قال الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس تحرير جريدة اليوم السابع في مناقشة مذكرات الكاتب جمال أسعد، إنني كنت دائما أطلب من جمال أسعد، وأحرضه على توثيق محطاته المختلفة، وأن يسجل مواقفه لأن تلك الفترة تستحق التوثيق وأتمنى من كل من عاصروا مثل هذه الفترات أن يكتبوا عنها لتوثيقها عبر المذكرات لأن كل شخص سيكون له رؤيته المختلفة.
وأضاف "القصاص": هناك محطات مر عليها سريعا، وأهمية هذه المذكرات تتمثل فى ارتباط جمال أسعد بتجربته السياسية، وخاصة محطته فى منظمة الشباب والاتحاد الاشتراكي.
وأوضح أكرم القصاص: لم يقل كل شيء وتحفظ فى بعض الأمور، لكنها ميزة هذه السير أنها تجعلنا نتلمس التناقضات التى شهدتها الفترات المختلفة، خاصة المرحلة حقبة من السبعينيات حتى التسعينيات والتى شكلت وعي أغلب الجيل الحالي من السياسيين.
وتابع رئيس تحرير اليوم السابع: يرصد جمال أسعد فترة الثمانينيات، والتى شهدت حالة من الزخم الحزبي، خاصة حزب التجمع والتى كان يهاجمه السادات بحجة أنه شيوعي، لافتا إلى أن أسعد انتمى لحزب العمل في البداية رغم أنه قبطي، لأنه كان فى بدايته حزب يساري وسطي، قبل أن يسيطر عليه الإسلاميين ويتحول لحزب إسلامي، وذلك لأنه كان يسير وراء مواقفه وليس التبعات ومن هنا فهو ليس سياسيا خالصا لأن السياسي له حساباته الخاصة.
واختتم: جمال أسعد عاصر فترة هامة، لأنه عاصر أنظمة صاغت فكر الناس، وعاصر فترة ظهور شركات توظيف الأموال وكيف تحول الدعاة إلى وجوه إعلانية، وشهد أيضا تراجع الحراك السياسي والزخم السياسي.
على جانب آخر قال الكاتب الصحفى حمدي رزق، إن مذكرات الكاتب جمال أسعد، تؤكد وسطيته، موضحًا أن تلك المذكرات لمسته ربما لأن النشأة كانت واحدة أو متشابهة إلى حد كبير في بساطته.. جاء ذلك خلال ندوة مناقشة مذكرات "أيامي" للكاتب جمال أسعد، بقاعة فكر وإبداع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب فى نسخته 54.
من جانبه قال الكاتب جمال أسعد، أنه لا يدعي أنه يستطيع كتابة مذكرات لكن الزملاء دفعوه إلى تلك الكتابة وليست المذكرات، وكانت وسيلة للكتابة عن طبقته الأقرب للفقيرة والأحداث التى شارك فيها لأنه لا يستطيع أن يقوله إنه صنعت أحداث، وهو يؤمن أن النشأة أثرت فيه، لأن نشأ فى بيئة لا يوجد بها أقباط سوي هو وأبناء الخالة.
فيما قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، إن النشأة الصعبة أثرت في أجيال كثيرة، وشكلت وعي جمال أسعد وجعلته بهذا العمق وهذا الثراء، ورغم أن هذه البيئة كانت جافة لكنها انتجت جيلا قادرا على التطور، على الرغم أنه من يراها يتصور أنه من المستحيل خروج مبدعين منها.
وأضاف أن جمال أسعد لم يظهر أبدًا على أنه الرجل الثوري أو المهادن للسلطة، بل ظهر بدور إصلاحي وطني، وكان مرتبطا بالكنيسة، لكنه وطنيته جعلته يخالف أحيانا موقف الكنيسة لصالح موقفه العروبي والقومي، وكان دائما يحاول أن يخدم أهله.