شهدت الكثير من دول العالم ارتفاعا حادا فى أسعار البيض أو نقص شديدا فيه، مما دفع البعض إلى التفكير فى شتى السبل الممكنة للحصول على هذا المصدر العام للبروتين الذى يعتمدون عليه فى مختلف وجباتهم.
فى نيوزيلندا، لم يجد البعض حلا لأزمة نقص البيض الشديد فى بلادهم سوى اللجوء إلى تربية الدجاج بأنفسهم للحصول على بيضه.
وقالت شبكة "سى إن إن الأمريكية إن أسعار البيض ارتفعت فى كافة أنحاء العالم على مدار العام الماضى بعد أن قضت أنفلونزا الطيور على كثير من الدجاج وبسبب تداعيات حرب أوكرانيا التي رفعت أسعار الطاقة وعلف الحيوانات.
وفى الولايات المتحدة، ارتفعت أسعار البيض بشكل تجاوز الزيادة فى منتجات البقالة الأخرى، ووصلت نسبة الارتفاع حوالى 60% فى الأشهر الـ 12 المنتهية فى ديسمبر مقارنة بالعام السابق. وفى اليابان، بلغت الأسعار ارتفاعا قياسيا.
وفى نيوزيلندا، التي يستهلك الفرد فيها بيضا أكثر من نظيره فى أغلب الدول، تفاقم الضغط فى ظل تغيير فى الإجراءات التنظيمية لمزارع الدواجن. وأدى الارتفاع فى التكاليف إلى حالة من الغضب وبدأ الناس فى البحث عن الدجاج على الإنترنت حتى يمكنهم تأمين إمداداتهم الخاصة من البيض.
ويوم الثلاثاء الماضى، قال موقع المزاد المحلى "ترايد مى" الذى يحظى بشعبية كبيرة، إن البحث عن الدجاج والعتاد المرتبطة بتربيته قد ارتفع بنسبة 190% حتى الآن هذا الشهر، مقارنة بنفس الفترة قبل شهر واحد فقط.
وقال ميلر سلفيستر، المتحدث باسم الشركة، إنه منذ بداية يناير، شهدوا أكثر من 65 ألف عملية عن الدجاج والمواد الأخرى المرتبة بالدجاج مثل العلف والمحاصيل والغذاء.
كما تسبب النقص أيضا فى صداع على نحو خاص للخبازين فى البلاد. وقال أحد أصحاب المخابز فى مدينة كرايستشيرش إنه كل الجمهور يحاول الآن شراء الدجاج فى المنزل لأنهم لا يستطيعوا الحصول على الدجاج.
وفى الولايات المتحدة، قالت وكالة الجمارك وحماية الحدود الامريكية أنها تشهد زيادة فى عمليات جلب البيض عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك، وهو الإجراء الذى تقول إنه غير قانونى.
وقالت قناة ABC News الأمريكية إن أسعار البيض شهدت ارتفاعا حادا، بلغ نسبته 60% فى ديسمبر الماضى، بحسب مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، وأصبح متوسط سعر الدستة 4.25 دولار.
ويرجع الارتفاع بشكل كبير إلى تفشى أنفلونزا الطيور الذى قضى على أعداد كبيرة من الدجاج. وتقول وكالة الجمارك وحماية الحدود الامريكية إن الناس يحولون نقل البيض لأنها أرخص بكثير فى المكسيك مقارنة بالولايات المتحدة.
وقال مدير عمليات مكتب الوكالة بسان دييجو إنهم لاحظوا مؤخرا زيادة فى أعداد البيض التي تم اعتراضها فى موانئ الدخول. وذكر بأن البيض غير المطهى محظور دخوله من المكسيك إلى الولايات المتحدة، وعدم الإعلام عن وجود منتجات مثله يمكن أن يسفر عن غرامة تصل إلى 10 آلاف دولار.
وأشار المتحدث باسم وكالة الجمارك إلى أن هذا الأمر يحدث فى مناطق أخرى أيضا على طول الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة. وقالت الوكالة إنه عندما يعلن الناس عن وجود البيض على الحدود الغربية الجنوبية يتم مصادرته دون اتهامهم. وأوضح المتحدث أن خبراء الزراعة التابعين للوكالة يقومون بجمعه ثم تدميره باعتبار أن هذا هو المسار الطبيعى للأمور.
وأشار إلى وجود عدد قليل من الحالات التي لم يعلن فيها عن وجود البيض قبل اكتشافه خلال التفتيش. وعندما يحدث هذا، يتم مصادرة البيض وفرض غرامة تقدر بحوالي 300 دولار، ويمكن أن تكون الغرامة اعلى عند تكرار الأمر.
وفى ولاية بنسلفانيا، استطاع زوجان تحقيق ازدهار لمشروعهما الخاص بتأجير الدجاج للحصول على خيراته من البيض. وقال الزوجان فيل وجين تومكينز لفوكس نيوز إنهما أسسهما مشروع "استأجر الدجاج" قبل عدة سنوات، لكنه شهد ازدهارا مؤخرا مع أزمة نقص البيض.
وقالت جين إنهما يحققان ازدهارا بكل تأكيد، فقد بدأ مشروعهما فى عام 2020 ولم يعتقدا أنهما سينجحان. لكن مع وجود الناس فى منازلهم فى ظل الجائحة، كانوا يرغبون فى فعل شيء غير مألوف فاستأجروا الدجاج منهما. ويقوم الزوجان بتوفير دجاج "ودود للغاية" يقوم بمهمة رائعة وهى وضع البيض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة