تواصلت تداعيات الضرب الوحشى الذى تعرض له شاب أمريكى من أصل أفريقى على يد الشرطة فى مدينة ممفيس، حيث أعلن جهاز الشرطة بالمدينة الواقعة فى ولاية تينسيى عن إغلاق الوحدة المتخصصة التى ضمت الصباط المتهمين بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية فى وفاة تاير نيكولز، فى الوقت الذى بدأت فيه شبكة متسعة من التحقيقات فى التدقيق فى السلطات المحلية الأخرى، بينما شهدت العديد من المدن الأمريكية احتجاجات على احدث استهداف للشباب السود العزل من قبل الشرطة، وإن كان الضباط هذه المرة من السود أيضا.
وبحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فإن شرطة ممفيس أعلنت السبت أنها ستفكك وحدة "العقرب" التى ضمت الضباط الخمسة المتهمين فى القضية. يأتى هذا بعد يوم واحد فقط من دفاع رئيس شرطة ممفيس عن الوحدة، وقوله إنهم قاموا بعمل جيد فى محاربة الجريمة إلا أن تلك المجموعة من الضباط بالتحديد خرجت عن مسارها فى تلك الليلة.
وكان الضباط الخمسة التابعون لتلك الوحدة قد قاموا بتوقيف تاير نيكولز الشاب الأسود البالغ من العمر 29 عاما أثناء قيادة سيارته فى أوائل يناير الجارى. وأظهرت لقطات فيديو تم الكشف عنها مساء الجمعة ما حدث بعد ذلك، حيث أظهرت الضباط وهم يضربون نيكولز الأعزل الذى ظل ينادى على والدته طوال الضرب. وبعد ذلك، أظهرت مقاطع الفيديو أن الضباط تحدثوا مع بعضهم البعض فى الوقت الذى تترك فيه نيكولز الملطخ بالدماء أمام السيارة منتظرا سيارة الإسعاف. وكان هذا بعد 22 دقيقية من قول الشرطة إن نيكولز محتجز لديها.
ومات نيكولز بعد الضرب بثلاثة أيام، وتم فصل الضباط الخمسة المتورطين وجميعهم من السود من شرطة ممفيس، ووجهت إليهم تهمة القتل العمد من المدرجة الانية والاختطاف المشدد وتهم أخرى.
وتقول واشنطن بوست إنه فى حين أن مقاطع الفيديو التى سجلتها الكاميرات المثبتة فى أجسام رجال الشرطة وكاميرا أمنية فى منشأة قريبة، قدمت نظرة مطولة عن الضرب وما بعده، إلا أنها تركت لحظات رئيسية غير موثقة وأثارت أسئلة أخرى. فهذه اللقطات لم تلتقط توقف الشرطة الفعلى، ولكنها تصور الضباط يزعمون أن نيكولز سعى للحصول على أسلحتهم وهو شىء لم يظهره أى مقطع فيديو.
من ناحية أخرى، شهدت العديد من المدن الأمريكية احتجاجات على مدار يومى الجمعة والسبت، وذلك فى أعقاب الكشف عن مقاطع فيديو للضرب المميت الذى تعرض له تاير نيكولز على يد شرطة ممفيس، بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
وظلت الاحتجاجات سلمية إلى حد كبير مساء الجمعة، وكانت هناك مزيد من الاحتجاجات يوم السبت وأخرى مقررة خلال الأيام المقبلة.
وتجمع المجتجون فى مدينة ممفيس التى شهدت الضرب القاتل، على طريق سريع يربط ولايتى تينسيى وأركنساس للتعبير عن غضبهم من الفيديو واستمرار الاستخدام المفرط للقوة من قبل شرطة ممفيس.
وفى نيويورك، تجمع عشرات المحتجين فى تايمز سكوير بعد الكشف عن الفيديو ونددوا بالضرب الوحشى وبوحشية الشرطة بشكل عام. وردد المحتجون "ما اسمه يا تاير، قل اسمه"، وحملوا لافتتات تطالب بالعدالة وإنهاء وحشية الشرطة. وتم اعتقال شخص واحد على الأقل أثناء محاولته كسر نافذة سيارة للشرطة، بينما تم القبض على اثنين أخرين خلال المظاهرات، لكن لم يتم توجيه اتهامات رسمية لهم بعد.
وتجمعت مجموعات من المحتجين فى شيكاغو التى شهدت أيضا وقفات احتجاجية. وعقدت مجموعة مكونة من 10 إلى 20 شخص احتججات سليمة أمام مقرات شرطة شيكاغو. وقال أحد المشاركين: لقد سئنتا ممن أن يتم قتلنا، وأن يتم ضربنا وأن يتم ملاحقتنا.
وتجمع نحو 100 شخص فى ميدان لافايت بالعاصمة واشنطن للاحتجاج على الفيديو.
وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد قال إنه سيطالب الكونجرس باعتماد مشروع إصلاح واسع النطاق للشرطة الأمريكية والذي يحمل اسم جورج فلويد، معبرا عن صدمته عقب مشاهدة فيديو الضرب الذى تعرض له تاير.