تعيش أوروبا واحدة من أصعب الأزمات الاقتصادية على مر تاريخها، الأمر الذي دفع سكان القارة لتغيير أنماطهم الاستهلاكية والشرائية، تفاعلًا مع مستجدات الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تشهدها القارة العجوز.
وقالت سامية الأطرش، عضو حزب المحافظين البريطاني، خلال مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية"، إن الأوضاع الاقتصادية التي شهدتها أوروبا غيّرت بشكل رئيسي من الأنماط الشرائية لسكان القارة، إذ أكد استطلاع للرأي أبرزته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن نصف الأوروبيين تغيّرت عاداتهم الشرائية، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأضافت أن هذا التغير في العادات الشرائية يرجع بصفة رئيسية إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، مثل الطاقة والطعام وغيرهما، الأمر الذي أدى بالتبعية لتغير كبير في الأنماط الشرائية، مدفوعًا بحالة من الخوف تسيطر على ربع الأوروبيين تجاه أوضاعهم المالية المستقبلية بحسب استطلاع الرأي المشار إليه.
وأشارت عضو حزب المحافظين البريطاني، إلى أن تشديد البنوك المركزية لسياساتها النقدية بزيادة أسعار الفائدة، يأتي كجزء من إجراءاتها الاحترازية لمكافحة التضخم الاقتصادي، مضيفة أن الحكومات تسعى في نهج متوازٍ، لمكافحة البطالة الناتجة عن تسريح بعض الشركات لموظفيها خلال السنوات الماضية.
وكان وزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني روبرت هابيك، أن أزمة الطاقة تحت السيطرة، مشيرًا إلى أن الحكومة الفيدرالية اتخذت قرارات مهمة لتأمين إمدادات الطاقة في ألمانيا، وفي الوقت نفسه تعمل على تعزيز حماية المناخ، من خلال التخلص التدريجي المبكر من الفحم في منطقة تعدين الراين.
وقال وزير الاقتصاد الاتحادي إن "الحرب الروسية على أوكرانيا" جعلت ألمانيا وأوروبا في أزمة طاقة حادة، وردت الحكومة الفيدرالية في وقت مبكر بعدد كبير من الإجراءات لضمان أمن الإمدادات، ومن أجل منع النقص الحاد في الغاز، هناك محطات طاقة إضافية تعمل بالفحم قيد الاستخدام.
وأشار إلى الحاجة لاستخدام الفحم مؤقتًا لتوليد الكهرباء، قائلاً : "إن الاستخدام المؤقت لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم لا يغير الهدف طويل الأجل للحكومة الفيدرالية، ومن الناحية المثالية لإكمال التخلص التدريجي من توليد الطاقة بالفحم بحلول عام 2030".
وأضاف أن الحكومة الفيدرالية اتفقت مع ولاية شمال الراين- وستفاليا ومرفق (RWE) على إنهاء عمل محطات الطاقة، التي تعمل بالفحم في نهر الراين بحلول عام 2030 قبل حوالي ثماني سنوات، مما كان مخططًا له سابقًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة