تدرك الولايات المتحدة أن مفتاح حل أغلب القضايا والصراعات فى الشرق الأوسط فى يد مصر، وتعرف، كما يعرف الجميع أن الطريق لتحقيق السلام والأمن يمر بكل تأكيد عبر القاهرة، لذلك، لم يكن غريبا أن تحتفى الخارجية الأمريكية بالعلاقات مع مصر، فى مستند حقائق نشرته على موقعها الإلكترونى، تزامنا مع زيارة أنتونى بلينكن للشرق الأوسط فى جولة تشمل مصر والأردن وإسرائيل، وتعترف بأهمية دور مصر القوى فى مختلف القضايا سواء الثنائية أو الإقليمية أو العالمية.
فعلى الصعيد الإقليمى، ذكر التقرير أن الولايات المتحدة ومصر تتعاونان بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، بما في ذلك من خلال دعم وساطة الأمم المتحدة للمساعدة في إجراء الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، ولاستعادة التحول الديمقراطي بقيادة مدنية بالسودان من خلال الاتفاق السياسى الإطارى.
وتحدث التقرير عن أهم قضايا الاهتمام المشترك بين الولايات المتحدة ومصر، وقال إن القاهرة وواشنطن تشتركان في التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتدابير متساوية للأمن والازدهار والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين. ويأتى هذا فى الوقت الذى تصاعدت فيه التوترات مؤخرا بين الفلسطينيين والإسرائيلين مع عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
تطرق التقرير كذلك إلى مساعى واشنطن لحل أزمة سد النهضة، حيث أكدت الخارجية الأمريكية تواصلها مع مصر، والسودان وإثيوبيا، للتوصل إلى قرار دبلوماسى سريع يحمى مصالح الأطراف الثلاثة.
وفيما يتعلق بمجالات التعاون الثنائى بين البلدين، أكدت الخارجية الامريكية الالتزام المشترك بين القاهرة وواشنطن لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المنفعة المتبادلة للشعبين، بما في ذلك من خلال توسيع نطاق التجارة وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ. كما أشارت الخارجية إلى التزام الولايات المتحدة ومصر بإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة لتعزيز التعاون في جميع القضايا الاقتصادية والتجارية.
وأشادت الخارجية الأمريكية بالاتفاق الذى أبرمته مصر مع صندوق النقد الدولى فى ديسمبر الماضى، وقالت إنه حاسم لتحقيق الاستقرار فى الاقتصاد وتمكين الإصلاحات الحيوية.
مستند حقائق الخارجية الأمريكية لم يغفل بالتأكيد الدور المحورى الذى تقوم به فى مصر فى قضية المناخ على الصعيد العالمى، والذى تجلى خلال استضافتها كوب 27 فى نوفمبر الماضى، وقالت إن واشنطن رحبت بقيادة مصر المستمرة من خلال رئاستها لكوب 27 لتسريع وتيرة الطموح العالمى والعمل على معالجة أزمة المناخ. وتناولت التعاون الثنائى فى هذا المجال والذى كان أبرزه تقديم الولايات المتحدة 10 مليون دولار لدعم إطلاق مركز القاهرة للتعلم والتميز فى التكيف والمرونة، والذي سيبني القدرة على التكيف في جميع أنحاء إفريقيا.
واعترافا بدور مصر فى إرساء الأمن والاستقرار فى المنطقة، أكدت الخارجية الأمريكية أن القاهرة تعد شريكًا مهما في عمليات مكافحة الإرهاب ومكافحة الإتجار بالبشر والعمليات الأمنية الإقليمية، التي تعزز الأمن الأمريكي والمصري، وتعد الشراكة الدفاعية المستمرة منذ عقود ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة