تتنافس كل قنوات العالم على تقديم محتوى برامجى متنوع يحقق مبدأ إتاحة الفرصة أمام الجمهور لانتقاء ما يرغب فى مشاهدته، سواء محتوى ترفيهى أو رياضى أو برامج تنموية وهادفة وثقافية، وأخرى تغطى شتى مجالات الحياة، الأمر الذى تحرص عليه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من خلال قنواتها المتنوعة والمختلقة والتى تشهد تطورا كبيرا فى الفترة الماضية.
لكن بعض المتربصين يرغبون فى الحجر على الأذواق واختلافها، يزعمون أن التليفزيون ملك لهم فقط ليشاهدوا ما يرون أنه فى مرتبة أعلى قيمة من المحتوى الترفيهي الذى تتضمنه الخريطة البرامجية للقنوات التليفزيونية، وينتقدون استضافة البرامج لفنان صاحب شعبية ليقضى مع الجمهور سهرة فنية يستمتعون فيها مع اسرتهم، بأغانى أو موسيقى أو ألعاب ترفيهية خفيفة.
كما يتغافل هؤلاء عن باقى المحتوى البرامجى التى تشمله خريطة القنوات، فمثلما تستضيف قنوات المتحدة للخدمات الإعلامية فنانين ومشاهير، تحرص أيضا على إلقاء الضوء على رموز مصرية وتجارب لشخصيات مصرية لها إسهاماتها البارزة فى مجالات مختلفة سواء فى مصر أو الخارج، مثلما نرى فى برنامج "مصر تستطيع" تقديم الإعلامى أحمد فايق على قناة dmc، ومنها استضافته لمجموعة من الفريق البحثى من جامعة القاهرة والفائز بفضية أكبر مسابقة للهندسة الوراثية فى العالم.
كما استضاف "مصر تستطيع" أستاذ مساعد الباثولجى بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، العالمة المصرية الدكتورة هبة مصطفى مديرة وحدة الفيروسات بجامعة جونز هوبكنز ورئيسة فريق بحثى لأول اختبارات حول فيروس كورونا، وأيضا عادل شعبان المهندس بإحدى الشركات العالمية والمصاب بـ شلل دماغى، والعقيد فريد مسعود، أحد أبناء صعيد مصر، والذى يعمل ضابطا بالشرطة الهولندية برتبة عالية.
وتمتد قائمة البرامج التى تخاطب مختلف اهتمامات الجمهور، إذ تعرض قناة ON الموسم الجديد من برنامج "زى الكتاب ما بيقول"، تقديم الإعلامى أحمد سلامة، ويناقش خلاله العديد من الموضوعات المهمة، منها مواكبة العصر والعلوم والاقتصاد، كما يسلط الضوء على السياسة، ويربط ما يحدث بالواقع ليسهل فهمه بلغتنا مع تعزيز مفاهيم الاتفاق والاختلاف.
يخاطب البرنامج فئات المجتمع المختلفة خاصة الذين يعتمدون على منصات التواصل الاجتماعى للحصول على المعلومات، بالإضافة إلى تصحيح بعض المفاهيم التى قد تنتشر بالخطأ، والعديد من الموضوعات الأخرى التى يتناولها البرنامج.
كما تشمل خريطة قنوات المتحدة الإعلامية برنامج "صنايعية مصر" المعروض على قناة DMC للكاتب عمر طاهر الذى يعد أحد أضخم البرامج التى أنتجتها القناة ضمن الخريطة البرامجية الجديدة، ويسلط البرنامج الضوء على الاشخاص الذين ساهموا فى رسم ملامح مصر وتاريخ حياة المصريين.
وتناول البرنامج فى أولى حكاياته قصة الدكتور مهندس عادل جزارين، الرئيس الأسبق لشركة النصر للسيارات الذى تخرج فى كلية الهندسة قسم الميكانيكا عام 1946، متطرقا إلى المراحل المختلفة من حياته عقب سفره إلى الخارج للحصول على شهادة الدكتوراه ليعود إلى مصر وتبدأ قصة شركة النصر للسيارات التى كان جزارين صاحب النقلة النوعية فيها، وكذلك السنوات التالية لذلك حتى تكريمه من الرئيس السادات مع أبطال حرب أكتوبر، حيث ساهم فى إبرام صفقة الكبارى التى استخدمت فى عبور القناة.
غض البصر عن المضمون البرامجى المتنوع الذى تقدمه القنوات الفضائية المصرية، لا يغفره الجهل بأنها قنوات عامة يتابعها الجمهور فى مختلف أنحاء مصر والوطن العربى، لهم أذواقهم المختلفة، ومن حق أى شخص أن يختار ما يناسب ذوقه أو يتسق مع اهتماماته، لكن فى عصر مواقع التواصل الاجتماعى صار البعض يرغب فى الحجر على الأذواق، ليغض البصر عن برامج هادفة وتنموية.
المحتوى المتنوع لا يتوقف عند برامج بعينها بل إن برامج مختلفة تقدم ضمن حلقاتها الكثير من المحتوى المساهم بشكل إيجابى فى حياة المواطن، ومنها برنامج "معكم منى الشاذلى" الذى استضاف وألقى الضوء على قضايا خاصة تتعلق بذوى الهمم فى إطار جهود دمجهم بالمجتمع ومنها استضافتها لأول فريق غنائى لذوى الهمم، يتكون من ندى الشيف وعبد الرحمن عادل وهشام عادل، ومعهم الملحن والمنتج هشام جمال، كما حلت ضيفة عليها أشجان الأبحر صاحبة فكرة مشروع صنع ملابس خاصة لذوى الهمم.
بقى أن نذكر أن الحكم المطلق والأحكام الجزافية على خريطة برامجية ليوم مميز فى السنة له طبيعته أمر يخلو من المنطق، ولو مررنا بالريموت كونترول على مختلف القنوات العربية سنجد أنها تنافست على استضافة مختلف النجوم سواء فى الغناء أو التمثيل.