تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، عن الأزمات المتلاحقة التى يعيشها البريطانيون، في كل القطاعات الصحية والمعيشية والاجتماعية، فبينما تتزايد الأسعار وتقل السلع وموارد الطاقة، ترتفع معها أيضًا معدلات السرقة والإضرابات المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية لكثير من الفئات بما يتناسب مع معدلات التضخم التى لا تنتهى وتقف أمامها الحكومة البريطانية عاجزة بدون أى حلول لحماية المواطنين من آثارها.
وفى مشهد غريب على محلات السوبر ماركت، وضع أحد المتاجر البريطانية أقفال حماية على الثلاجات لمنع السرقة بعد انتشار موجة سرقة من المتاجر بسبب أزمة تكلفة المعيشة، و وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
أيضا تعمل محلات السوبر ماركت الأخرى على تشديد الإجراءات الأمنية، فوضعت أقفال حماية على بعض المنتجات التى تشمل الحليب والجبن والبيض، إضافة إلى منظفات الغسيل ومنتجات حليب الأطفال.
وتقول بعض تقارير الصحف البريطانية إن معدل السرقة من المتاجر ارتفع بنسبة 18% فى العام حتى نهاية يونيو الماضى مقارنة بفترة بالـ12 شهر السابقة، كمان سجل تضخم أسعار البقالة مستوى قياسيًا بلغ 14.7% الشهر الماضى، مما أضاف 682 جنيهًا إسترلينيًا إضافيًا إلى متوسط فاتورة التسوق السنوية.
أيضا من أكثر الأشياء التى تشير إلى تردى الأوضاع فى بريطانيا، إعراب السير مارك رولى قائد أكبر قوة شرطة فى المملكة المتحدة، عن قلقه بشأن لجوء عدد متزايد من الضباط إلى بنوك الطعام فى بريطانيا بعد انخفاض رواتبهم على مدى العقد الماضى، مشيرا إلى أن الأمر يعد إشارة خطيرة إلى الصعوبات التى يواجها الضباط لتغطية نفقاتهم.
ولم تكن الأوضاع السيئة مرتبطة بالطعام والسلع الغذائية فقط، بل يعتبر القطاع الصحى من أكبر القطاعات المتأثرة والذى يشهد دعوات متصاعدة للإضراب الأمر الذى يؤثر بدوره على الخدمة المقدمة للمواطنين البريطانيين، والتى كانت سيئة بالفعل، إلا أنها تزداد سوءًا فى ظل هذه الاضطرابات.
أيضا قالت صحيفة "إيفنينج ستار" البريطانية، إن أزمات رعاية الطوارئ فى هيئة الخدمات الوطنية الصحية البريطانية دفعت أعداد الوفيات المسجلة فى المملكة المتحدة فى الأسبوع الأخير من عام 2022 إلى زيادة قدرها 20% عن المتوسط وسط زيادة فى حالات الإنفلونزا.
وفى ظل تصاعد الأزمات، حذر قادة النقابات البريطانية من أن ضعف عدد الممرضين سيضربون فى أوائل فبراير، فى محاولة لزيادة الضغط على حكومة ريشى سوناك، كما أنه من المتوقع أن ينضم أكثر من 100 ألف موظف مدنى فى بريطانيا إلى إضراب يستمر 24 ساعة يوم 1 فبراير فى خطوة تصعيدية من قبل نقابة PCS " وهى سادس أكبر نقابة عمالية فى المملكة المتحدة.
وفى المقابل، بدلًا من أن تبحث حكومة ريشى سوناك عن حلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التى تضرب البلاد، قالت صحيفة الجارديان، إنه سيتم منح صلاحيات للشرطة البريطانية لوقف ومنع الاحتجاجات والمظاهرات قبل أن يبدأ أى اضطراب بموجب خطط ريشى سوناك للنظام العام، ومن المقرر أن ينظر فيها البرلمان الأسبوع المقبل.