تهتم شريحة واسعة من أبناء الشعب الليبي باصطياد الصقور في البلاد سعيا ورا تحقيق مكاسب مادية ضخمة، وذلك نتيجة التنافس بين التجار على شراء الصقور النادرة التي يتم اصطيادها والتي يصل سعرها إلى نصف مليون دولار أمريكى، ويتربص الصيادون الليبيون بالصقور النادرة التي يتم بيعها بأسعار خيالية.
تبدأ عملية اصطياد الصقور في ليبيا بداية من شهر أكتوبر حين تخوض الطيور بأنواعها، بخاصة الصقور، رحلة طويلة من أوروبا إلى القارة الأفريقية، مروراً بسواحل شمال أفريقيا، بخاصة ليبيا، التي تمتلك الشريط الساحلي الأطول في المتوسط، مما يجعل العدد الأكبر من الطيور المهاجرة يمر عبرها.
تشمل الأنواع المهاجرة من الطيور خلال هذه الفترة الصقور والنسور البحرية والبرية والبط والأوز واليمام البري، وأنواعاً أخرى كثيرة من الطيور البحرية غير الصالحة للأكل مثل الفلامينجو والنوارس.
ويخرج الصياد الليبي رفقة عدد من أفراد أسرته وأصدقاءه وينصبون الخيام في مواقع تختلف من موسم إلى آخر، بحسب الطقس، ولعل أبرز المواقع التي يحرص على التواجد بها تكون قريبة من البحر التي تصل إليها الأفواج الأولى من الطيور التي تكون منهكة وجائعة وتحلق على ارتفاعات منخفضة من فرط الإرهاق، ما يجعل اصطيادها من الأمور السهلة.
ويعكف الصياد الليبى على إعداد طريقة نصب الفخاخ، أو ما تعرف في ليبيا باسم "الرماكة" حيث يحضر الصياد حمامة ويعد لفافة من السلك الشائك تصنع بطريقة خاصة تحتاج إلى معرفة ومهارة حتى لا تؤذي الطير الجارح الذي يجري اصطياده، وتربط به الحمامة لإغراء الصقر وتوضع في مكان بعيد من المخيم ليراها الطير المهاجر، وعندها يتم الإمساك به بطريقة حذرة لكي لا يؤذي الطير للمحافظة على ريشه.
هناك طريقة أخرى للصيد تمم عن طريق نوع آخر من الطيور يطلق عليه محلياً اسم "بوشراقة" تحبه الصقور وتوضع في قدمه المصيدة وعلى رأسه الكمامة حتى لا يشاهد شيئاً، ويتم وضعه بعيداً لتراه الطيور المهاجرة وتهاجمه، فتقع في الفخ المنصوب لها.
تتعدد أنواع الصقور التي تمر بليبيا أو يجري اصطيادها، وبالتالي تختلف أثمانها بحسب أهمية النوع، من بينها أنواعاً نادرة هي التي تباع بأسعار باهظة وتمر بليبيا أو تعيش بها أنواع نادرة من الطيور من بينها بعض أنواع الشاهين الأشهر في العالم، وبعضها لا يهاجر بل يأتي إلى ليبيا للتزاوج طوال فترة الشتاء وحتى نهاية فصل الربيع.
وتختلف أنواع الصقور التي تعيش في ليبيا أو تمر بها الصقر الأبيض وفي دول الخليج يسمونه بـ"الأشقر"، والبني الغامق ويسمونه في ليبيا بـ"الصقر الأربد"، وعادة ما يكون لونه بنياً فاتحاً، ويسمونه في دول الخليج العربي بـ"الأدهم"، والشاهين المعروف بنوعين، حر فرخ، وهو ما يسمونه محلياً بـ "إبحارية حرة".
كان تاجر ليبي قد اشترى نهاية العام الماضى، نوعا نادرا من الصقور (بحرية) فى مزاد علنى في ليبيا، وذلك نظير مبلغ 4 ملايين و700 ألف دينار ليبى وهو أغلى صقر يتم بيعه بهذا المبلغ فى ليبيا خلال السنوات الماضية.
ويحرص عدد كبير من أبناء الشعب الليبى فى المنطقة الشرقية على اصطياد أنواع من الصقور النادرة خاصة فى جنوبى بنغازى وطبرق خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر، لبيعها في مزاد علني يشارك فيه أشهر تجار بيع وشراء الصقور النادرة.
وتعتبر ليبيا من البلدان المشهورة كموطن للطيور الجارحة والحرة حيث تحتوى ليبيا على أكثر أنواع الطيور الجارحة مثل الصقور من فصيلة الشاهين، وبعض الطيور المهاجرة النادرة التى تتكاثر فى شرق والجنوب الليبى مثل طائر الحجل وبعض أنواع النسور البرية.
تنامي ظاهرة صيد الطيور المهاجرة في ليبيا في ظل انتشار السلاح شكل قلقاً للمنظمات البيئية ودعاة حماية الحياة البرية، ولا تختص هذه الاحتجاجات بصيد الصقور فقط، بل تشمل اعتراضات على الصيد الجائر لكل أنواع الطيور المهاجرة.
وأعربت الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية عن قلقها "إزاء تنامي ظاهرة قتل الطيور في ليبيا"، وقالت إن "غياب العقوبة الرادعة هو من جرأ المفسدين على العبث بالحياة البرية ومخالفة القوانين المحلية والدولية".
مزاد لبيع صقر نادر في ليبيا
الصقور النادرة في ليبيا