فى مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا، "شاه جهان" عام 1067، أحد حكام الهند في القرن الحادى عشر الهجري. اشهر ما ترك تاج محل، ضريح زوجته ممتاز محل، فهو ثالث أبناء "جهانكير" وأقدرهم جمعيًا، واتصف شاه جهان برجاحة العقل، والذكاء، وقوة العزيمة.
خاض شاه جهان في شبابه عدة معارك، ولم يكن أكبر إخوته لكنه كان الابن المفضل لوالده، إلا أن زوجة والده نور جهان لم تكن داعمة لخلافة شاه جهان للإمبراطورية. وروجت لزوج ابنتها الأمير شهريار لدى الإمبراطور جهانغير ليسلمه قياد الحملة العسكرية التي واجهت سلطان فارس.
وانتصر شاه جهان في أول معركة خاضها قائدا لجيش من 200 ألف جندي، وكان ذلك بأمر من والده لإخضاع مملكة الراجبوت في الشمال، ومن أبرز آثار عصر شاه جهان عرش الطاووس والقلعة الحمراء التي صارت مقر الحكم المغولي، التي نهبها الإنجليز بعد نفيهم بهادر شاه ظفر، آخر الحكام المغول في الهند.
يعتبر عصره العصر الدهبى للفن و العماره المغولية لذلك خصص نصف دخله لترقية العمارة وغيرها من الفنون، حيث إنه بنى مبانى فخمه كتيره فى دلهى و بنى التحفه المعماريه المصممة جميعها من المرمر الابيض ، وفي عام 1631 رافقت ممتاز محل زوجها الشاه جهان في إحدى حملاته العسكرية وكانت حاملا آنذاك.
وبعد مخاض دام 30 ساعة، أنجبت ممتاز محل طفلة، لكن الأم توفيت إثر نزيف بعد الولادة عن عمر ناهز 38 عاما، كان ذلك الحدث مثارا لأحزان شاه جهان، الذي دفنها في حديقة زينباد المسورة مؤقتا.
وبعد هذه الفاجعة قيل إن شاه جهان اعتزل الناس، ومكث في معتكفه عاما كاملا، وحين خرج لهم كان قد شاب شعره كله. وخلّد ذكرى زوجته المحبوبة ببناء ضريح تاج محل؛ إحدى عجائب الدنيا السبع، وإحدى التحف الرائعة في العمارة الإسلامية.