يحفظ التاريخ ما قدمه رجال الشرطة المصرية البواسل، وخاصة ما حدث فى محافظة الإسماعيلية والتضحيات التى قدموها منذ 71 عاما من أجل مصر أمام الاحتلال الإنجليزى.
وقبل معركة الإسماعيلية الشهيرة حدث لقاء لم يستمر سوى دقائق بين اللواء مصطفى رفعت والجنرال الإنجليزى البريجادير إكسهام، حيث طلب الأخير من الأول الرحيل عن المكان ليرد رفعت بكل ثقة: "لو حاربنا بعض 50 سنة مش هنسلّم".
وفى صباح يوم الجمعة 25 يناير عام 1952 طالب القائد البريطانى بمنطقة القناة بتسليم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية والانسحاب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى، وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين وزير الداخلية فى هذا الوقت والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصران المدينة ويتم تقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج.
وسقط فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا بينما سقط من البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة ليضربوا أروع الأمثلة فى الدفاع عن أرض مصر.