"أحببت فتاة كانت موظفة وأنا كنت أمارس أعمال حرة، وأتمتع بسيرة طيبة في مدينتي بسبب أعمالى الاجتماعية، والحمد لله تقدمت لخطبتها وتزوجنا وطلبت منى السكن مع أهلها فى شقة مستقلة، لأنها هى من أقامت بيت عائلتها من مالها الخاص، ولأننى أحببتها وافقت وبعد شهر من الزواج بدأت المشاكل تتفاقم بيننا حتى تركت البيت وبعد ذلك عقدت صلح مع زوجتى، لكنها كانت عنيده وتنصت لنصائح والدتها وصديقتها المطلقة كما أشعر بأن عملها أهم منى.
ورزقنا بطفلين وكانت تتجاهلنى ولا تهتم بى وهذا كان سبب جميع مشاكلنا، كما كان صوتها عالى وكانت تطردنى من البيت، وكنت بتنازل كثيراً لأننى أحبها الذى دفعنى للعمل ليلاً ونهاراً حتى أوفر لها كل شيء تحلم به، وفى الفترة الأخيرة شعرت بتغير كبير بتصرفتها وكانت تجلس لأوقات كثيرة على الإنترنت وتتحدث بالهاتف المحمول، ودائماً سرحانة وتجلس لوقت طويل مع عائلتها في شقتهم الكائنة أسفل شقتنا، وعندما تحدث معها عن كل ذلك تشاجرنا وضربنا بعضنا وكالعادة تركت البيت، لكن هذه المرة شوهت سمعتى واتصلت بجميع أصدقائى على "الفيس بوك" وغيره.
وتحدثت عنى بالسوء، وتسببت فى مشاكل لى في العمل أدى إلى طردى منه، وأصبحت مطارد من الجميع بسبب ادعاءاتها الكاذبة عنى كما رفعت قضية طلاق وأصبح مصيرى فى الشارع بغير عمل ولا وظيفة و مديون بفلوس لأشخاص كثيرة، و عليا أحكام بالنفقة، و حاولت الانتحار أكثر من مرة، لكن ربنا كان بينجينى، لكن لست قادر على الوقوف مرة أخرى على قدمى، لعدم قدرتى على استيعاب ماحدث لى، وأحلم بأن أتخلص من هذا الكابوس، كما أننى لا أعلم لماذا زوجتى فعلت بى كل هذا؟، كما هناك أشخاص يدعون بأنها خطبت لرجلاً آخر وهى مازالت على ذمتى، أفيدونى ماذا أفعل فأنا تفكيرى مشتت وغير قادر على العمل والمضى قدماً في حياتى، بسبب المشاكل التي تسببت لى فيها زوجتى السابقة".
***********
عزيزى القارىء، أجابت د. ريهام أحمد عبدالرحمن، استشاري الإرشاد النفسي والتربوي على مشكلتك، قائلة :" يقول الإمام محمد الغزالي رحمه الله: إن الزواج ليس لمفاتن أنثى ولا لوسامة رجل، إنما لإعمار بيت على مودة ورحمة وسكينة محاط بسياج من طاعة الله سبحانه وتعالى.
والعلاقة الزوجية علاقة سكن وإحتواء بين طرفين، ولذلك فأهم ما تقوم عليه هذه العلاقة هو القوامة السليمة للرجل والتي تقتضي منه قدرته المادية في الإنفاق على زوجته وتوفير المسكن المناسب لها وفقا لإمكاناته المادية، والتي ينبغي أن تحترمها الزوجة وتسير بناء عليها.
ومشكلتك سيدي الفاضل، بدأت عندما ارتضيت العيش في قوامة زوجتك لا أن تعيش هي في قوامتك، وذلك يتضح من تركك للبيت أكثر من مرة كما ذكرت في رسالتك، فإذا كان المنزل منزلك هل كنت ستبادر بالمغادرة؟!
وأكثر ما يؤرق الزوج في حياته، الزوجة حادة الطباع والعنيدة، ومن خلال رسالتك فزوجتك كانت تتعامل معك بمبدأ الفوقية والاستعلاء لشعورها بأنها صاحبة الفضل عليك.
وأيضا أقول لك أن الحب الصادق لا يلزمك بتقديم تنازلات على حساب نفسيتك وكرامتك، فقد ذكرت أنك كنت تلبي لها جميع مطالبها ولكنها لم تقدر عطائك!!، والسبب في ذلك أن النساء العنيدات والمستقلات مادياً من نوعية زوجتك، تبحث عن الرجل الذي يسيطر عليها لا الذى تسيطر عليه! وتبحث عن رجل لا يقدم تنازلات في سبيل إرضائها! وهكذا هي النساء من نوعية زوجتك لا تقدر العطاء أو الحب الصادق.
وحتى أكون صادقة معك فعدم التكافؤ بينكما سواء في التفكير أو مشكلة السكن في بيت أسرتها وتركك له في كل مشكلة، هو السبب المباشر لحساسيتك الزائدة وشعورك بالنقص تجاهها ما جعلك تشعر بعدم اهتمامها بك، وبالتالي وصلت الأمور بينكما لهذا الحد.
ونصيحتي لك، لا تنساق وراء الشائعات المغرضة وتذكر أنها أم أبناءك وما يسيء لسمعتها حتماً يسيء لسمعتهم، كما أن علاقتكما كانت غير متكافئة، وبالتالي وجب الإنفصال بينكما، كما عليك بعدم الاستسلام للأفكار السلبية وتقرب من الله عز وجل.
وشوشة
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة