تجرى الاستعدادات، لانطلاق أولى جلسات الحوار الوطنى، والذي يفتح آفاق جديدة في اصطفاف مختلف الأطياف بالمجتمع نحو ترتيب مسار العمل وخارطة المرحلة المقبلة، وانتهى مجلس أمناء الحوار الوطنى، من تحديد 90% من أسماء الشخصيات المقرر مشاركتها، لمناقشة 113 قضية داخل 19 لجنة من اللجان الفرعية للحوار، وتلقى المجلس 96 ألف مقترح من المواطنين فى جميع أنحاء الجمهورية منذ بدءهم فى جلسات مجلس الأمناء.
وجاء ذلك تأسيسا لضمان الوصول المتكاف لكافة فئات المجتمع المصري، حيث عملت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والتحالف الوطني للعمل الأهلي وغيرهم من الكيانات السياسية، على تفعيل دعوة مجلس أمناء الحوار الوطنى، خلال الفترة الماضية، لتوسيع قاعدة المشاركة وتمثيل جميع فئات الوطن في الحوار المجتمعي، والتي جاءت في إطار ما وجهه مجلس أمناء، الحوار الوطني، للكيانات السياسية والأهلية الفاعلة على إجراء حوارات مجتمعية وجماهيرية في المحافظات المختلفة، لتتلائم مع تخصصات اللجان النوعية التي أقرها مجلس الأمناء وتلقي مقترحات المواطنين والجهات المختلفة، مع رفع نتائج تلك الحوارات لمجلس أمناء الحوار الوطني.
وكثفت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، من نشاطها خلال الأيام الماضية، سواء بتنظيم صالونات سياسية لتضم متخصصين من كافة التيارات والاتجاهات المختلفة بشأن القضايا التي سيتم طرحها خلال جلسات الحوار الوطني وتبث مباشرة على الصفحة الرسمية للتنسيقية، أو من خلال نوابها المتواجدين بدوائرهم للاستماع الى مطالب المواطنين، وذلك في إطار اهتمامها بقضايا الوطن والتي سيتم طرحها ومناقشتها خلال جلسات الحوار الوطني المختلفة.
ويؤكد النائب عمرو درويش، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، أن التنسيقية بذلت جهود مضاعفة للمساندة في إنجاح الحوار الوطني حيث انطلقت لعقد لقاءات سواء داخلية بين أعضاء التنسيقية او خارجية مع كافة التيارات والأحزاب السياسية والكيانات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرهم، ومن خلال عقد جلسات أو مؤتمرات أو زيارات ميدانية أو صالونات سياسية سواء بشكل مباشر أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة، مشيرا إلى أن الفعاليات التي نظمتها على المستوى الجماهيري تلقت فيها ترحاب كبير واهتمام من الشارع المصري بالمشاركة والتعبير عن مطالبهم.
وأوضح أن التنسيقية تنقل مطالب المواطنين وتوصيات الفعاليات التي نظمتها من خلال ممثليها بالحوار الوطني ولمجلس الامناء، فضلا عما ستطرحه بجلسات الاستماع المقررة خلال المرحلة القادمة، موضحا أن الحوار الوطني يمثل أهمية جادة في تقريب وجهات النظر بين المشاركين نحو خطى بناء الجمهورية الجديدة والوصول إلى قاعدة مشتركة ورؤية متكاملة للجميع على كافة المستويات تسهم في دعم مسيرة الإصلاح والتنمية.
وأشار عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، إلى أن الحوار سيكون له أهمية كبرى فى استكمال مسيرة البناء والتنمية بشراكة وطنية خالصة، بصفته منصة حوارية هامة ووسيطة في توصيل صوت الدولة والفكر الكامل للقيادة السياسية للمواطنين من مشاركة مختلف الأطياف بالمجتمع وعلنية الجلسات، وسيكون أيضا فرصة لتوصيل صوت المواطن أكثر للدولة.
ولفت "درويش"، إلى أن ذلك سيدعم خطة تعميق الوعي وتشكيل جبهة داخلية قوية، ويدلل على أن الدولة تفتح يدها لكل الأراء، مبديا تمنياته أن توجد الحالة الإيجابية التي نراها في التنسيقية بصفتها نافذة للحوار بين الأحزاب وكان لها تجربة ثرية في ذلك بين الأحزاب المنضوية داخلها، وأن نراها أيضا في الحوار الوطني حتى الوصول لصيغة متكاملة تسهم في دعم بناء الجمهورية الجديدة، خاصة وأنه سيكون فرصة للأحزاب في ترتيب الصف من جديد لأن تصبح قوى فاعلة في المجتمع.
وقال النائب محمد عبد العزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن دعوة الحوار الوطني، تمثل دعوة لكل المجتمع، لكل مصر وليس فقط للنخبة السياسية والحزبية مع كل التقدير والاحترام لكل الفاعلين والمهتمين بالعمل السياسي والحزبي، موضحا أن الشعب المصري كله مدعو للمشاركة بالرأي والتعبير عما يريده من الحوار الوطني، وهو ما تعمل التنسيقية على تحقيقه من خلال جولاتها الميدانية.
وأشار إلى أننا أمام فرصة تاريخية ذهبية اليوم، مع دعوة الرئيس الموجهة للجميع، ومهما كانت الآراء، ومن ثم فإن النقاش والحوار يجب أن ينتقل لكل شارع ولكل مدينة و لكل حي وقرية، ومن هنا أطلقت التنسيقية سلسلة جلسات نقاشية في دوائر نوابها، بمجلسي النواب والشيوخ، للاستماع لمطالب كل فئات الشعب وكل القوى السياسية والحزبية والمجتمع المدني وسلسلة صالونات سياسية واقتصادية بمحاور الحوار الوطني تذاع على موقع التواصل الاجتماعي لصفحة التنسيقية.
وشدد أن هناك فرصة للجميع، يشارك ويبدي رأيه وكل توصية أو رأي سيتم ايصالها من التنسيقية لإدارة الحوار الوطني، فنحن نقول لكل مصري صوتك مسموع، مؤكدا أننا لمسنا وعي المواطنين والحرص على المشاركة بكل الأفكار وتقديم التوصيات القيمة للمساهمة في بناء الوطن.
ومن جانبه أكد الدكتور طلعت عبد القوى، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، أنه كان هناك حرص على الاستماع لكافة الاراء بالشارع المصري من خلال جولات متعددة بمختلف المحافظات، مشيرا إلى أنه شارك في مؤتمرات جماهيرية ب 14 محافظة تنفيدا لتوصية مجلس الامناء
بالمشاركة الوطنية الموسعة وإيجاد مساحات مشتركة بين مختلف المصريين لضمان الوصول المتكافئ وتمثيل جميع فئات الوطن فى الحوار المجتمعي، والتعرف على مشاكل المواطنين ومطالبهم.
وأشار عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إلى أنه كان هناك اصطفاف جماهيري كبير حول الحوار الوطني، مؤكدا أن إدارة الحوار حريصة على التأني والتدقيق في تنظيم الجلسات المقبلة وتحديد المشاركين، حتى الخروج بمنتج الجيد.
ويقول الدكتور هشام عناني رئيس حزب المستقلين الجدد، إن الحوار الوطنى جاء فى توقيت حاسم لاصطفاف جميع القوى الوطنية، وهو نقطة إنطلاق حقيقية لتحريك الحياة السياسية المصرية نحو تحديد أولويات العمل الوطنى فى مرحلة العمل القادمة.
وأضاف هشام عناني، أن أمانة الحوار الوطنى حددت أكثر من 400 جهة منها جميع الأحزاب السياسية لوضع مقترحات وأجندة الحوار الوطنى والتى وصلت لأكثر من 100 موضوع موزعين على 19 لجنة، لمناقشة القضايا المصرية فى المرحلة القادمة.
وتابع، إنه طبقا للأجندة الموضوعة من الأمانة الفنية للحوار الوطنى فقد بدأنا بإرسال المقترحات على الإيميل الخاص بالأمانة الفنية، ثم حدث التقاء جيد بالأمانة الفنية والأكاديمية الوطنية للتدريب لتأكيد حرصنا على المشاركة، وتأكيد الأكاديمية الوطنية أنها محايدة.
وأشار إلى أن إدارة الحوار تعكس جدية المسار الذي تعمل عليه ووجود رغبة في إنجاحه، مشيرا إلى أنه يأتي فى توقيت مهم، كى يكون هناك اصطفاف وطنى، ما يستلزم أن نصل لمخرجات إيجابية تحقق نقطة تحول فى الحياة السياسية والاجتماعية وتدعم مختلف القطاعات.
ومن جانبه أكد عماد الدين حسين، عضو مجلس الحوار الوطنى، إنه عندما تشكل مجلس الأمناء من 19 عضوا والمنسق العام ورئيس الأمانة الفنية كانوا يمثلون معظم مكونات المجتمع المصرى من تيارات فكرية وسياسية وثقافية وأحزاب مختلفة.
وأضاف عماد الدين حسين، أن الجلسات المختلفة أحدثت نوعا من الألفة والتوافق، لافتا إلى الحوار الوطنى حقق تطورا مهما حتى قبل أن يبدأ رسميا وهو أن هناك لغة حوار محترمة والقدرة على الاختلاف بطريقة متحضرة وتفهم الناس لبعضها البعض.
وأشار عماد الدين حسين إلى أن الحوار الوطنى ينجح فيما بينه وبين نفسه أن يخلق حالة من التوافق داخله، لكن وصوله إلى الجماهير يتوقف على المخرجات التى سيصل إليها الحوار، موضحا أنه من الطبيعى أن المواطنين يشعرون بما يرونه متحققا على أرض الواقع، لافتا إلى انه عندما يبدأ الحوار الفعلى بين القوى السياسية المختلفة سيكون هناك نتائج على أرض الواقع.