صدر حديثا عن دارحكاية للنشر، الترجمة العربية لرواية "أخوية الآلام" للكاتب والأديب الروسى الحداثي أليكسي ميخائيلوفيتش ريمزوف، من ترجمة الروائى والمترجم يوسف نبيل، والتى ستتواجد في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، المقرر انطلاقه 25 يناير الحالي بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وفى هذه الرواية تتحول الحقائق إلى رموزٍ تكشف عبر أحداث العالم المنظور الزائل عالمًا آخر يتجاوز نطاق المادة والأسباب والنتائج حيث تشبه رحلة بطل العمل «ماراكولين» رحلة سقوط آدم من بعض الجوانب، حيث يجد البطل نفسه مطرودًا فجأة من دون سبب واضح من عمله، ويترك سكنه لينتقل إلى إحدى الزوايا الصغيرة في بناية بوركوف ولا تُمثِّل هذه البناية بطرسبرج فحسب كما أشار المؤلف، بل تُمثِّل في الحقيقة العالم كله وتمتلئ الرواية بالأحلام والكوابيس ذات الدلالات القوية، ويمتزج الواقع بالحلم، كما ينخرط الكاتب في رسم عالم يتكئ على الفلكلور الروسي والمعتقدات الدينية الشعبية القديمة.
ويقول المترجم يوسف نبيل في مقدمة الترجمة العربية للرواية: شهدت حركة الترجمة من الروسية إلى العربية نشاطًا هائلًا منذ زمن طويل، فشملت أحيانًا النتاج الكامل لبعض أعلام الأدب الروسي، إلا أن المراقِب لحركة الترجمة من الروسية قد يلحظ بها بعض الفجوات، وتُشكِّل الحركة الرمزية التي نشأت في روسيا في بداية القرن العشرين إحدى هذه الفجوات الواضحة، إذ كثر ولمع شعراء هذه الحركة، إلا أن هذه الفترة لم تخلُ أيضًا من بعض الأعمال النثرية المهمة للغاية، ولعل من أشهر وأهم روايات هذه الحركة في بداية القرن العشرين: «بطرسبرج» لأندريه بيلي، وروايتنا هذه، يمكننا فهم سبب وجود هذه الفجوة في حركة الترجمة من الروسية إلى العربية بالنظر إلى الخصوصية والفرادة اللتين تتميز بهما أعمال هذه الحركة بصورة عامة؛ الأمر الذي جعل بعض الدارسين والنقاد يصفون بعض أعمالها بأنها غير قابلة للترجمة.
مؤلف هذه الرواية هو واحد من أهم ممثلي الحركة الرمزية وهو ألكسي ريميزوف (1877م - 1957م) وقد شارك ريميزوف في العمل الثوري، ونُفي مرتين في العهد القيصري، ثم فارق العمل الثوري نهائيًّا، وكرَّس حياته للأدب، عاد من منفاه إلى بطرسبرج في عام 1905م، وتعرف هناك على أعلام الحركة الأدبية والفنية، بما فيهم بلوك وأندريه بيلي ورزانوف وغيرهم.
نشر أعمالًا كثيرة حتى اندلاع الثورة البلشفية في عام 1917م. عانى كثيرًا خلال هذه الفترة مثل ملايين الروس من الثورة والحرب الأهلية والمجاعة والملاحقة وفي عام 1921م رحل عن روسيا مثلما فعل عدد ضخم من الأدباء، ونشر أعمالًا كثيرة في المهجر حتى توفي في عام 1957م.
أما يوسف نبيل فهى روائي ومترجم مصري، من مواليد 1987، صدرت له سبع روايات سابقا وأكثر من 25 عمل مترجم عن الروسية والإنجليزية، من أهم ما ترجم: يوميات تولستوي في 6 أجزاء ضخمة، نال بعض الجوائز فى مجال الكتابة الإبداعية مثل جائزة إحسان عبد القدوس عام 2012 عن روايته: موسم الذوبان، وجائزة ساويرس الثقافية في الرواية 2021.