معارك طاحنة بين الجيش الروسى والأوكرانى خلال الساعات الماضية، حيث كثف الجيش الروسى تحركاته على جميع جبهات القتال في أوكرانيا، بالتزامن مع نداءات كييف المستمرة للحصول على الأسلحة الدفاعية، وبالأخص "الدبابات"، بحسب "سكاى نيوز".
وأكدت الشبكة نقلا عن خبراء عسكريين أن موسكو أحكمت قبضتها على باخموت، التي شهدت معارك دامية خلال الأشهر الماضية، لكن على الجانب الآخر يتوقع المعسكر الغربى شن هجوم مضاد من جانب أوكرانيا لتعويض خسائر الساعات الماضية.
وحقق الجيش الروسي بمساعدة قوات "فاجنر" خلال الأيام الماضية، تقدما وتمددا على جميع جبهات القتال المشتعلة في الشرق، وبالأخص محوري باخموت وزابوريجيا.
ولتوضيح الموقف ميدانيا، يقول الخبير الروسي العسكري، شاتيلوف مينيكايف، إن "الحل الوحيد لوقف عسكرة أوكرانيا واستمرار عملية الدعم الغربي والأمريكي، حسم تلك العملية العسكرية وقطع جميع الطرق التي تغذى أوكرانيا بالأسلحة.
ويلفت مينيكايف إلى أن الجيش الروسي حق تقدم باتجاه قرية كراسنوبولي، قرب مدينة سوليدار، والسيطرة على كليشيفكا، وهي بلدة صغيرة جنوبي باخموت (شرقي أوكرانيا)، كما سيطرت قوات روسيا على قرية دفوريتش في "جمهورية دونيتسك"، وتكبد الجيش الأوكراني خسائر فادحة، وفى محور زابوروجيا، تمكنت روسيا من السيطرة على عمق 7 كيلومترات وتحرير عدة مناطق، بالإضافة إلى السيطرة على قرية لوبكوفيه الصغيرة الواقعة قرب نهر دنيبرو، جنوب شرق زابوريجيا.
ويضيف مينيكايف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوزعربية"، أن "تأخير تنفيذ وعود الدعم الغربي الأخيرة لكييف، ليس بسبب الانقسام في الناتو فحسب، بل لتراجع مخزون السلاح في مخازن الغرب".
ويعتبر أن ذلك "دفع الغرب لإدراك خطورة وضعهم الآن وسط التقدم الروسي، والاستمرار في العملية العسكرية التي حاولوا استنزاف موسكو فيها".
ويؤكد الخبير العسكري الروسي، أن "بانتصار سوليدار الأخير سيصبح إيقاع التقدم الروسي الميداني أسرع مما سبق، وستتم السيطرة على الطريق الدولي "إتش-32"، الذي يصل مدن كونستانتينيفكا ودروجكيفكا وكراماتورسك وسلافيانسك".
المسؤول العسكري الأوكراني في جبهة دونباس، سفياتوسلاف بودولاك، يوضح خلال تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "روسيا تدافع باستماتة للسيطرة على باخموت، من خلال (فاجنر)، وتحويل المعارك في خط التماس بالكامل لحرب عصابات داخل المدن واستدراج القوات الأوكرانية".
ويضيف بودولاك أن" الدعم الغربي المنتظر سيقلب المعادلة في تلك الجبهة شرط الحصول عليه سريعا، قبل سقوط باخموت التي تحاول قوات "فاغنر" حصارها وقطع جميع الطرق عنها".
وعلى وقع المعارك المشتعلة بالقرب من باخموت الاستراتيجية، طالب مسؤول أميركي، الجيش الأوكراني بـ"عدم السعي للدفاع عن المدينة بشرق البلاد، وأن يركز أكثر على الاستعداد لشن هجوم مضاد كبير ضد روسيا".
ورأى المسؤول الكبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن "الأولوية المعطاة للقتال في باخموت تعرقل أوكرانيا في مهمتها الأساسية المتمثلة في التحضير لهجوم استراتيجي ضد الروس في جنوب البلاد خلال الربيع".
المسؤول اعتبر كذلك أنه يجب على أوكرانيا الاستفادة من برامج التسليح والتدريب التي تديرها واشنطن، لتشكيل مزيد من الوحدات عالية الكفاءة وتوظيفها في شن هجوم في الجنوب.
وتعد باخموت بالنسبة إلى الأوكرانيين حصنا للدفاع عن باقي مدن دونيتسك، ومنها تُوجه ضربات نحو المواقع الروسية في الأجزاء الأوكرانية الخاضعة لسيطرتهم، وتعززت أهمية باخموت بالنسبة لروسيا عقب خسارتها لمدينة إزيوم جنوبي منطقة خاركيف الشمالية منتصف سبتمبر، حيث باتت بوابة جنوبية شرقية شبه وحيدة لتقدم قواتها في عمق مقاطعة دونيتسك، خصوصا نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.