ورد سؤال للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، نصه: ما حكم الصيام فى شهر رجب؟، وجاء رد اللجنة كالآتى:
يجوز للمسلم أن يصوم تعبدا لله تعالى فى شهر رجب، لا حرج فى ذلك ولا مانع منه، وله ثواب صيام التطوع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام يوما فى سبيل الله باعد الله بينه وبين النار مسيرة سبعين خريفا". ولم يرد فى الشرع الحنيف ما يمنع صيام هذا الشهر، ولا استثناءه من ندب الصيام.
وفضل شهر رجب ثابت بقطع النظر عن درجة الأحاديث الواردة فى فضائله، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة؛ لكونه أحد الأشهر الحرم التى عظمها الله تعالى فى قوله: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأشهر الحرم عيَّنها النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى حديث "الصحيحين" فى حجة الوداع بأنها ثلاثة سَرْد -أى متتالية-: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وواحد فرد: وهو رجب مضر الذى بين جمادى الآخرة وشعبان.
وأشارت دار الإفتاء المصرية، أن الإمام الطبرى ذكر فى "تفسيره" عن قتادة أنه قال: "إن الظلم فى الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء"، وروى عنه أيضًا قال: "إن الله اصطفى صَفَايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسُلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالى ليلةَ القدر، فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل".
ومن تعظيم هذا الشهر قالت دار الإفتاء المصرية: كثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة؛ من صلاة، وصيام، وصدقة، وعمرة، وذكر، وغيرها، فالعمل الصالح فى شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم.
وأشارت دار الإفتاء المصرية، إلى إنه ليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة فى أى وقت من السنة إلا ما نص الشرع عليه؛ كصيام يومى العيد الفطر والأضحى وأيام التشريق.