الجميع يعلم أن البحر الأحمر، هى محافظة سياحية من الدرجة الأولى فحسب، لكن البعض لا يعلمون أن هناك مجال التعدين بالصحراء الشرقية الذى يضع مصر على مصاف الدول المنتجة لبعض المعادن النادر وجودها فى العالم أجمع.
الطبيعة الصحراوية والتكوينات الجيولوجية بالصحراء الشرقية اكسبت مصر الكثير من المميزات التعدينية التى لازالت لم تستغل بشكل أكبر حتى الأن، حيث يوجد الكثير من المعادن مازالت حتى الان لم يتم استغلالها وهناك الكثير يصدر خام دون تصنيعه فى مصر والاستفادة منه.
من جانبه الدكتور جيولوجى أبو الحجاج نصير، مدير الفرع الاقليمى لشئون البيئة السابق بالبحر الأحمر حيث أكد أن أول الجيولوجين بالعالم وأول من اكتشف التعدين هم القدماء المصريين، حيث اكتشف الفراعنة منذ أكثر من 5 آلاف عام التعدين بمصر، مؤكدا أن البداية عندما شق المصريون القدماء طريقهم إلى البحر الأحمر، من طريق قفط القصير الأثرى، لترويج بضاعتهم للعالم من خلال ميناء صحراء عيذاب قديماً، طرأ إلى أذهانهم استغلال صخور سلسلة جبال البحر الأحمر لبناء معابدهم وتماثيلهم، وذلك عن طريق وضع الأخشاب داخل الصخور وسقايتها بالماء لكى تنفلق ويقومون بالنحت عليها.
واضاف الجيولوجى ابو الحجاج نصير فى تصريحات سابقة له مع اليوم السابع أن كذلك الإنجليز أول من شيدوا مصنعا لاستخراج الذهب وطوروا فى استخراج الذهب من الصحراء الشرقية، حيث شيدوا أول مصنع لاستخراج الذهب، مؤكدا أن بقايا مصنع الإنجليز مازالت باقية حتى الآن فى منطقة الفواخير، وحفروا العديد من المغارات لتتبع عروق الذهب.
وتابع: أن الصحراء الشرقية تمتلك قرابة 120 موقعا لاستخراج الذهب، منها المواقع القديمة منذ أن استخرج فيها الفراعنة، والتى تبين أن لها خريطة وضعت اخذ المتاحف فى ايطاليا حتى الان، واهم المواقع السكرى الذى يعمل الان والفواخير وام الروس وغيرها من المناطق المعروفة للمنقبين اكثر من الدولة.
وأوضح الدكتور ابو الحجاج أن هناك أعدادا كبيرة من المعادن بالصحراء الشرقية التى تقدر بالملايين إذا تم استخدامها بطريقة مثلى وصحيحة، موضحا أن مصر تمتلك بمنطقة أبو غصون جنوب مدينة مرسى علم، وجود كميات كبيرة تتخطى ملايين الأطنان من معدن "المنيت" وهو من مشتقات الحديد، ولا يوجد فى الشرق الأوسط سوى فى منطقة أبو غصون بالبحر الأحمر، مؤكداً أن مصر توقفت منذ عدة أعوام عن تصدير ذلك المعدن إلى أوروبا خاصة للنمسا، والذى كانت الدول الأوروبية تستخدمه فى صناعة هياكل الطائرات.
ونادى نصير باستغلال تلك المعادن بإنشاء مصنع لإنتاج هياكل الطائرات بالاشتراك وتبادل الخبرات مع الدول التى لديها خبرة فى تلك الصناعات، وكذلك انشاء مدرسة تعدين بنظام تكنولوجى وفتح الدراسة فيها من الخارج لتدر دخلا لناتج القومى وكذلك الحفاظ على المعادن موضحا أن السائح والدارس الجيولوجى اهم سائح ودارس فى العالم.
كما اوضح أن مادة الفوسفات من أكبر المعادن الموجودة بالبحر الأحمر، أكبر مواقع استخراجها فى مصر الآن فى منطقة السباعية بمدينة إدفوا بأسوان، بعدما كانت فى البحر الأحمر وتم توقف عدد من المواقع عن العمل، حيث إنه يتم نقل المادة من السباعية لميناء الحمروين بالقصير وأبو غصون لنقلها للهند.
من جانبه قال المهندس محمد سعود احد العاملين فى مجال التعدين بالبحر الأحمر أن معدن او مادة الفلوسبار فى جبال البحر الأحمر "الفلوسبار عروق" وهذا الذى يصدر للخارج لنقائه تماما من أى شوائب، ويصدر إلى دول شرق آسيا وأخرى أوروبية لاستخدامه فى صناعة الشرائح الإلكترونية المختلفة بكميات كبيرة.
وتابع: أن مصر تمتلك كميات مهولة خاصة بالصحراء الشرقية، من أحجار الزينة مثل الزمرد فى وادى سكيت، وأن مصر لم تستغل تلك المعادن إطلاقاً بل استغلها الفراعنة قديما والرومان من بعدهم، وأن الكثير بمصر يتجاهل كميات معادن أحجار الزينة المتواجدة بمصر.
وكشف أن مشروع المثلث الذهبى واستغلال معادن الصحراء الشرقية الجميع ينتظر الأمل فى المشروع الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى لاستغلال مناجم ومعادن الصحراء الشرقية "تنمية المثلث الذهبى"، حيث أكد أن ذلك المشروع سوف يمثل طفرة عالمية للتعدين فى مصر، من حيث التنمية التعدينية وكذلك الزراعية والسياحية والصناعية والسكنية.
احدى المغارات القديمة لاستخراج الفوسفات
أعمال استخراج المعادن بالصحراء الشرقية
أعمال التعدين بالصحراء الشرقية
بعثات الطلاب الجيولوجية بالصحراء الشرقية
بقايا شركة النصر القديمة بالقصير
منجم ذهب السكرى بمرسى علم
ورش الفوسفات القديمة
الكوارتز بين الصخور
بعثات ورحلات الطلاب الجبولوجية
خريطة المناجم القديمة والموجودة بمتحف بايطاليا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة