تتسع أزمة الوثائق السرية التي عثر عليها فى منزل الرئيس جو بايدن ومكتب سابق له فى واشطن، وذلك بعد اكتشاف محققو الإف بى أى على ملفات إضافية أثناء إجراء تفتيش مسكن جو بايدن فى مدينة ويلمنجتون فى ولاية ديلاوير، بحسب ما ذكرت شبكة سى إن إن الأمريكية.
وقال المحامى الشخصى للرئيس بوب باور فى بيان إنه أثناء التفتيش الذى حدث على مدار نحو 13 ساعة يوم الجمعة، استحوذت وزارة العدل الأمريكية على مواد تقع تحت نطاق تحقيقها تشمل ست مواد تتضمن وثائق ذات تصنيف سرى ومواد متعلقة، بعضها كان أثناء عمل بايدن نائبا للرئيس وأخرى خلال عمله سيناتور فى مجلس الشيوخ. وأخذت وزارة العدل ملاحظات مكتوبة بخط اليد بشكل شخصى كتبها بايدن أثناء توليه منصب نائب الرئيس.
وتضاف هذه المواد إلى مواد سبق العثور عليها فى مقر إقامة الرئيس السابق وفى مكتبه الخاص.
وقالت شبكة "سى إن إن" إن التفتيش الفيدرالى لمنزل بايدن، وفى حين أنه تطوعى، إلا أنه يمثل تصعيدا للتحقيق فى تعامل الرئيس مع الوثائق السرية، وسيؤدى حتما إلى مقارنات مع قضية سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب، حتى وإن كان تفتيش الإف بى أى لمقر إقامة ترامب كان فى ظل ظروف مختلفة.
فقبل خمسة أشهر حصل الإف بى أى على مذكرة لتفتيش مقر إقامة ترامب فى فلوريدا، مارالاجو، وهى خطوة غير مسبوقة تم أخذها لأن المحققين الفيدراليين وجدوا أدلة تشير إلى أن ترامب لم يسلم كل الواد السرية التي بحوزته بعد تلقيه استدعاء لتسليم الوثائق للأرشيف الوطنى. ويخضع تعامل ترامب مع الوثائق لتحقيق من قبل المدعى الخاص جاك سميث.
ويظهر تفتيش منزل بايدن أن المحققين الفيدراليين يمضون بشكل سريع فى التحقيق فى الوثائق التي عثر عليها بحوزة الرئيس. ولم يتطلب التفتيش مذكرة استدعاء، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على الأمر.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن اتفاق التفتيش مع فريق بايدن القانوني تم التوافق عليه مع جون لوسك، المدعى الفيدرالي الذى تم اختياره لقيادة التحقيق الأولى العام الماضى. ومن المتوقع أن يتولى القيادة بدلا منه روبرت هور الذى تم تعيينه مدعيا خاصا فى هذه القضية.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن التفتيش يسلط الضوء على جدية التحقيق فى تعامل بايدن مع الوثائق، وفى حين أن التفيش لم يكن مداهمة مفاجئة، فإنه يشبه فى بعض النواحى مداهمة العملاء الفيدراليين لمقر سكن ترامب فى مارالاجو الصيف الماضى.
وقال بايدن ومساعدوه مرارا أن القضيتين مختلفتين للغاية لأن الرئيس تعاون بشكل كامل مع السلطات، فى حين أن ترامب ومحامييه قاوموا جهود هيئة الأرشيف الوطنية ووزارة العدل لإعادة الوثائق. لكن ترامب الذى زعم فى مرحلة ما أنه رفع السرية عن كل الوثائق محل القضية بمجرد التفكير فى فعل ذلك، ويواجه مستشاروه تقيقا عن عرقلة التحقيق فى المعلومات السرية.
ومنذ اكتشاف وثائق بايدن، شكا ترامب من أن محققى وزارة العدل يتعاملون مع خلفه بشكل مختلف. وكتب على منصته للسوشيال ميديا تروث سوشيال فى وقت سابق هذا الشهر "متى سيداهم الإف بى أى المنازل العديدة لجو بايدن، وربما البيت الأبيض.
يأتي هذا فى الوقت الذى قالت فيه صحيفة ذا هيل إن الرئيس بايدن يدخل العام الجديد بمعدلات تأييد مقارنة لأدنى مستويات شعبية حققها خلال فترة رئاسته، وذلك على الرغم من الدفعة التي تلقاها البيت الأبيض بنتائج الانتخابات النصفية الناجحة نسبيا والتي شهدت احتفاظ الديمقراطيين بسيطرتهم على مجلس الشيوخ، وخسارة النواب بفارق أصوات ضئيلة لصالح الجمهوريين.
وأظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز إن 40% من الأمريكيين وافقوا على أداء بايدن فى المنصب، وهى نسبة أعلى من نتائج الاستطلاع الذى أجرى الشهر الماضى، لكنه متراجع بدرجة كافية لإثارة غضب الديمقراطيين الذين يبحثون عن مؤشرات إعادة الانتخاب من بايدن والتي من المتوقع أن تأتى مع إلقائه خطاب حالة الاتحاد فى فبراير المقبل.
وقال أحد المخططين الاستراتيجيين للحزب إنه لا يعرف ما إذا كان الجميع يريد أن تحوم شعبيته حول 40% عندما يطلق مساعى إعادة انتخابه أنت بحاجة إلى خمس أو ست نقاط اعلى على الإطلاق.