في أمسية شهدها المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، أقامت وزارة السياحة والآثار، مساء اليوم، احتفالية بمناسبة العيد السادس عشر للآثاريين المصريين، والذي شارك فيه أحمد عيسى وزير السياحة والآثار.
وشارك في الحضور غادة شلبي نائب الوزير لشئون السياحة، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ومساعدي الوزير لشئون مكتب الوزير والشئون الفنية والمشروعات، ورئيس الإدارة المركزية للشركات السياحية، ورئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والانشطة السياحيةبالوزارة، ورئيس الادارة المركزية لمركز تسجيل الآثار المصرية، ومعاوني الوزير للموارد البشرية و التحول الرقمي، ومستشاري الوزير لشئون التدريب وللسياحة المستدامة، وعدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار.
كما شارك في الحضور عدد من سفراء دول العالم بالقاهرة من بينهم سفراء دول أسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وبولندا واليونان وكازاخستان، ونائب سفير المكسيك، ومدير المكتب الإقليمي لليونسكو، ومجموعة من مديري معاهد الآثار الأجنبية بالقاهرة.
واستهل أحمد عيسى كلمته بالترحيب بالحضور كافة، والإعراب عن فخره وسعادته بتواجده اليوم مع هذا الجمع من الآثاريين والمرممين المصريين للاحتفال بعيد الآثاريين المصريين هذا العام، مقدماً لهم التهنئة بهذه المناسبة، وجزيل الشكر والتقدير على ما يبذلونه من جُهدٍ كبيرٍ وما تحقق من إنجازات ودورهم المُشرف للحفاظ على تاريخ وآثار وتراث مصر والذي يعتبر إرث الإنسانية كلها وليس إرث مصر وحدها.
وأشار إلى أن ذلك ما تبرزه الاكتشافات والافتتاحات الأثرية العديدة التي قاموا وما زالوا يقومون بها مما يساهم في الترويج السياحي لمصر وجذب أنظار العالم إليها، مؤكدا على أن الآثار المصرية الثرية والمتنوعة هي خير سفير لمصر بالخارج، وهي ميزة تتفرد بها مصر عن غيرها من المقاصد السياحية على مستوى العالم، وتمثل عنصر جذب كبير إليها.
وأوضح أن كثير من السائحين حول العالم لديهم شغف كبير بالحضارة المصرية القديمة، وهو ما أكدته نتائج إحدى الدراسات التسويقية التي تم إجراؤها خلال الفترة الماضية، حيث جاءت شريحة السائحين اللذين يبحثون عن استكشاف الثقافة والآثار من أكثر الشرائح التي لديها طلب كبير على زيارة المقصد السياحي المصري.
وتوجه الوزير بالشكر للسفراء على حضورهم اليوم وعلى تعاونهم مع الوزارة لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة من دولهم للاستمتاع بما تزخر به مصر من مقومات سياحية وأثرية، معرباُ عن التطلع لمزيد من هذه الحركة.
كما أوضح الوزير خلال كلمته أنه سيتم مضاعفة الإنفاق على تطوير المتاحف والمواقع الأثرية في مصر بما يساهم في تقديم تجربة سياحية متميزة للمصريين والسائحين بها، كما أشار إلى أنه سيتم العمل مع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار والقيادات الموجودة بالمجلس الأعلى للآثار بالكامل لزيادة آوجه الإنفاق بأساليب مبتكرة سواء بالنسبة لفرق عمل المجلس أو فيما يتم انفاقه على المواقع الأثرية والمتاحف.
كما تحدث الوزير بإيجاز عن أبرز الإنجازات التي تمت بقطاع الآثار في مصر خلال عام 2022، موجهاً الشكر والتقدير للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق على ما قام به من جهدٍ كبير، خلال فترة توليه حقيبة وزارة الآثار، ثم حقيبة السياحة والآثار بعد دمجهما في وزارة واحدة، ومؤكداً على أنه سوف يستمر العمل والبناء عما تحقق من إنجازات من خلال تضافر جهود الجميع.
وأشار إلى أن عام 2022، كان عاماً استثنائياً ومميزاً حيث شهد مرور 200 عاماً على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، وكذلك مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، كما أنه شهد العديد من الاكتشافات والافتتاحات الأثرية وأعمال تطوير ورفع كفاءة خدمات الزائرين في المناطق الأثرية والمتاحف في مصر، والتي جذبت أنظار العالم لمصر، وكانت محل اهتمام وسائل الإعلام الدولية.
وأضاف الوزير أنه تم خلال عام ٢٠٢٢ اكتشاف أكثر من 26 كشفاً أثرياً أزاحت الستار عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية العريقة، بالإضافة إلى افتتاحات مجموعة من مشروعات الآثار التي بدأ العمل عليها خلال فترة تولي الدكتور خالد العناني الوزارة، والتي قام السيد أحمد عيسى بافتتاح بعضها مثل افتتاح مشروع ترميم شجرة السيدة العذراء مريم بالمطرية ورفع كفاءة الخدمات بها وتطوير المنطقة المحيطة، في إطار مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة، هذا بالإضافة إلى افتتاح زاوية حسن الرومي بمنطقة الخليفة بعد ترميمها، وكذلك افتتاح مرحلة جديدة من تطوير منطقة الخدمات بمنطقة أهرامات الجيزة، وبدء التشغيل التجريبي لمنظومة الطاقة النظيفة والحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة، ومركز الزوار، ومطعم خوفو.
وأضاف أنه تم أيضاً خلال العام الانتهاء من مشروع هام وهو خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية بمحافظة الإسكندرية وذلك بعد 21 عاماً من وضعه على قائمة التراث العالمي باليونسكو المهدد بالخطر، لافتاً إلى الوزارة قد انتهت في ديسمبر الماضي من تركيب اللوحات الإرشادية والمعلوماتية بهذه المنطقة في إطار مشروع تطوير خدمات الزائرين بها والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة.
وأشار الوزير إلى استمرار سير العمل بكافة مشروعات الآثار التي على وشك الانتهاء منها مثل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف الآتوني بالمنيا ومشروع المتحف المصري الكبير، هذا الصرح العظيم الذي ينتظر العالم كله افتتاحه بكل شغف، مؤكداً على أن تجربة الزائرين به ستكون من أهم التجارب المتحفية في العالم.
وأوضح أن هناك عدد من المشروعات التي تم الانتهاء منها، خلال فترة تولي الدكتور خالد العناني الوزارة، وهي جاهزة للافتتاح؛ مثل متحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقصر محمد على بشبرا.
وأشار أحمد عيسى إلى أن العام شهد أيضاً تطوراً كبيراً في ملف التحول الرقمي، الذي يعد أحد المكونات الرئيسية لاستراتيجية الوزارة، ومن أبرز ما تم إنجازه في هذا المجال التوسع في إصدار تذاكر زيارة المواقع الأثرية والمتاحف إلكترونياً، وإتاحة شرائها باستخدام بطاقات الائتمان، وتركيب البوابات الإلكترونية في عدد من المناطق، وتنفيذ مشروع لتوصيل الإنترنت لكافة المواقع الأثرية والمتاحف.
كما أكد على أن الهدف من الحفاظ على الآثار المصرية العريقة لا ينحصر فقط في الحفاظ على تلك الموجودة بالداخل، وإنما الوزارة لها مساعي حثيثة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة لاسترداد الآثار المهربة من الخارج، وأضاف أنه تم أيضاً ضبط أكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة (3,400) قطعة أثرية بالمنافذ المصرية قبل خروجها من البلاد بطرق غير شرعية.
وأوضح أن العنصر البشري بالوزارة هو حجر الزاوية في كافة النجاحات التي تحققت والتي سوف تتحقق، لافتاً إلى أن الوزارة تسعى دائماً لدعم أبنائها وتحسين أوضاعهم الوظيفية والمالية، فالعنصر البشري على رأس أولويات الوزارة.
وأوضح أنه خلال عام 2022، تم ترقية حوالي أحد عشر ألفاً وخمسمائة (11,500) من موظفي المجلس الأعلى للآثار للمستويات الوظيفية الأعلى مباشرةً، وتم تثبيت أكثر من ثلاثة آلاف وثمانمائة (3,800) من المتعاقدين على الباب الأول.
وأضاف أن في إطار سعي الوزارة لتحسين أوضاع العاملين بها، فقد تم الموافقة على زيادة قيمة الأجر اليومي لعدد 210 من المتعاقدين بالمجلس الأعلى للآثار (بند أجر نظير عمل).
كما أشار إلى أن الوزارة اهتمت أيضاً بالاستثمار في أبناء الوزارة لرفع كفاءتهم من خلال برامج التدريب، لافتاً إلى أنه في هذا الإطار فقد تم تدريب أكثر من ألفي وسبعمائة موظف (2,760) من موظفي المجلس على البرامج التدريبية المتخصصة في علوم الآثار والحفائر والترميم والمتاحف.
وأكد الوزير على أن العمل لن يتوقف وما زال أمامنا الكثير ليتحقق لكم وبكم.
وفي ختام كلمته، توجه الوزير بجزيل الشكر لوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، لاستضافتها الكريمة لنا اليوم بدار الأوبرا المصرية للاحتفال بعيد الآثاريين المصريين، والشكر أيضاً للدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا على الجهود التي قام بها مع فريق عمله وحرصه الدائم على إنجاح هذه الاحتفالية.
كما توجه بالشكر لكافة الحضور على تشريفهم اليوم، وبخالص التحية والتقدير للزميلات والزملاء على جهودكم الصادقة في عملكم، متمنياً للجميع دوام التوفيق والتقدم.
وفي كلمته التي ألقاها بالاحتفالية، أعرب الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن فخره لكونه واحداً من الآثاريين المصريين، مؤكداً على أن السنوات الماضية استطعنا أن نجذب أنظار العالم نحو الحضارة المصرية العريقة من خلال الاكتشافات الأثرية الأخيرة والتي تمت بأياد مصرية خالصة، في ظل توجيهات الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق بالعمل على زيادة البعثات الأثرية المصرية العاملة بالمواقع الأثرية حتى بلغت نحو 50 بعثة أثرية مصرية.
كما وجه الشكر لقطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار لما بذله مرممو القطاع من مجهود ودور كبير في هذه الاكتشافات أثناء أعمال ترميم المقابر واللقى والقطع الأثرية التي تم اكتشافها.
تحدث الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أيضا عن البردية التي تم الكشف عنها بمنطقة آثار سقارة ضمن الكشف الأثري الأخير، لافتا إلى أنها تعد أول بردية يتم الكشف عنها كاملة منذ أكثر من 100 عام، موضحا أن أعمال الترميم والمعالجة التي تمت للبردية أفادت بأنها تحتوي على نصوص من كتاب الموتي، مشيرًا إلى أنه تم الإنتهاء من أعمال تنظيفها وترميمها وترجمتها من الهيراطيقية إلى الهيروغليفية واللغة العربية، تمهيداً لعرضها بأحد المتاحف المصرية بعد أن أوصت لجنة سيناريو العرض المتحفي بعرضها.
كما أعلن عن أنه خلال الفترة القادمة سوف يتم الإعلان عن كشف أثري هام بمنطقة آثار دهشور جاري العمل عليه الآن.
كلمة الوزير
جانب من اللقاء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة