركات الحزب الجمهوري للتحقيق فى العثرات والأمور المثيرة للجدل عن نفس الفترة.
وقد بدأ هذا الانقسام خلال الأيام الماضية عندما روج بايدن لقانون البنية التحتية مع زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، فى الوقت الذى دخل فيه الجمهوريون فى مجلس النواب فى صراع مرير حول رئاسة المجلس، والذى منعهم من المضي قدما فى خططهم. ومن المتوقع أن تكون هناك أحداث مماثلة من قبل الرئيس وكبار مستشاريه على أساس أسبوعى فى الوقت الذى تحاول فيه إدارة بايدن الترويج لإنجازاتها.
وقد بدأ مساعدو البيت الأبيض فى وصف تلك المرحلة بالفصل الثانى من رئاسة بايدن، وقالوا إنها فترة من الانتقال البسيط والمتوقع وليس التغير العميق، وفقا لكبار مسئولي الإدارة الذين رفضوا الكشف عن هويتهم.
وتقول واشنطن بوست إنه بالنسبة لبايدن، فإن عام 2023 سيكون اختبارا محوريا لما إذا كان قادرا على مناورة خصومه السياسيين فى الوقت الذى يرضى فيه الناخبين الديمقراطيين على مستوى القاعدة الشعبية، والذين جادلوا بأن نهج الرئيس الثمانينى فى السياسة هو بقايا حقبة ماضية، وتظل معدلات شعبية بايدن منخفضة لمنتصف الأربعينيات، وهو مكان خطير له فى الوقت الذى يستعد فيه لبدء النصف الثانى من رئاسته.
وكان بايدن قد قال خلال اجتماع حكومي يوم الخميس الماضى: "إننا أحرزنا بعض التقدم الحقيقى فى العامين الماضيين، لكننا بحاجة إلى التركيز على تنفيذ القوانين الكبرى التي تم تمريرها بالفعل حتى يشعر الشعب الأمريكي بمزايا ما تم إنجازه.
وتظهر تصريحات بايدن، إلى جانب الاستراتيجية الناشئة للبيت الأبيض، إنهم يهدفون إلى إحداث توازن صعب بين تقديم "جو" كرجل دولة معتدل وبطل بعض السياسات الكاسحة التى سنها خلال العامين الماضيين. وفى حين أن قانون البنية التحتية فاز بأصوات من كلا الحزبين، فإن بايدن أشرف أيضا على قانون إغاثة كورونا وحزمة المناخ والصحة والتي تم تمريرها بدعم الديمقراطيين فقط.
كما أن تلك التصريحات ترقى إلى كونها اعترافا بأن طموحاته التشريعية ستكون بحكم الضرورة أكثر تواضعا عما كانت عليه فى العامين الماضيين. وكان بايدن قد واجه انتقادات من قبل الجمهوريين وحتى بعض الديمقراطيين الذين اتهموه بالميل نحو اليسار لتحقيق أهدافه.
وعلى الرغم من الانقسامات التي ضربت الجمهوريين فى الأيام الأولى للكونجرس الجديد، فإن بايدن يواجه معارضة قوية فى الفرع التشريعى. فقد تعهد الجمهوريون باستخدام أغلبيتهم الجديدة، وإن كانت بسيطة، فى مجلس النواب لإحباط خططه وتصويره أما الشعب الأمريكي على أنه مسن للغاية ولا يستحق أن يخدم لفترة رئاسية ثانية.
وقد تعهد الجمهوريون فى مجلس النواب باستخدام صلاحيتهم بطرق يمكن أن تؤدى إلى لحظات غير سعيدة للبيت الأبيض من قرارات استدعاء وجلسات عامة ومواجهات حول تمويل الحكومة وسقف ديون البلاد.
وأكدت الصحيفة أن قدرة الرئيس على المناورة فى واشنطن المنقسمة بين الديمقراطيين والجمهوريين، يمكن أن تحدد ما إذا كانوا سيتم اختياره فى الانتخابات الرئاسية 2024، أو ما إذا كان العامان الاوليان له فى المنصب، اللذان كان مثمرين نسبيا، سيطغى عليهما نصف ثانى تسوده الفوضى والانقسام االسياسية ، بحسب ما قال راسلى رسيل ، المؤرخ الرئاسي فى مركو ميلر بجامعة فرجينيا.