أكرم القصاص يكتب: الرئيس السيسى وعلاقات مصر والهند.. تعاون استراتيجى وفرص متبادلة

الخميس، 26 يناير 2023 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: الرئيس السيسى وعلاقات مصر والهند.. تعاون استراتيجى وفرص متبادلة أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترتبط مصر والهند بعلاقات تتجاوز العقود السبعة، وخلال السنوات الأخيرة تأكدت هذه العلاقات واتسعت، وخلقت مجالا مهما للتعاون والشراكات الاقتصادية والسياسية، وبناء على ذلك فإن الدعوة التى وجهتها الهند للرئيس عبدالفتاح السيسى، ليكون ضيف الشرف يوم الجمهورية الهندية تؤكد حجم العلاقة والتقدير من قبل الهند لمصر، والرئيس، لأنها المرة الأولى التى تتم فيها دعوة رئيس جمهورية مصر العربية كضيف رئيسى فى يوم الجمهورية الهندية، وحسب المحللين فى الهند، يتم اختيار الضيف الرئيسى كل عام من خلال عدد من المعايير - الاستراتيجية والدبلوماسية والمصالح التجارية إضافة إلى الجغرافيا السياسية الدولية.
 
وخلال الزيارة التقى الرئيس مع رئيس وزراء الهند «ناريندرا مودى»، ومجتمع الأعمال الهندى، كما استقبلت «دروبادى مورمو» رئيس جمهورية الهند، الرئيس فى القصر الجمهورى بنيودلهى.
 
رئيس وزراء الهند احتفى بزيارة الرئيس وأهمية إجراء محادثات معه لتعزيز التعاون بين البلدين، وعقدا مؤتمرا صحفيا أكدا فيه عمق العلاقات، كما تضمنت الزيارة الكثير من مذكرات التفاهم، والتحركات التى تؤكد السير نحو مزيد من التعاون ومضاعفة الاستثمارات والمشروعات المشتركة، التى تعود على البلدين.
 
هناك الكثير مما يربط مصر والهند تاريخيا، وأيضا فى الوقت الحالى على مدى أكثر من 7 عقود، حيث كانت مصر من أوائل الدول التى أقامت علاقات مع الهند، ما أسس لـ«صداقة وثيقة» جمعت الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورئيس وزراء الهند حينها جواهر لال نهرو، اللذين أسسا حركة عدم الانحياز.
 
ومع الرئيس السيسى تم إحياء دوائر مصر الاستراتيجية، ومحاورها المتعددة أفريقيا وعربيا ودوليا، ومنها بناء العلاقة الاستراتيجية مع الهند مع الرئيس السيسى، ولم تتوقف اللقاءات والمباحثات بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، على مدى 9 سنوات، حيث زار الرئيس السيسى الهند فى القمة الثالثة لمنتدى الهند أفريقيا 2015، وفى العام التالى 2016 كانت هناك زيارة ثنائية، بجانب لقاءات ثنائية على هامش اجتماعات دولية، ومحادثات مستمرة بينهما، فى كل القضايا. 
 
وشهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورا نوعيا، بجانب التنسيق والتعاون فى الكثير من المجالات، فالهند ومصر تجربتان مهمتان فى الاقتصادات الناشئة، ولديهما تشابهات وتقاطعات فى بناء التجربة، وتمثل مصر قبلة استثمارية فى مجالات صناعات التكنولوجيا والخامات الدوائية والتعهيد وغيرها، فضلا عن إمكانية تبادل الخبرات فى هذه المجالات.
 
خلال زيارته المهمة حرص الرئيس السيسى على لقاءات موسعة مع رؤساء كبرى الشركات الهندية ورجال الأعمال الهنود، بمشاركة بيوش جويال وزير التجارة والصناعة بجمهورية الهند، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الهنود وممثلى الجهات الحكومية المعنية المختلفة وكبرى الاتحادات والغرف التجارية والصناعية فى الهند، وبحضور وزراء الخارجية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. 
 
وفى نفس الوقت فإن المشروعات العملاقة الجارى تنفيذها فى مصر توفر فرصا استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، والذى يتضمن عددا من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصا واعدة للشركات الهندية الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجى، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التى تربطها بمصر والهند اتفاقيات للتجارة الحرة، خاصة المنطقتين العربية والأفريقية.
 
الرئيس السيسى أكد حرص مصر على المزيد من تطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع الشركات الهندية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية، وذلك فى إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة، مع استعداد مصر لتحقيق التكامل الصناعى مع الشركات الهندية وتعزيز نموها من خلال تأسيس شراكات ناجحة تقوم على توطين الصناعات.
 
وزير التجارة ورجال الأعمال الهنود أكدوا تطلعهم لبحث إمكانات تعظيم التعاون الثنائى، خاصة مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر، لا سيما فى قطاعات الصناعات الدوائية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدفاعية، والبنية التحتية، والبترول والغاز الطبيعى، والكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلا عن استغلال المزايا التى تمنحها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بجانب تعزيز التبادل التجارى بين البلدين فى المنتجات الزراعية. 
 
كل هذا يؤكد عمق العلاقات وإمكانية توسيع علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى، وتبادل الخبرات، فى ظل رغبة واتجاه البلدين لتعاون وشراكة على مستوى استراتيجى.
 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة