"زراعة أسطح المنازل".. فكرة خضراء ذكية تبناها مجموعة من الشباب المتخصصين في مجالي الزراعة والتكنولوجيا وعدد من المتطوعين منذ عامين، لزراعة أسطح المنازل في مصر باستخدام تقنيات الرى الحديثة والمواد الصديقة للبيئة؛ للحفاظ على البيئة وتحسين نوعية الحياة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الفواكه والخضروات ومواجهة التلوث البيئي والتغيرات المناخية بإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية والاستفادة منها في الزراعة، حتى نجحوا في إضفاء المظهر الحضاري والجمالي في أكثر من 10 محافظات في مصر، حاملين شعار "شجرة بيتنا".
ينتمي مشروع "شجرة بيتنا" إلى مشروعات الزراعة الحضرية لتنمية ضواحى القرى والمدن والأحياء من خلال زراعة الأسطح، بهدف زيادة المعروض من السلع الغذائية لخفض أسعارها إلى جانب توفير العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة من خلال إشراك أهالى تلك المناطق بأعمال الزراعة بالاعتماد على نظام أوتوماتيكي ومميكن، وجنى ونقل المحاصيل والأعمال الصناعية القائمة عليها وإعادة التدوير مما يحسن من المستوى الإقتصادى لتلك الأسر.
وعن المشروع، قالت دنيا إبراهيم طالبة هندسة بيئية في جامعة زويل وشريك مؤسس في مشروع "شجرة بيتنا" لـ"اليوم السابع"، إنهم هدفوا من خلال فكرة المشروع أن يواجهوا التغيرات المناخية من خلال زيادة الرقعة الزراعية، خاصة في الوقت الذي يستبب فيه الاحتباس الحراري والمتغيرات المناخية في تقليل مساحات الأراضي الزراعية والتي تكلف مبالغ طائلة لإعادة زراعتها من جديد، مضيفة أن سبب اختيارهم لفكرة الزراعة الحضرية واهتمامهم بالقطاع الزراعي، هو أن الزراعة تلعب دورا استراتيجيا هاما في جميع دول العالم، كما أنها الركيزة الأساسية لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين وأحد ركائز الاقتصاد الوطني، إذ أن إرساء دعائم التنمية الزراعية وزيادة الرقعة الزراعية يساعد في تحقيق الأمن الغذائي بمصر ومواجهة التلوث البيئي، في ضوء التحديات العالمية وتأثر القطاع الزراعي بشكل كبير نتيجة التغيرات المناخية.
وأشارت إلى أنهم استهدفوا من خلال "شجرة بيتنا"، زراعة الأسطح عن طريق نظام ذكي مبتكر يقوم على توفير وإتاحة الاحتياجات الأساسية للزراعة بمواد آمنة صديقة للبيئة، مثل تركيب صوب مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، وتحويل قش الأرز إلى تربة صالحة للزراعة بعد إعادة تدويرها واعتمادها في الزراعة لقدرتها العالية في الاحتفاظ بالمياه وتوفير بيئة عضوية طبيعية للنباتات مما يعمل على تقليل استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية، وإعادة تدوير المخلفات الزراعية الناتجة من عملية الزراعة وتحويلها إلى سماد طبيعى واستخدامه مرة أخرى فى الزراعة مما يؤدى الى رفع كفاءة المنتجات، إلى جانب الاعتماد على نظام ري ذكي حديث كنظام الري بالتنقيط واعتماد "حساسات الرطوبة" لقياس واستشعار الرطوبة في التربة بدقة عالية، لميكنة عملية الري والتقليل من هدر المياه، فضلا عن متابعة الأسطح بنظام إلكتروني يتيح لهم مراقبة ومتابعة الأسطح عن بعد على مدار 24 ساعة لمعرفة احتياجات النبات وعدد مرات الري والتنبؤ بالمشكلات والأزمات قبل حدوثها وحلها والحفاظ على المزروعات والتقليل من الهدر في المحاصيل الزراعية وريها في الأوقات المثلى، وإنتاج محاصيل زراعية وفيرة تدر دخلا بجودة عالية.
وأوضحت أن "شجرة بيتنا" من المشروعات الخضراء الذكية المميزة، حيث يعتمد على نظام إلكتروني يتيح لهم التحكم في عملية الري ومتابعة المحصول عن بعد، حيث أن عملية ري المحصول في المشروع لا تتم إلا بعد أن تصل نسبة الرطوبة في التربية إلى درجة محددة، فوقتها ترسل حساسات الرطوبة إشعارا لمضخات المياه بوصول نسبة الرطوبة لحد معين، لتبدأ بعدها مباشرة بالعمل وري المحصول أوتوماتيكيا دون تدخل بشري، وفي الوقت نفسه عندما تصل نسبة الرطوبة لحد محدد تتوقف "مضخات المياه" عن العمل وري المحصول، مؤكدة أنهم يستهدفون خلال الفترة القادمة تطبيق نظام يمكنهم من رؤية الأسطح ومشاهدتها ومتابعة حجم نمو المزروعات عن طريق الاستشعار عن بعد.
وأشارت إلى أنهم فريق عمل متكامل، يتكون من عدد من المؤسسين والمهندسين المتخصصين والمتطوعين، بذلوا مجهودا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، حتى أثمرت جهودهم عن وصولهم بالمشروع لأكثر من 10 محافظات في مصر، وذلك بفضل مجهوداتهم بقيادة لؤي محمد مؤسس المشروع، مؤكدة على أنهم هدفوا من اليوم الأول لعملهم في المشروع أن يطبقوا وينفذوا فكرتهم في جميع محافظات مصر، للحصول على خضراوات طازجة مزروعة منزليا بطرق آمنة ونظيفة وبدون كيماويات، تحقق الاكتفاء الذاتى، في ظل احتياجنا لزيادة الرقعة الزراعية وزيادة الوعي البيئي في مصر.
وأوضحت أن ما يميز مشروعهم، هو قابليته للتطبيق على أرض الواقع، حيث أنه يعمل وفق نظام إلكتروني ذكي سهل وبسيط، يمكن تركيبه على أي سطح وفي أي بيت ومنطقة ومحافظة باختلاف العوامل الطبيعية والظروف المناخية، مؤكدة على أن زراعة الأسطح عملية متكاملة تمكن المواطنين اقتصاديا وتوفر عائدا اقتصاديا للنساء المعيلات فى الأماكن الأكثر احتياجا، من خلال إشراكهم في عملية الزراعة بعد تأهيلهم وتدريبهم على نظم الزراعة والري الحديثة والتي يتابعها فريق عمل متكامل من المهندسين المتخصصين، مشيرة إلى أن السطح الواحد ينتج في الموسم من 25 إلى 30 كيلو طماطم.
وأكدت أنهم يركزن حاليا على زراعة النباتات الطبية والعطرية؛ كونها من الزراعات التي تحقق عائد إقتصادي كبير وتزيد من الصادرات، كما أنهم يعملون حاليا على زراعة ما يقرب من 100 سطح في عزبة خير الله بحى دار السلام جنوب القاهرة، بمحصول الطماطم، وسيتوجهون قريبا لمحافظات الصعيد وقرى حياة كريمة، مشيرة إلى أنهم يبحثون حاليا تعزيز الشراكة وسبل التعاون مع المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" للوصول بمشروعهم إلى القرى الأكثر فقرا واحتياجا والبدء في زراعة أسطح المنازل التي تم تأهيلها وتوفير فرص عمل لمواطنيها.
وأشارت إلى أن "شجرة بيتنا" يعد مشروعا بيئيا واقتصاديا متكاملا، يواجه التغيرات المناخية ويحافظ على البيئة ويوفر فرص عمل، حيث أن زراعة الأسطح توفر فرص عمل للشباب والسيدات مما يحقق لهم عائدا اقتصاديا ويزيد من دخلهم ويحسن من ظروفهم المعيشية، مشيرة إلى زراعة السطح الواحد يوفر فرص عمل لـ6 أفراد بشكل مباشر ويتيح 12 فرصة عمل بشكل غير مباشر تشمل أعمال التعبئة والتغليف والنقل والتسويق.
وأوضحت أنهم قاموا بزراعة معظم أنواع المحاصيل ضمن أعمال المرحلة الأولى من المشروع، وأهمها الطماطم، والباذنجان بأنواعه، والفلفل، والنباتات الطبية والعطرية، والورقيات كالجرجير والنعناع والبقدونس، مشيرة إلى أن بعد تجربة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية، سلطوا تركيزهم على نبات الطماطم كونه من أهم المحاصيل الزراعية التي تحفز الاستثمار الزراعي وينعكس زراعته إيجابيا على الصناعة والتصدير بما يخلق فرص عمل أخرى تحقق أقصى عائد ممكن من الإنتاج، حيث يتم الاستفادة من محصول الطماطم في مشاريع أخرى بداية من تجفيفه وصولا لمرحلة تصديره.
زراعة أسطح المنازل بمواد صديقة للبيئة
زراعة الأسطح في مصر لمواجهة التغيرات المناخية
زراعة الأسطح وفق نظام رقمي
زراعة الأسطح
مشروع ذكي لزراعة أسطح المنازل في مصر
مشروع شباب لزراعة أسطح المنازل في مصر
مشروع شجرة بيتنا
مشروع لزراعة الأسطح