فتحت لجنة التعليم بمجلس الشيوخ برئاسة الدكتور نبيل دعبس ملف "الوعي المصري والانترنت" وذلك من خلال مناقشة مقترح مقدم من النائبة كاميليا صبحي بشأن "الانترنت ومواقع التواصل وتوعية النشء"
وقالت النائبة مقدمة المقترح لقد أصبحت مواقع التواصل تستهلك وقتا كبيرا وتلقى اهتماما واسعا من جانب البالغين، وعلى الرغم من المزايا الكبيرة التي أتاحتها هذه المواقع، خاصة في البداية، إلا انها سرعان ما جلبت من العيوب ما أصبح يُلحق أضرارا كبيرة بالقيم المجتمعية: بداية من إدمان تصحفها واستهلاك الوقت بلا طائل، وسوء استخدامها الذي أدى أحيانا إلى التفسخ الأسري، مرورا بالإسهام غير الواعي أحيانا في تفشي الاشاعات والاخبار المغلوطة، وازدياد التنمر والعنف اللفظي وشيوع الإساءة، ووصولا إلى فقدان الخصوصية وسوء استغلال البيانات الشخصية من قبل مختلف الجهات المستفيدة. وغيرها".
وأضافت :" انتقل الاهتمام بالإنترنت وبمواقع التواصل إلى الصغار بطبيعة الحال، لاسيما بعد أن أصبحت الهواتف والألواح الذكية في متناول نسبة لا بأس بها منهم. يتركها الأهل بين أيديهم يتلهون بها لساعات تمتد كثيرا أحيانا لحين انتهائهم مما يشغلهم. فإذا كان بعض الكبار غير واعيين بشكل كاف بالمخاطر الناجمة عن سوء استخدام الانترنت ومواقع التواصل، فمن البديهي إن الأطفال أكثر عرضة لتلك المخاطر. وتوعيتهم بها لم يعد ترفا أو أمر يحتمل الانتظار. فتلك السلوكيات التي أصبحنا نرصدها ونتضرر منها لدى البالغين لا سبيل لتقليصها وتلافيها في المستقبل إلا من خلال تنمية وعى الصغار اليوم وليس غدا.
وأشارت إلي أن الخطوات التنفيذية لمواجهة هذا الأمر تتمثل في ثلاث مراحل أساسية، أولا المرحلة الابتدائية: مرحلة اكتشاف الانترنت وبناء الوعي، وفي هذه المرحلة يتعين تأهيل الطفل للدخول الآمن على الأنترنت واكسابه عادات حميدة.
واقترحت اتخاذ مجموعة من الخطوات التنفيذية تتمثل في ثلاث مراحل أساسية، المرحلة الابتدائية وهي مرحلة اكتشاف الانترنت وبناء الوعي، في هذه المرحلة يتعين تأهيل الطفل للدخول الآمن على الأنترنت وإكسابه عادات حميدة.
واقترحت قيام وزارة الاتصالات بإصدار "كارت انترنت للأطفال"، قابل للاستخدام على الهواتف والألواح الذكية التي يستخدمها الأطفال، يٌفَعَّل من خلال كود خاص، ويكون الكارت مبرجا على التوقف بعد وقت محدد حتى يعتاد الطفل عدم البقاء طويلا أمام الشاشة، وحجب المواقع غير الصالحة للأطفال، وتصميم برنامج" يتاح مجانا للأطفال ويمكن تحميله على أجهزتهم الذكية وأن يقوم البرنامج على ابتكار شخصية كرتونية. يتم من خلالها إعطاء الطفل معلومات متدرجة وشديدة التبسيط عن الاستخدام الأمن للانترنت ومواقع التواصل، تأتي على لسان هذه الشخصية بأسلوب مشوق ومن خلال تصميم أنيق وألوان جاذبة للأطفال، ويتم تضمين البرنامج العاب يمارسها الطفل وتتكون من مراحل: مع كل مرحلة يجتازها الطفل يمر بمواقف يتعلم من خلالها سلوكيات وقيم، ويكتسب صفات تمكنه من الصعود إلى المرحلة التالية. ومع تكرار اللعب ترسخ هذه السلوكيات والقيم في وجدان الطفل.
وتابعت :"مع كل موقف، تقوم شخصية مساعدة في اللعبة بإمداد الطفل بنصيحة تساعده على حسن التصرف ليتكون لدى الطفل تدريجيا رد فعل منضبط إزاء ما يشاهده على الشاشة، ويكسب الطفل مزيد من النقاط كلما نجح في حماية نفسه من أضرار الانترنت، ويفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصميم اللعبة بحيث يمكن لكل طفل وضع صورته الشخصية على وجه البطل ليتماها مع الشخصية ويصبح هو نفسه بطل الحكايات حامل القيم والأخلاق التي نريد ترسيخها لديه، الأمر الذي من شأنه مضاعفة الإقبال على هذه اللعبة، فيتعلق بها الأطفال ويتنافسون فيما بينهم لتحقيق أكبر قدر من النقاط التي هي في الواقع مجموعة الممارسات الحميدة، والهدف من هذه اللعبة هو أن يعتاد الطفل على هذه القيم وعلى تطبقيها في كل مرة يتصل بشبكة الانترنت.
وتابعت: "والهدف من هذه المرحلة، بشكل عام، يتمثل في مساعدة الطفل على تصفح الانترنت بأمان وتجنب المواقع التي لا نريد له أن يمر عليها، وعدم الدخول على صفحات غريبة أو غير آمنة ومعرفة أفضل طرق التعامل مع أي شخص غريب يحاول التواصل معه من خلال مواقع التواصل، ورد الفعل المطلوب في هذه الحالة، والتوعية المبكرة بحقوق الملكية الفكرية على الإنترنت وكل ما يمكن أن يمثل أى نوع من أنواع الانتهاكات لحقوق الشخص أو الغير.
وبشأن االمرحلة الإعدادية: التحكم في استخدام الانترنت وتثبيت الوعي، اقترحت تطوير مستوى اللعبة الإلكترونية السابقة لتتضمن برنامج تربوي حول الأمن السيبراني للتركيز بشكل متعمق على مستوى آخر من مستويات مخاطر الأنترنت ومواقع التواصل وتوعية المراهقين بها، مع الاستمرار في تنمية السلوكيات والممارسات الحميدة استكمالا لما تم تعلمه في المرحلة السابقة. مع تطوير ملامح الشخصية الكرتونية السابقة لتلائم المرحلة العمرية المعنية.
بينما المرحلة المرحلة الثانوية: اتقان استخدام الانترنت وبناء التفكير النقدي، اقترحت إنتاج برنامج مشوق يتابعه الشباب في التليفزيون وعلى المنصات على غرار برامج اكتشاف المواهب.
بدوره قال علي الشيخ مسئول بالجهاز القومي للاتصالات، إن حروب الجيل الخامس تشبه كثيرا حروب الرابع، وتستهدف نشر الأفكار الهدامة عبر شبكة الإنترنت.
وأضاف خلال كلمته أن الفئة المستهدفة هم الشباب الموجودين علي الإنترنت، مؤكدا أن الأمن السيبراني مسئولية الجميع، مشيرا إلي أن الجهاز يقوم بانشطة توعية وتدريب المستخدمين علي الاستخدام الأمن للإنترنت.
وأوضح أن هناك تعاون مع وزاره التربيه والتعليم في توعيه الطلاب والمدرسين في كافه المراحل التعليمية، كما أن هناك تعاون مع الجامعات في وضع مناهج لتخصص الأمن السيبراني، بالإضافة إلي التعاون مع المجلس القومي للأمومة والطفولة في وضع استراتيجية لحماية الاطفال علي شبكة الإنترنت.
وفي النهاية أوصت اللجنة بإجراء بحث استقصائي حول أكثر المواقع التي يستخدمها الشباب في كل مرحلة عمرية (سناب شات أم إنستغرام، أم تيك توك، أم فيس بوك، أم تويتر، أم غيرها...) لوضع خطة تعامل وتوعية ملائمة لكل مرحلة، طبقا للاستخدام الفعلي للتطبيقات.
كما اقترحت تخصيص وزارة الاتصالات خط ساخن ممتد على مدار 24 ساعة تتواصل معه الأسر والشباب في حالة رصد أية سلوكيات مريبة على الإنترنت أو للاستعلام عن كيفية التصرف في مواقف معينة، مع تحليل أكثر الأسئلة شيوعا والعمل على تنمية الوعي بشأنها.
واقترحت اللجنة تغذية التابلت الذي تقوم وزارة التربية والتعليم بتوزيعه على الطلاب ببرنامج يرسل إليهم بانتظام رسائل توعية، ويقدم معلومة أو نصيحة أو تنبيه علي يد مختصين، مع إمكانية تحميل البرنامج على هواتفهم الذكية لتوسيع دائرة الاستفادة منه، وتضمين المناهج الدراسية معلومات بشأن ما سبق طرحه في هذا المقترح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة