في عام 2022 تمكنت غالبية الأعمال فى أوروبا من العودة إلى الحياة الطبيعية بطريقتها الخاصة، بعد خسائر كبيرة حققتها المنظمات الاجرامية فى عامى 2020 و2021 مع انتشار وباء كورونا والقيود التى كانت تسيطر على العالم، كما عاد تجار المخدرات والمافيا الى طبيعتهم مرة آخرى، ولذلك فقد حققت وحدات مكافحة المخدرات أيضا أرقاما قياسية من المضبوطات.
وتتطورت المافيا والمنظمات الاجرامية بمجرد تخفيف وإنهاء قيود كورونا، ولكن مع استمرارها بنشر المخدرات والاسلحة عبر الأسواق الالكترونية، وهو ما أثار قلق السلطات الأوروبية فى الآونة الأخيرة، حيث أن هذه الطريقة ولدت أرقاما قياسيى فى بيع المخدرات، ولكن فى نفس الوقت كثفت الحكومات الأوروبية من مجهوداتها فى مكافحة المخدرات وقامت بضبط كميات قياسية من المخدرات.
وعادت مضبوطات الكوكايين لتحقيق رقما قياسيا فى أوروبا، لأنه تم إنتاجه من كولومبيا وبوليفيا وبيرو أكثر من أي وقت مضى، فيما يتعلق بالحشيش والماريجوانا، فإن الوضع مشابه لما كان عليه في السنوات السابقة ، على الرغم من أن المنظمات المخصصة للماريجوانا أصبحت أكثر عنفًا.
كما أن عدد المختبرات التي أقامتها المنظمات الإجرامية المكسيكية يثير القلق أيضًا في هولندا، ولك بسبب إنتاج المخدرات الاصطناعية والكوكايين .
وفي السويد ، ما زالوا يعانون من مشكلة العنف المحموم لمنظماتهم الإجرامية ، حيث قُتل أكثر من 60 شخصًا بالرصاص في عام 2022 ، وفي الأسابيع الأخيرة ازدادت الهجمات بالمتفجرات، وفي فرنسا ، كانت مرسيليا ، مركز العمليات الاجرامية ، وهناك كان هذا العام هو الأكثر عنفًا من حيث الحساب في العشرين عامًا الماضية، قُتل 31 شخصًا بالرصاص في مرسيليا عام 2022 ، ويجب أن يؤخذ ذلك في الاعتبار لأن له تداعيات في جميع أنحاء فرنسا وفي أماكن أوروبية أخرى لأن عشائر مرسيليا هي الأقوى في بلادهم وتتحكم في حركة المخدرات إلى باريس، حسبما قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية.
وأوضحت صحيفة "الباييس" الإسبانية أنه تم تم ضبط 90 طناً من المخدرات فى منطقة ملقة الإسبانية، وكان الحشيش أكثر مخدر متداول، وتمت تفكيك 60 منظمة إجرامية، كما تم الاستيلاء على اصول بقيمة 41.6 مليون يورو من المنظمات الاجرامية .
أما فى إيطاليا استغلت المافيا الإيطالية لتنشر أعمالها الاجرامية، وبحسب تقرير نشرته وكالة أنسا الإيطالية، بدأت المافيا لاستغلال الحرب الأوكرانية لتحقيق مكاسب، وسط قلق متزايد من قبل مسئولى الأمن داخل روما، حيث أقدمت "مافيا كوزا نوسترا" بصقلية على تخزين أسلحة حربية ومتفجرات كانت معدة للبيع خارج إيطاليا ، إلا أن السلطات الإيطالية تمكن من مداهمة مخازن السلاح التى كانت فى أحد الأحياء الشعبية فى كاتانيا.
المداهمة التى نفذتها السلطات الإيطالية كانت محل اهتمام العديد من الصحف الأوروبية ومن بينها صحيفة اية بي سي الأسبانية، والتي قالت في تقرير لها إن المخازن كانت تحتوى على أسلحة ما بين خفيف ومتوسط ومسدسات من عيارات مختلفة وبنادق آلية من طراز AK 47 وقاذفات قنابل يدوية "في حالة ممتازة" وعشرات المتفجرات محلية الصنع والعديد من الذخيرة.
وأفادت الشرطة فى بيان أن الأسلحة الأولى التى تم العثور عليها، مسدس و300 طلقة مخزنة في صندوق، كانت مخبأة فى ساحة انتظار السيارات تحت عدة أكياس بها نفايات غير عضوية تم وضعها فوق بعضها البعض لإخفائها، وتم العثور على بقية الترسانة ، التى نُسبت ملكيتها إلى مجموعة نيس من عشيرة سانتاباولا إركولانو، من قبل عملاء فى المنزل مع ظهور مهجور وبالقرب من مدرسة فى الحى الشعبى لمركز كاتانيز التاريخى.
شار التقرير إلى أن إجمالي تهريب المخدرات، الذي يقدره مرصد Emccda فى أوروبا وحدها حاليًا بنحو 30 مليارًا يورو، سيجلب فقط للمنظمات الإجرامية في كالابريا 2 مليار يورو، وهو ما يعادل زيادة 12٪ من حجم المبيعات المحدد، أما بالنسبة للبناء، حيث لا توجد تقديرات رسمية لعدم تعاون الدول المتضررة، يقدر زيادة 7%، أى ما يعادل أقل بقليل من 1 مليار يورو.
وأكد التقرير أن عصابة مافيا ندرانجيتا سوف تستفيد أيضا من الاستثمارات المالية القانونية مع دخل يقدر بزيادة 5% أى بحوالى 2 مليار يورو.
كما ستظهر أعمال الطاقة (الغاز وخطوط أنابيب النفط) نفس الرقم وصافي زيادة في قطاع معين بنسبة 12% وبعد اعمال الفوضى ستكون العصابات ايضا جاهزة لما بعد الحرب مع اعادة الاعمار وكل محاولات التسلل.
اما عن عام 2023، فمن المتوقع أن النزاعات التى تواجهها المنظمات الإجرامية فى أماكنها الأصيلة وسيكون لها تداعيات على كوستا ديل سول ، لأن الاتجاه خارج حدودنا لا يبشر بالخير للسلام بين المافيا، مع وجود الكثير من الأموال على المحك ، هناك المزيد من الخيانات.
أكبر عملية توقيف
وشهدت أوروبا أكبر عملية توقيف للمخدرات، والتى كانت فى عام 2022 ، حيث أعلنت الشرطة الأوروبية "يوروبول" أن الشرطة قامت بتفكيك شبكة ضخمة لتهريب المخدرات في دبي ودول أوروبية، وقالت إنه تم توقيف 49 مشتبها به من دول مختلفة بينهم ستة يعتبرون "أهدافا مهمة" في دبي، للاشتباه بتورطهم في الشبكة التي تسيطر على ثلث تجارة الكوكايين في العالم.
وقامت الشرطة بتفكيك شبكة ضخمة لتهريب المخدرات وهى تسيطر على ثلث تجارة الكوكايين فى أوروبا ، حيث وفقا للوكالة الأوروبية للتعاون في مجال إنفاذ القانون في بيان إنه تمت في إطار العملية الدولية الضخمة ضبط 30 طنا من المخدرات فيما أوقف مشتبه بهم في كل من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة