عقد مركز أبوظبي للغة العربية، أحد المؤسسات الرائدة في تدعيم ريادة اللغة العربية في المجالات الثقافية والإبداعية، ندوة حول تطوير مناهج تعليم اللغة العربية في مختلف الدول العربية، جاءت بعنوان "اللغة العربية في مناهج التعليم ..الواقع وآليات التطوير"، وسط حضور لفيف من المثقفين وأهل الفكر والإعلام، ضمن البرنامج الثقافي للمركز، خلال فعاليات الدورة الرابعة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وشارك في الندوة د. علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، وأدارها الدكتور محمد إبراهيم الشافعي، المشرف علي التدريس بمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها – جامعة كفر الشيخ، واستعرضت الندوة تقرير مركز أبوظبي للغة العربية الذي يقدم دراسة تحليلة لنماذج من مناهج التعليم في خمسة دول عربية، هم "الإمارات، الأردن، تونس، السعودية، مصر".
وافتتح د. علي بن تميم الندوة قائلاً، إنه حرص على اختيار معرض القاهرة الدولي للكتاب، ليكون منبرًا لعرض ومناقشة تقرير مناهج اللغة العربية في العالم العربي، والذي يرصد تجارب الحاضر وآفاق المستقبل في المناهج التعليمية المختلفة، مشيدًا بشعار معرض الكتاب الملٌهم في دورته الحالية، «على اسم مصر- معًا نقرأ.. نفكر.. نبدع».
وأكد "بن تميم" خلال كلمته أن هذا التقرير الذي صدر منه أيضًا الملخص التنفيذي في حوالي 50 صفحة، تم بناءه على أساس علمي وأكاديمي ليرصد هذه المناهج وإنجازاتها ويتطلع لآفاق المستقبل ويضع التحديات المختلفة حتى يجد حلولًا تفٌيد هؤلاء الطلاب، بالإضافة إلى ذلك أشار إلى أن مركز أبوظبي للغة العربية، حرص أن ينقل تلك التجربة إلى مختلف دول العالم، عن طريق تزويد الخبراء بالخبرات المختلفة حول طريقة تدريس اللغة العربية.
ومن جانبه، توجه الدكتور محمد أبو الفضل بدران، بالشكر إلى الدول العربية وسائر دول العالم خاصة لمن قام بهذا الجهد في تدريس وتقييم هذه المناهج التعليمية في اللغة العربية، وأشار أن هذا التقرير لم يتطرق فقط للمناهج التعليمية، ولكن قدم رؤية واسعة حول المعلم وأولياء الأمور، ومدى تقبل الطلاب والتلاميذ لهذه المناهج في تدريس اللغة العربية، مشيرًا إلى أن معظم المناهج العربية بالرغم من أنه قد بذل من وضعها الكثير من الجهد فيها إلا أنه ينقصها بعض الرؤى لكي تكون أكثر قبولًا لدى الطلاب.
ومن خلال استعراض بعض النقاط في التقرير، تطرق "أبو الفضل" إلى المناهج المصرية وقال إن هناك ضرورة لكي نزرع التفكير النقدي في عقول وقلوب التلاميذ، الذي يجعلهم قادرين على مواجهة الصعوبات والتحدث والتحاور وإقناع الآخريين، وأشار إلى أنه معظم الاختبارات الدراسية التي تعتمد على الاختيار بين متعدد والصح والخطأ وأسئلة "إم سي كيو"، لا تناسب التذوق اللغوي والبلاغة العربية والنصوص الأدبية العربية، مؤكدًا أن الأسئلة المقالية ربما تكون أنسب للطلاب في اللغة العربية ولاسيما النصوص الأدبية، كما طالب بضرورة ربط القواعد النحوية بالبلاغة لكي تكون أقرب إلى نفوس الطلاب.
بدوره، قال الدكتور محمد إبراهيم الشافعي، أحد المشرفين على تقرير أبوظبي للغة العربية خاصة فيما يتعلق بمصر، إن هذا التقرير توصل إلى التوصيات التي تساعد المعنيين والمسؤولين ومتخذي القرار في المناهج التعليمية، لتلبية التطلعات المستقبلية في تطوير المناهج العربية، وذلك بعدما تم رصد مجموعة من الإيجابيات والسلبيات، ووضعها في شكل مقترحات، والتي تم تقسميها لعدة مستويات، من بينها كيفية وضع المناهج الدراسية للغة العربية، ومستويات اللغة، والاستراتيجيات والوسائل التي تقُدم بها، وكيفية تقييم وتقويم هذا الطالب في المراحل الدراسية المختلفة، وذلك لوضع معايير عامة متفق عليها للنهوض بتلك اللغة.
وشهدت الندوة في الختام حراكا فكريا حيث شارك عدد كبير من المثقفين والكتاب في طرح آرائهم حول موضوع الندوة والذين طالبوا بانتفاض المجتمعات العربية لتوحيد الجهود لتقوية وتطوير مناهج اللغة العربية، حتى تصل إلى مرتجاها مرة أخرى، مثمنين دور مركز أبوطبي للغة العربية، في النهوض باللغة العربية ومحاولاتها للوصول إلى محتوى عربي تعليمي متفق عليه.
وتأتي هذه الفعالية ضمن البرنامج المتميز والحافل الذي يشارك به مركز أبوظبي للغة العربية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ليسلط من خلاله الضوء على مبادراته ومشاريعه المختلفة في مجال النشر والترجمة، ويصيغ شراكات جديدة مثمرة، تدعم الأهداف الاستراتيجية للمركز، التي يهدف من خلالها إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية كلغة ثقافة وإبداع، وتمكين إنتاج المحتوى العربي، ودعم المبدعين في مختلف المجالات.