أزمات ممتدة تحاصر رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك ، الذي لم يمضي في منصب سوي 3 أشهر ، بمقدمتها ملف الاقتصاد الشائك وارتفاع معدلات التضخم بشكل قياسي ما كان له آثراً بالغاً علي ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة لدي عموم البريطانيين.
وأمام ارتفاع وتيرة الغلاء في المملكة المتحدة ، بدأت نقابات عمالية عدة في الدخول في إضرابات تصاعدية ، في مطالبة لتحسين الأجور ، لكن الأزمة الكبرى بحسب صحف بريطانية تأتي في قطاع الشرطة ، بعد تصريحات أدلي بها السير مارك رولي قائد اكبر قوة شرطة في المملكة المتحدة ، لهيئة الإذاعة البريطانية قائلاً إن عدد الضباط المترددين علي بنوك الطعام طلباً لإعانات ، يتزايد بشكل يدعو إلى القلق.
وبموجب القانون ، لا يسمح لأفراد الشرطة وقوات انفاذ القانون بالإضراب أو الاعتصام ، وهو ما جعل أزمة أجور الضباط بمثابة جمراً موقداً تحت الرماد.
وأعرب السير رولي عن قلقه بشان لجوء عدد متزايد من الضباط الى بنوك الطعام بعد انخفاض رواتبهم على مدى العقد الماضي، مشيرا الى ان الامر يعد إشارة خطيرة الى الصعوبات التي يواجها الضباط لتغطية نفقاتهم.
وأضاف مفوض شرطة العاصمة إنه بينما لا ترغب الشرطة في الإضراب ، فإنهم "محبطون" من الطريقة التي تدهورت بها مستويات معيشتهم في السنوات الأخيرة.
في حوار مع بي بي سي راديو، قال راولي: "أنا قلق بشأن الأثر التراكمي للطعن في الأجر على مدى سنوات عديدة. أعتقد أن ضباط الخطوط الأمامية قد خسروا حوالي 14% من حيث القيمة الحقيقية لرواتبهم على مدى عقد من الزمان"، واضاف: "ليس لديهم رغبة في الإضراب لكنهم محبطون"
وتابع: "لقد رأيت بيانات عن ضباط الشرطة الذين يستخدمون بنوك الطعام ، وهو أمر مثير للقلق حقًا. هذه القضايا هي مصدر قلق كبير بالنسبة لي .. يقومون بعمل رائع. لدينا ضباط يسببون لنا مشاكل ونحن نضغط على ذلك. لكن لدي عشرات الآلاف من الرجال والنساء الذين يهتمون حقًا بلندن وهم ملتزمون جدًا بمهمة مساعدة الناس ومواجهة المجرمين الخطرين"
وقال: "أحتاج إلى بذل كل ما في وسعي لإعدادهم لتحقيق النجاح. جزء من ذلك هو شعورهم بأنهم قادرون على تغطية نفقاتهم. تشير جميع البيانات إلى أن بعضهم يجدون صعوبة في ذلك ".
وجاءت الزيادة في اقبال الضباط على بنوك الطعام بالتزامن مع تحذيرات اطلقها مديرو بنوك الطعام لحكومة ريشي سوناك ديسمبر الماضي من "تسونامي محتاجين" قد يدفعهم إلى إبعاد العائلات الجائعة ، حيث تنخفض التبرعات بينما يستمر الطلب في الارتفاع وسط أزمة تكلفة المعيشة.
ووجدت دراسة استقصائية أجرتها شبكة المعونة الغذائية المستقلة (Ifan) - وهي شبكة تضم 550 مجموعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة - أن 91 في المائة من بنوك الطعام قد شهدت طلبًا أكبر هذا الشتاء مقارنة بالعام الماضي، وأظهرت بيانات الاستطلاع أن 69 % من بنوك الطعام قد شهدت انخفاضًا في التبرعات الغذائية والنقدية وما يقرب من النصف - 46 % - قلقون بشأن ما إذا كانت لديهم القدرة على دعم الناس في عام 2023.
في الوقت نفسه، يخطط واحد من كل خمسة ضباط للاستقالة وسط غضب من الرواتب وظروف العمل والمعاملة من قبل الحكومة وفقا لاستطلاع جديد شمل ما يقرب من 37 ألف ضابط في إنجلترا وويلز أظهر أن القوات في "نقطة أزمة، وأن خدمة الشرطة على ركبتيها"
.
وقالت صحيفة الاندبندنت ان الاستقالات الطوعية في الشرطة وصلت لمستوى قياسي، وقال ستيف هارتشورن، الرئيس الوطني لاتحاد الشرطة ، إن الضباط "مُعاقبون" لأنهم ممنوعون بأمر القانون من الإضراب بسبب الأجور ، على عكس عمال القطاع العام الآخرين، وأضاف "أرقام قياسية تستقيل بسبب عدم كفاية الأجور والظروف".
وتابع قائلا "نحن نفقد بعض الضباط الاستثنائيين لمجرد أنهم لا يستطيعون البقاء في الخدمة، مع وجود عدد ينذر بالخطر غير قادر على تحمل التكاليف الشهرية للمعيشة"
قالت إيفيت كوبر، وزيرة داخلية الظل: "بعد 13 عامًا من سوء إدارة المحافظين ، تراجعت الروح المعنوية للشرطة والعديد من الضباط الجيدين يفكرون في ترك الخدمة. فقدان ضباط الشرطة المهرة يعنى فقدان الخبرة الحيوية في الحفاظ على أمان المجتمعات ."
وتستمر الإضرابات العمالية في بريطانيا في قطاع الصحة والنقل والسكك الحديد والاسعاف مطالبين بزيادة في الأجور وتحسين لظروف المعيشة وتقديم الحكومة لهم لاتفاقيات ملائمة، حيث يخطط اكثر من 100 الف عامل حكومي للأضراب الكامل يوم 1 فبراير.