حالة من الجدل مثارة حول دبابات ليوبارد "فهد" الألمانية، التى قالت حكومة برلين إنها لن تزود أوكرانيا بها قبل أن تقوم الولايات المتحدة بتقديم دباباتها M1abrams لحكومة كييف بدورها، فى ظل جهود غربية متزايدة لدعم قوات زيلينسكى فى حربه مع روسيا.
قالت شبكة سى أن إن الأمريكية أن إدارة بايدن عالقة فى مواجهة مع ألمانيا بشأن إرسال دبابات إلى أوكرانيا، وذلك مع اجتماع هام لوزراء الدفاع الغربيين فى ألمانيا الجمعة.
وأوضحت الشبكة أنه فى الأيام الأخيرة، أشار المسئولون الألمان إلى أنهم لن يرسلوا دباباتهم من طراز ليوبارد إلى أوكرانيا أو السماح لأى دولة أخرى لديها الدبابات ألمانية الصنع بالقيام بذلك، وذلك ما لم توافق الولايات المتحدة على إرسال دباباتها "إم وان إبرامز" إلى كييف، وهو الشىء الذى ظل البنتاجون يقول على مدار أشهر أنه لا يعتزم القيام به نظرا للتكاليف اللوجستية لصيانتها.
وقال أحد كبار مسئولى إدارة بايدن لسى أن إن عن الألمان، "لقد وضعونا فوق البرميل"، مضيفا أنهم يطلبون دبابات مقابل دبابات، ولا يتزحزحون عن التفكير فى أى عروض أخرى قدمتها الولايات المتحدة لحث برلين على إرسال الدبابات.
من جانبه، قال ديمترى بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين أن تزويد كييف بدبابات إضافية لن يغير بشكل أساسى أى شىء. وأضاف فى تصريحات للصحفيين أن الغرب سيندم لتوهمه أن أوكرانيا يمكن أن تفوز فى المعركة.
وتأتى المواجهة الغربية فى ظل نقاش أكبر بكثير بين واشنطن وحلفائها فى أوروبا حول إرسال أسلحة أكثر تطورا لأوكرانيا، بما فى ذلك صواريخ طويلة المدى تسمح لأوكرانيا بضرب أهداف على بعد 200 ميل، أو 300 كيلومتر.
وكانت بريطانيا وبولندا وفنلندا ودول البلطيق تضغط جميعها لكى تقوم دول الناتو بتقديم عتاد أثقل لكييف فى ظل ما يعتقدوا أنه نقطة انعطاف رئيسية فى الحرب. حيث يبدو أن كلا من روسيا وأوكرانيا تستعدان لهجوم جديد، وهناك مؤشرات على أن موسكو ربما تستعد لتعبئة قوات إضافية.
وضغطت بريطانيا فى الأسبوع الماضى بشكل أكبر على حلفائها الغربيين عندما أعلنت إرسال 14 من دباباتها طراز تشالنجر إلى أوكرانيا. لكن ألمانيا والولايات المتحدة لا تزال تعارضان فكرة غرسال دباباتهم الخاصة.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على دبابة ليوبارد الألمانية وأسباب رغبة أوكرانيا فى الحصول عليها.
ماهى ليوبارد 2؟
هى دبابة قتال ألمانية الصنع يصل مداها لنحو 500 كيلومتر. دخلت إلى الخدمة أول مرة عام 1979، وتصل سرعتها إلى 68 كيلومتر فى الساعة مزودة بمدفع أملس كسلاح رئيسى، كما أنها مسلحة بمدفعين رشاشين خفيفين.
وبالإضافة إلى استخدامها من قبل الجيش الألمانى، تنتشر ليوبارد 2 بشكل واسع فى أوروبا وتستخدم أكثر من 12 دولة هذه الدبابة، ودول أخرى خارج القارة من بينها كندا. وتم نشر تلك الدبابات أيضا فى كوسوفو وأفغانستان.
لماذا تريد أوكرانيا الحصول عليها؟
قالت أوكرانيا إنها بحاجة ماسة لأسلحة أثقل فى حربها ضد روسيا، ولدى كييف قدر محدود من الدبابات أغلبه من العهد السوفيتى أو ما بعد السوفيتى.
وإلى جانب تأكيد اعتقادها بأن موسكو تنوى شن هجوم كبير فى الأشهر القادمة، فإن كييف والكثير من حلفائها يعتقدون أن الحرب ستنتهى بشكل أسرع لو تمت هزيمة روسيا فى ميدان المعركة فى هجوم مضاد من قبل أوكرانيا لاستعادة الأراضى التى استولت عليها روسيا.
وتتوافر دبابات ليوبارد على نطاق واسع فى بولندا المجاورة لأوكرانيا، والتى ترغب فى تزوييد كييف بها، مما يجعلها مناسبة لقوات زيلينسكى.
وأشارت أوكرانيا إلى أنها بحاجة إلى 300 دبابة، بينما قال محللون غربيون أن 100 دبابة قد تغير على الأرجح ميزان الحرب.
لكن نظرا لأن الدبابات يتم توريدها إلى دول بموجب تراخيص التصدير، يمكن لألمانيا استخدام حق النقض ضد إعادة التصدير، على الرغم من أن بولندا أشارت يوم الخميس أنه يمكنها ببساطة تجاهل ألمانيا وتصدير الدبابات بغض النظر عن ذلك.