احتفى الإعلام الهندى بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للبلاد، التى بدأت، اليوم الثلاثاء، وحضوره على رأس ضيوف الدولة الهندية من قيادات العالم وزعمائه، الاحتفال بالعيد الوطنى "يوم الجمهورية" الرابع والسبعين.
وعكست الصحف ووسائل الإعلام الهندية عمق واهتمام نيودلهي قيادة وشعبا بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي واختياره "كضيف شرف الجمهورية الهندية" من بين قادة العالم في الاحتفالات الهندية، والتي تتزامن أيضا مع مرور 75 عاما على تدشين العلاقات المصرية الهندية.
وأصدرت الحكومة الهندية طابعا تذكاريا بمناسبة مرور 75 عاما على تدشين العلاقات المصرية الهندية، وتشريف الرئيس السيسي للهند.
وأكدت الصحف ووسائل الإعلام الهندية أن الرئيس السيسي سيفتح بزيارته باب تعاون استراتيجيي كبير بين الهند والعالم العربي في مجالات الإنماء البشري والاقتصادي وتوطين التكنولوجيا، بحكم كون مصر صاحبة أعمق حضارة إنسانية في منطقة الشرق الأوسط، وكون الهند صاحبة أعمق إنسانية في آسيا تفاعلا مع جيرانها في العالم العربي.
وعرّفت صحيفة "نيوز بوست" الهندية، الرئيس السيسي بأنه قائد عسكري شجاع أنقذ بلده من براثن قوى البغي والإرهاب فنال بذلك ثقة ومحبة المصريين وتقديرا من الشعوب العربية والعالم، بعد أن أنقذ مصر ومحيطها العربي من مخططات نشر الفوضى، مشيرة- في تقرير مطول- إلى أن احتفالات "يوم الجمهورية" يصادف هذا العام ذكرى مرور 75 عاما على تدشين أول علاقات دبلوماسية بين مصر والهند، وأنه من ثم تكتسب زيارة الرئيس المصرى لنيودلهى هذا العام طابعا استثنائيا.
من جانبها.. قالت صحيفة "اوراسيا نيوز – اينيديا" المتخصصة في الشأن الاستراتيجيي والدفاعي إن زيارة الرئيس السيسي للهند ستشكل "إعادة إحياء" ماض وتاريخ طويل من التعاون المشترك بين البلدين والنضال من أجل التنمية، بقدر ما ستستفيد الهند من تلك الزيارة بتوطيد علاقاتها مع مصر "أكبر وأقوى بلد عربي".
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تشكل قاعدة سكانية ضخمة 110 ملايين نسمة، وعلى ضفاف نيلها يقع مقر جامعة الدول العربية، الذي يعبر عن محورية الدور المصري في عالمها العربي ومحيطها الشرق أوسطي، مؤكدة أنه من حسن طالع الهند أن تتطور علاقاتها مع مصر في هذا التوقيت الذي بدت مصر فيها كلاعب دولي نشط، إلى جانب كونها لاعبا إقليميا مهما.
وحول هذا الموضوع.. استطردت الصحيفة بالقول إن مصر بقيادة الرئيس السيسي أثبتت نفسها كلاعب مهم ومؤثر على مسرح السياسة الدولية، وكان نجاح مصر في استضافة قمة التغيرات المناخية العالمية "كوب- 27 " في شرم الشيخ، والتي شاركت فيها الهند، أكبر برهان على ذلك بقدر ما كان نجاح مصر في تنظيم وإدارة واحتضان هذا الحدث الدولي المهام موضع إشادة من كافة دول العالم.
واعتبرت الصحيفة أن مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر، وإقامة محطات إنتاجه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المصرية سيكون هو أحد مجالات التعاون المستقبلي المهمة بين نيودلهي والقاهرة، حيث تتطلع مؤسسات هندية تعمل في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والخضراء إلى الإسهام في المخطط الاستثماري لمحطات إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، والتي تصل استثماراته إلى 8 مليارات دولار أمريكي، وتنتج 220 ألف طن من الطاقة النظيفة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه التحضيرات والاستعدادات الأخيرة لهذا الحدث الكبير "يوم الجمهورية"، الذي يشارك فيه قادة العالم ممن وجهت الهند لهم دعوات الحضور، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي سيكون "ضيف الشرف الرئيسي للهند" في مهرجانها الوطني الكبير يوم السادس والعشرين من يناير الجاري، والذي سيصاحبه عرض عسكري ضخم.