احتفل اليوم محرك البحث جوجل، بالأديب الكبير الكاتب والروائى إحسان عبد القدوس، والذى تمر ذكرى ميلاده ورحيله خلال الشهر الحالى، إذا كان مولده فى 1 يناير من عام 1919م، بالقاهرة، ورحيله كان فى نفس شهر ميلاده يوم 12 يناير من عام 1990، والذى يعد صاحب أكبر عدد من الأعمال التى تم تحويلها إلى أفلام ومسلسلات تليفزيونية.
كان للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس أكثر من 600 قصة ورواية، تحولت 49 رواية منها إلى نصوص للأفلام السينمائية، و5 روايات تم تحويلها إلى نصوص عُرضت على المسرح، و9 روايات كانت من نصيب الإذاعة التى قدمتها مسلسلات، و10 روايات ظهرت مسلسلات تلفزيونية، إضافةً إلى ترجمة 65 من رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والألمانية وغيرها من لغات العالم.
إحسان عبد القدوس مع والدته وشقيقته
ولكن بعيدًا عن إبداعات الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس التى أثرت المكتبة والسينما والدراما العربية، نتحدث عن علاقته بوالدته فاطمة اليوسف التي أسست مجلة روز اليوسف وصباح الخير، ووالده الفنان الكبير محمد عبد القدوس.
علاقته بوالده.. كانت علاقة قوية إذ تأثر به بكشل كبير للغاية، فقد كان والده السبب فى تنمية موهبته فى الكتابة والخيال والأدب، حيث كان الأخير دائما يقرأ فى كتب الشعر والأدب ولذا رغب إحسان الذى كان طفلا صغيرًا وقتها فى السير على خطى والده وبالفعل نمت موهبة الكتابة والشعر والخيال مثل والده قبل أن يصبح صحفياً.
وعندما مارس إحسان مهنة الصحافة كان صغيرا فى السن، وقد رغب فى الزواج لكن دخله كان بسيطا لا يستطيع أن يفتح بيتا، ولذا وقف والده محمد عبد القدوس وساعده فى الزواج وتنازل عن شقته فى عابدين ليتزوج فيها إحسان وعاش محمد عبد القدوس فى منزل العائلة بالعباسية.
وبعد فترة الزواج أراد إحسان عبد القدوس رد الجميل لوالده فطلب منه أن يعيش معه فى منزله، وبالفعل عاش معه حتى توفى محمد عبد القدوس فى سنة 1969.
وصايا والدة إحسان عبد القدوس له
أما علاقته بوالدته فهى لا تختلف عن علاقته بوالده وحبه له، فقد كان يحمل لأمه مشاعر فياضة أيضًا حيث كتب عنها: أمي صنعت مني هذا الرجل، صحيح أنني ثرت على لقب "ابن الست" الذي ظل يطاردني سنوات وسنوات، ولكني لم أرفض هذا اللقب، لا أدري كيف استطاعت أن تحملني تسعة شهور، وهي واقفة على خشبة المسرح، تعتصر الفن من دمها وأعصابها لتكون يومها أعظم ممثلة في الشرق.
وتابع إحسان عبد القدوس: ولا أدري كيف استطاعت أن تنشئني هذه النشأة، وأن تغرس فيّ هذه المبادئ، وهذا العناد، وأن تقودني كطفل وكشاب في مدارج النجاح، وفى حين أني لم ألتق بها أبدا، إلا وفي رأسها مشروع وبين يديها عمل.
وقد كتب مقالا عن والدته قال فيه: ولا أدرى كيف استطاعت أن تطرد عنى الموت الذي طاف بي مرات خلال طفولتي وصباي، في حين أنها كانت دائما بعيدة عني تسعى في طريق مجدها.
كما أن والدته السيدة روز اليوسف كتب له العديد من الوصايا، وتم نشرها في مجلتها الشهيرة "روز اليوسف" عام 1945 عندما عينته رئيساً لتحريرها بعد خروجه من السجن بعد إعتقاله بسبب مقال هاجم فيه السفير الإنجليزي وطالب برحيله عن البلاد وكان سنه وقتها 26 عاماً.
وجاءت الوصايا: "كن قانعا، ففى القناعة راحة من الحسد والغيرة.. مهما كبرت ونالك من شهرة، لا تدع الغرور يداخل نفسك فالغرور قاتل.. حارب الظلم أينما كان، وكن مع الضعيف على القوى.. ولا تسأل عن الثمن.. مهما تقدمت بك السن فلا تدع الشيخوخه تطغى على تفكيرك.. بل كن دائما شباب الذهن والقلب وتعلق حتى آخر أيامك بحماسة الشباب.. ثق أنى دائما معك بقلبى وتفكيرى وأعصابى.. فالجأ إلى دائما.. وأخيرا ..دع أمك تسترح.. قليلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة