رصد اليوم السابع فرحة المزارعين بالظهير الصحراوى بمحافظة البحيرة،أثناء حصاد محصول الفراولة الذى تشتهر به المنطقة بأكملها خلال السنوات الماضية خاصة مركزى بدر وكوم حمادة، والذى يشكل نحو نصف إنتاج مصر من هذه الزراعات التى تصدر أغلبها لدول العالم المختلفة، والذى يطلق عليها الذهب الأحمر .
فعندما تمر ذات يوم بهذه المناطق القريبة من طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوى ، لابد أن يلفت نظرك تلك المساحات الشاسعة التى تكسوها الخضرة الممزوجة باللون الاحمر التى تتلألا مع أشعة الشمس فى مناظر ساحرة وخلابه وسط حالة من الاجواء المبهجة التى تتخللها زغاريد النساء وحماس المزارعين، إنها الفراولة ذهب مصر الأحمر الذى يغزو أسواق العالم بجودته العالية ومزاقه المتفرد.
فى البداية يقول أحمد أغا صاحب مزرعة فراولة بقرية أبو الخاوي التابعة لمركز كوم حمادة، إن زراعة الفراولة فى الظهير الصحراوى لمحافظة البحيرة يشكل المحصول الرئيسى الذى يعتمد عليه المزراعين فى معيشتهم خاصة مع تصديره الى الخارج خاصة دول أوروبا والعالم العربى .
وأضاف أن محافظة البحيرة هى الأولى فى زراعة الفراولة فى مصر، حيث تنتج نحو 50% من الانتاج المحلى خاصة بمراكز بدر والدلنجات وكوم حمادة والذى يصدر أغلبه للخارج والذى حصدت فيه مصر المركز الأول فى تصدير الفراولة المجمدة والسادس عالميا فى تصدير الفروالة الطازجة، مما يشكل مساهمة قوية فى توفير العملة الصعبة للبلاد.
وأوضح "أغا"، أن مراحل زراعة الفراولة تبدأ بزراعة الشتلات في شهر مايو وتتواصل حتى موسم الحصاد مع بداية شهر نوفمبر لمدة ما يقرب من6 أشهر ليكون أطول موسم حصاد زراعى .
فيما أكد محمد عبد الله مزارع، أن زراعة الفراولة فى الظهير الصحراوى تعتمد فى الأساس على التسميد الطبيعى وعدم إضافة أى مخصبات صناعية أو مبيدات للآفات، وذلك حتى يمكن تصديرها للخارج دون أى عوائق لأن الدول المستوردة للفراولة تشترط مواصفات دقيقة وواضحة أهمها أن يكون الانتاج يعتمد على المقومات الطبيعية "أورجانك" دون أى إضافات مثل الزراعات التقليدية.
وأضاف أن الفراولة تحتاج الى مهارة خاصة خلال مراحل انتاجها وحصادها ويتم زراعتها باستخدام النظم والأساليب الحديثة مثل نظام الري بالتنقيط وتغطية الخطوط الزراعية بالبلاستيك لحماية النبات من التلف وتهيئته للنمو.
وقال المهندس محمد عطوة مدير إحدى محطات التصدير بمنطقة كوم حمادة، أن موسم حصاد الفراوله هو بمثابة عيد لكافة المزراعين والعمال بالظهير الصحراوى بمحافظة البحيرة لأنه المحصول الرئيسى اللذين يعتمدون عليه فى الانفاق على عوائلهم وتلبية احتياجتهم .
وأضاف أن موسم حصاد الفراولة يشكل منظومة متكاملة تستوعب المئات من العمال بداية من المزارع البسيط حتى محطات التصدير للخارج مرورا بمراكز التعبئة والشحن والتغليف مما تساهم فى حل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب.
وأوضح "عطوة"، أن نبات الفراولة له العديد من الأنواع والأصناف ولكن مزراعى محافظة البحيرة يعتمدون فى انتاجهم على ثلاثة أنواع رئيسية وهي " الفرتونا والفيستيفال والسينسيشن، " وهى الأنواع ذات المواصفات الجيدة التى تجد اقبالا عليها فى أسواق العالم خاصة دول الإتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن كل نوع من نبات الفراولة له مواصفات مختلفة مثل الفيستيفال الذى يتميز بقدرته العالية على تحمل الظروف البيئية وإن كان نسبة السكر فيه أقل من الأنواع الأخرى مثل السينسيشن الذى يتميز بمزاقه السكرى الواضح.
وكشف محمود إبراهيم احد المزراعين إن سعر الفراولة التى يتم تصديرها لا يتحدد مسبقا مثل الزراعات الأخرى ولكنه يتحدد بشكل يومى مثل البورصة، مما يشكل ضغطا رهيبا على أصحاب المزراع اللذين هم الحلقة الأضعف التى تحتاج الى الدعم فى هذه المنظومة الإنتاجية.
وقالت سامية السيد عامله زراعية، إن موسم حصاد الفراولة بمثابة طوق النجاة للكثير من العمال سواء من الشباب والفتيات اللواتى يعتمدن عليه فى تلبية احتياجتهن الشخصية والمساهمة فى تجهيز "شوار" الزواج.
وأضافت أنها تعمل فى مزارع الفراولة منذ سنوات من الصباح الباكر حتى منتصف النهارمقابل 120جنيه فى اليوم، ورغم المشاكل التى تقابلها مثل مشقة المواصلات التى تقلها من محل اقامتها حتى أماكن عملها، إلا أنها تعتبر موسم حصاد الفراولة هو موسم الخير على جميع العمال والمزارعين.