قبل أيام توصل علماء أمريكيون لطريقة مبتكرة تتيح إنتاج أنسجة العين باستخدام الخلايا الجذعية والطباعة ثلاثية الأبعاد، وهى سابقة عملية كبيرة ونجاحها هيتيح علاج مجموعة من أمراض العين التنكسية فى المستقبل. ونجح فريق من الباحثين فى المعهد الوطنى الأمريكى للعيون بطباعة مجموعة من الخلايا التى تشكل الحاجز الدموى الخارجى لشبكية العين، والذى يدعم مستقبلات الشبكية الضوئية المستشعرة للضوء، وهتوفر هذه التقنية إمدادا من الأنسجة لمن يعانى أمراض الشبكية التنكسية مثل الضمور البقعى المرتبط بالعمر.
انفرد اليوم السابع بأول حوار مع الدكتور كابيل بهارتى، رئيس قسم أبحاث الخلايا العينية والجذعية بالمعهد الوطنى الأمريكى للعيون.. وهو الحوار الأول لها فى وسائل الإعلام العربية والمصرية.. الحوار فكرة وإعداد رامى نوار وقدمه أحمد العدل..
وإلى نص الحوار
دكتور كابيل بهارتى متى بداتم العمل على هذه التقنية؟
منذ 6 سنوات تقريبا.. قررنا استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لأنسجة العين من الخلايا الجذعية للمرضى.
هل يمكن أن تخبرنا المزيد عن هذه التقنية دكتور كابيل، وان تخبرنا ببساطة عن طريقة عملها؟
بالتأكيد.. كما تعلم فان العين أو الدورة الدموية تأتى من خلف العين وهناك نوع معين من الخلايا فى شبكية العين تقع جنبا إلى جنب مع امدادات الدم.. وكل مغذيات العين تأتى من خلال خلايا الشبكية فى العين لتصل للعين.. وهذا ما اردنا إنتاجه من خلال خلايا وأنسجة الشبكية ومغذيات العين.. لأن هذه الخلية تموت فى حالات كثيرة من الأمراض التى تصيب العين وهى تؤثر على العديد من المرضى حول العالم.. وفى خلال هذه الدراسة عرفنا كيف تتكون هذه الخلايا ومامواصفاتها وماتأثيراتها.. لذلك اخذنا عينات من الخلايا الجذعية للمرضى وربطناها بتلك الموجودة خلف العين باستخدام التقنية ثلاثية الأبعاد ووضعهم سويا مع الخلايا المغذية للعين.. وطبعناها فى مغذيات العين وتكاثرت الخلايا بالفعل وأصبحت أنسجة ناضجة وأصبحت مثل الطبيعية..
هل ساعدت هذه التقنية الاطباء على العمل بطريقة مختلفة أو بطريقة فعالة أكثر؟
بالطبع.. الأكثر فعالية فى هذه التقنية هو فهم العلاقة بين الخلايا والأنسجة والتغلب على الأمراض التى تصيب الكثير من المرضى وتضغط على خلايا شبكية العين.. لذلك نعم كأطباء استطعنا فهم طبيعة عمل الخلايا بهذه الطريقة للتغلب على الأمراض.. وبالتاكيد سيساعدنا هذا على اكتشاف أدوية تساعد فى التغلب والسيطرة على أمراض العين..
من أى الأمراض بالتحديد التى تصيب العين تقى هذه التقنية وتعالج؟
واحد من أهم الأمراض هو تغييرات الشبكية المتعلقة بالعمر والتى من الممكن أن تجعل المرضى يصابوا بالعمى.. وهناك مرض يسمى كولوبيميا.. وهناك العديد من الأمراض التى تصيب العين من الممكن أن تقى منها هذه التقنية.. لأننا ناخذ الخلايا والأنسجة من الخلايا الجذعية للمرضى.. وهذا سيجعلنا نجد علاجات أفضل.. ومن الممكن أيضا أن نكتشف علاج جينى لهذه الأمراض.. أما كخلايا يتم زرعها فى عين المرضى فما زالت تحتاج للعمل لكى نقوم بها وتصبح إجراء طبيعى..
هل مازالت هذه التقنية فى مرحلة التجارب أم تم بدء العمل بها فعليا على المرضى؟
كأنسجة فى المعمل نحن نستخدمها لمحاولة اكتشاف علاج جينى للأمراض ومحاولة اكتشاف أدوية.. واحد هذه الأدوية يتم تجربتها على المرضى الآن ونأمل أن تكون جاهزة بنهاية هذا العام..
متى ستكون متاحة للمرضى فى المستشفيات والعيادة من وجهة نظرك؟
كدواء.. اعتقد أو أمل أن سكون متاح فى خلال 3 سنوات.. نعم من 3 إلى 5 سنوات.. لكن كعملية زرع عضو بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ستأخذ وقت أطول للدخول إلى حيز التنفيذ.. لكنننا نعمل عليها..
هل تعتقد أن هذه التقنية مازالت تحتاج للتطوير أم أنها جاهزة للعمل؟
كما قلت كأنسجة فى المعمل واختبارات الأدوية والتكنولوجيات الأخرى مثل العلاج الجينى والأجسام المضادة فهى جاهزة ويتم استخدامها فى المعمل لهذه الأغراض.. لكن كأنسجة يتم زراعتها فى عين المرضى تحتاج بالطبع للمزيد من العمل..
فى هذه الأيام نرى الكثير من الناس يمسكون الهواتف المحمولة بكثرة ويقومون بسلوكيات خاطئة كثيرة، لو طلبت منك أن تقدم نصائح لحماية العين من التلف والإضرار بها ماذا ستقول؟
نظام الدايت الصحى.. لا تدخن.. واستخدام مضادات الأكسدة فى نظام الدايت الخاص بك.. وقم بعمل التمارين الرياضية دوما.. لأن كل ما هو جيد لأجسادنا يكون جيد لاعيننا..
فى النهاية دكتور، ماهى خططك المستقبلية التى تعمل عليها الآن والتى من المؤكد انها ستخدم مرضى العيون حول العالم؟
نعمل الآن على خلايا الدم من خلال الخلايا الجذعيىة.. فهذه الخلايا تعود مرة أخرى للمرضى مزروعة فى أجسادهم.. نحن بالفعل نعمل على عدد من المرضى.. ونامل فى أن نستمر فى استخدام هذه التقنية لتكون سبب رئيسيس وعلاج رئيسى لمرضى العيون بدل الأدوية والعلاج الجينى.. فقط نقوم باستبدال الجزء التالف.. نعمل عليها ونامل أن تصل للمرضى قريبا جدا..
لمشاهدة اللقاء باللغة العربية