تصعيد جديد لحكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بعد تسلمها مقاليد الحكم منذ أيام، وذلك بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن جفير لاقتحامات ساحات المسجد الأقصى المبارك رفقة 168 مستوطن إسرائيلي، وذلك من جهة باب المغاربة وسط حراسة أمنية مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
وتحاول إسرائيل فرض واقع سياسي جديد في مدينة القدس المحتلة وتجاوز الخطوط الحمراء في إطار الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وهو ما يهدد بتصعيد كبير في الأراضى المحتلة وزيادة الغضب الشعبي الذي يمكن أن يؤدي لانتفاضة فلسطينية ثالثة.
بدورها، أعربت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الثلاثاء، عن أسفها لاقتحام مسئول رسمي بالحكومة الإسرائيلية الجديدة المسجد الأقصى بصحبة عناصر متطرفة تحت حماية القوات الإسرائيلية، مؤكدةً على رفضها التام لأية إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.
وحذرت مصر من التبعات السلبية لمثل هذه الاجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام، داعيةً كافة الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسئولية والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع.
إلى ذلك، أكد الخبير الفلسطيني المتخصص في الشؤون الإسرائيلية أيمن الرفاتي أن اقتحام الوزير الإسرائيلي "بن غفير" للمسجد الأقصى المبارك يمثل استفزاز للفلسطينيين بشكل واضح، مشيرا لوجود حالة من الخوف من حكومة الاحتلال من أن يكون هناك رد من الجانب الفلسطيني، لافتا إلى أن الفصائل الفلسطينية تتدارس طبيعة الرد، مرجحا تواصل مع الوسطاء لمناقشة الانتهاكات التي يقوم "بن غفير" باقتحام المسجد الأقصى
ولفت الخبير الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن جميع الخيارات مطروحة أمام الفصائل الفلسطينية لمنع تكرار هذا الأمر خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال المتطرفة تريد فرض واقعا جديدا في مدينة القدس المحتلة، وتغيير الواقع في الأقصى بتقسيمه زمانيا ومكانيا تمهيدا لتنفيذ مخطط الأقصى وبناء ما يسمى "الهيكل" وهو ما يمثل مدعاة لتفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وحذر الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية من تجاوز الخطوط الحمراء في مدينة القدس واستمرار الانتهاكات الخطيرة في مدينة القدس، مضيفا "نتنياهو يريد الاثبات للمجتمع الصهيوني وخصومه من قادة المعارضة أنه أكثر جدية منهم في مصلحة الاحتلال وأنه لن يخضع لتهديدات من الفصائل الفلسطينية ويريد أن ينقل صورة بأنها حامي الأمن داخل دول الاحتلال الإسرائيلي."
من جانبه، أوضح وزير المفاوضات الفلسطيني الأسبق حسن عصفور أن مشهد اقتحام الأقصى تم بهدوء كامل، في غياب أي حضور فلسطيني، خلافا لما كان سابقا، حيث يواجه بغضب وأحيانا اشتباكات داخل الحرم المقدس وطنيا ودينيا، ولكنها مرت خلافا للمتوقع.
وأشار الوزير الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى هي أول رد مباشر، على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول طلب رأي "العدل الدولية" بماهية الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، ورسالة مبكرة لما سيكون لاحقا، في حال تمت الإحالة والمناقشة، وترسيخ لما أعلنته حكومة نتنياهو، بأن القدس والضفة الغربية هي جزء من "ارض إسرائيل"، ولا أحد يملك القدرة على معاقبتها على أفعالها في هذا الأرض، وأن مسألة القدس والحرم والبراق جزء مما تراه تلك الحكومة، لافتا إلى أن خطوة "بن غفير" مقدمة عملية لقياس رد فعل الفلسطينيين على ما هو أكثر خطورة في المستقبل القريب.
في السياق نفسه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى المبارك؛ تحدٍ للشعب الفلسطيني، والأمة العربية والمجتمع الدولي، محذرا من أن استمرار هذه الاستفزازات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية؛ سيؤدي إلى مزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع.
وحمل الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية عن أية نتائج أو تداعيات حيال ما تتخذه من سياسات عنصرية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته، مشددا على أن محاولات سلطات الاحتلال الاسرائيلي؛ لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى، عبر تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا، مرفوضة ومصيرها إلى الفشل، مؤكدا أن القدس الشريف والمقدسات، خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية، إلى تحمل مسؤولياتها وإجبار إسرائيل على وقف تصعيدها واقتحامات المسجد الأقصى قبل فوات الأوان، مؤكدا ان اقتحامات الأقصى تحولت من اقتحامات مستوطنين إلى اقتحامات إسرائيلية حكومية، وهي مرفوضة ومدانة.
وفي ذات السياق، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إن شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية ووسائل الإعلام العربية تغطي بشكل مكثف اقتحام بن غفير للأقصى، حماس ستفكر في الساعات المقبلة في كيفية الرد - لن أتسرع في إعلان انتهاء هذا الحدث".
فيما قال عضو الكنيست الإسرائيلي نعما لازيمي "ما يهم بن غفير ليس الأمن القومي، بل السلطة والسيطرة من خلال إجراءات تؤدي إلى العنف و إراقة الدماء، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع هذا المجنون من تهديد الأمن القومي، وجعلنا ندفع ثمناً باهظاً لاستفزازاته".