سادت حالة من التعاطف والصدمة بين الملايين بمجرد ظهور الفنان عمرو محمد على الشهير بشقشق فى مسلسل أرابيسك لأول مرة فى برنامج حكايات زينب على تلفزيون اليوم السابع بعد غياب أكثر من 17 عاما، وقبل هذا اللقاء قمنا برحلة بحث طويلة لنعرف مكان الفنان الموهوب الذى أمتعنا فى العديد من الأعمال قبل اختفائه حتى وصلنا إليه وكشفنا عن مأساته مع مرض التصلب المتعدد والحالة الصعبة التى وصل لها، وعرف الجميع سر غياب شقشق الذى أبكى العالم العربى فى مسلسل أرابيسك، وأبكى ملايين المشاهدين الذين تابعوا حواره معنا بعد ظهوره بهذه الحالة، حين رأوا ذلك الطفل المميز الذى شارك فى روائع الأعمال السينمائية والدرامية والتلفزيونية والإذاعية، والذى تنبأ له الكثيرون بمستقبل فنى كبير فى عزلته وهو عاجز عن الحركة ينهشه المرض.
لم يكن عمرو محمد على الذى عاش طوال هذه السنوات مع آلام المرض والعزلة يتوقع أن يتعاطف الجمهور معه بهذه الصورة ، وحين تواصلنا معه لأول مرة لم يصدق أن الناس لا يزالون يذكرونه بعد كل هذا الغياب، وخلال الحوار أكد شقشق أرابيسك أنه لا يتواصل مع أحد من الوسط الفنى الذى لا يعرف شيئاً عن حاله وما وصل إليه وكيف تمكن المرض منه، وأن آخر تواصل مع نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكى كان فى بداية مرضه ووقتها اهتم النقيب بحالته وأرسله للدكتور سمير الملا أستاذ المخ والأعصاب الذى تابع معه حتى رحيله، وبعدها اختفى عمرو فى عزلته، وهو ما جعلنا نؤكد له خلال الحوار أن الجميع لم يكن يعرف حالته ولا يعرف وسيلة تواصل معه وأن الوصول له استغرق منا وقتاً وجهداً، خاصة مع عزلته وعدم تفاعله مع وسائل التواصل الاجتماعى، وأكدنا له أنه بعد هذا الحوار بالتأكيد ستتواصل معه النقابة والنقيب الدكتور أشرف زكى الذى لا يتأخر عن مساعدة أى فنان فى محنة ولا يبخل فى السؤال عنه.
وبالفعل حدث ما توقعناه و كان النقيب الدكتور أشرف زكى عند حسن الظن به دائماً، وتواصل معنا فور عرض الحوار مؤكداً أنه لم يكن يعرف تطورات حالة الفنان عمرو محمد على ولا يعرف مكانه أو وسيلة تواصل معه، وشكرنا لأننا استطعنا الوصول إليه، مؤكداً أن النقابة ستقف إلى جواره، وعلى الفور تواصل معه وأبلغه بقراراته الفورية ومنها منحه عضوية عاملة بنقابة المهن التمثيلية، ومعاش استثنائى مدى الحياة، وطمأن والدة عمرو بأن النقابة ستتابع حالته المرضية ولن تتخلى عنه، وهو ما أسعد عمرو ووالدته وطمأنهما وبعدها زاره وفد من مجلس النقابة مكون من الفنان أحمد سلامة ومصطفى حجى، وعاد النجم الموهوب للأضواء من جديد ولكن هذه المرة وكما ذكر على لسانه بشهرة المرض وليس بشهرة الفن.
وبقيت مشكلة العلاج مؤرقة للفنان وأسرته خاصة مع بدايات هجمة جديدة من هجمات المرض بدا أثرها على ذراعه وأصابعه ونظره، وفى محاولة لإنقاذ الفنان عمرو محمد على من هذه الهجمة وتدارك الأمر قبل تدهور حالته تواصلت مع الإعلامى الدكتور عمرو الليثى الذى أعرف أنه لا يتأخر عن مساعدة أى حالة تحتاج المساعدة بكل الطرق الممكنة ومنها برنامجه واحد من الناس، وعلى الفور رحب الليثى باستضافة الفنان عمرو محمد على ووالدته وشقيقه فى برنامجه فور معرفته بحالته الصحية، وناشد الجميع، فى الداخل والخارج وخاصة الأطباء لمساعدته فى العلاج، كما أهدى البرنامج عمرتين للفنان ووالدته بعد أن أكد عمرو محمد على أنه يتمنى الاغتسال بماء زمزم لعل هذا يكون سبباً فى شفائه.
لم يكن الليثى الذى اعتاد على تقديم يد المساعدة للعديد من الحالات الإنسانية مهتما بالانفراد والسبق الإعلامى بقدر اهتمامه بمساعدة الفنان الذى يعانى من هجمة جديدة من هجمات المرض والتى قد تؤدى إلى تدهور حالته بشكل كبير بعد أن فقد القدرة على الحركة، وبمنتهى المهنية أشار الليثى خلال برنامجه إلى انفراد اليوم السابع بالكشف عن حالة الفنان عمرو محمد على والوصول إليه، وهو مالا يفعله الكثيرون ، كما لخص رسالة الإعلام الإنسانية فى كلمات قليلة قائلاً: " عمرو فى ناس كتير قدموا حالته وحاولوا مساعدته سواء على المستوى المهنى والنقابى حيث تحركت نقابة الممثلين لمساعدته، أو على المستوى الإعلامى وما قامت به صحيفة اليوم السابع التى تحركت وكانت أول من كشف عن حالة عمرو، لكن كلنا بنكمل بعض علشان الهدف عندنا ليس الإنفراد الصحفى والإعلامى ولكن الهدف الأسمى مساعدة المريض وعلاج عمرو"
وقال فى نهاية البرنامج :" أشكر كل واحد وصل صوت عمرو للإعلام وأشكر اليوم السابع لأنهم أول من أوصل صوت عمرو للناس، وأشكر نقيب الممثلين المحترم دكتور أشرف زكى والنقابة وكل من ساعد وسيساعد"
وفور انتهاء حلقة برنامج واحد من الناس تواصل الدكتور حسام صلاح مدير المستشفيات الجامعية بجامعة القاهرة مع الدكتور عمرو الليثى معلنا ًعلاج الفنان عمرو محمد على على نفقة الدولة بمستشفيات الجامعة واستعداده لاستقبال الفنان على الفور للبدء فى علاجه.
وهكذا تعامل تعامل الدكتور عمرو الليثى بكل مهنية واحترافية وإنسانية، ليؤكد أن الهدف الأسمى للإعلام هو مساعدة الإنسان والعمل لصالحه، وأن مختلف وسائل الإعلام إذا تضافرت وعملت تحت هذا الهدف السامى ستغير كثيراً من حياة الناس وتخفف ألامهم، وأن القيم المهنية والإنسانية أهم من الإنفراد والسبق الإعلامى.