أصبحت أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية، أحدث شركة تكنولوجيا أمريكية تعلن عن خفض هائل فى الوظائف، وذلك بعد عامين من أسرع وتيرة توظيف فى سنوات عديدة خلال وباء كورونا.
وفى رسالة تمت مشاركتها مع الموظفين يوم الأربعاء، أكد الرئيس التنفيذي للشركة أندى جاسى خطط أمازون لإنهاء 18 ألف وظيفة. وستتأثر عدة قطاعات فى الشركة، إلا أن أغلب التسريع سيكون فى متاجر أمازون، بما فى ذلك أمازون فريش وأمازون جو، وفى منظمة التكنولوجيا، بحسب ما أوضح جاسى.
وقالت صحيفة ذا هيل إن هذه أكبر عملية تسريح تنفذها الشركة فى تاريخها، على الرغم من أنه لا يمثل سوى جزء بسيط من قوة العمل لديها عالميا والبالغ تعدادها 1.5 مليون شخص.
وكتب جاسى يقول: ندرك تماما أن إنهاء هذه الوظائف أمر صعب للناس، ولا نتخذ هذه القرارات باستخفاف أو نستهون بمدى تأثيرها على حياة هؤلاء المتضررين. وتابع قائلا: نعمل لدعم هؤلاء المتأثرين وتقديم حزم تشمل أموال منفصلة، وتأمين صحى انتقالى ومزايا أخرى.
ووفقا لجاسى، لم يكن الإعلان متوقع صدوره فى وقت مبكر، لكن حدث ذلك بعد أن سرب أحد العاملين بأمازون المعلومات. وسيتم إبلاغ الموظفين المتأثرين بالقرار بالأمر بحلول 18 يناير.
وقال جاسى: "لقد نجحت أمازون في مواجهة اقتصادات صعبة وغير مؤكدة في الماضي، وسنواصل القيام بذلك". "ستساعدنا هذه التغييرات على متابعة فرصنا طويلة الأجل بهيكل تكلفة أقوى".
وفى نوفمبر الماضى، أخبر جاسى الموظفين أن التسريح قادم بسبب الوضع الاقتصادى والتوظيف السريع الذى قامت به الشركة فى السنوات العديدة الماضية. وقال جاسى إن التسريح سيساعد أمازون فى ملاحقة فرص على المدى الأطول بهيكل تكاليف أقوى.
وكانت أمازون وغيرها من شركات التكنولوجيا الأمريكية قد كثفت بشكل كبير التوظيف فى العامين الماضيين حيث أدى وباء كورنا إلى تغيير عادات المستهلكين نحو التجارة الإلكترونية.
والآن، فإن العديد من شركات التكنولوجيا، التي بدت وكأنها لن تمس، تشهد تراجعا، وتقوم بتسريح الآلاف من الموظفين مع العودة إلى كانت عليه قبل الوباء وتدهور أوضاع الاقتصاد الكلى.
وفى مذكرته، قال جاسى إن مسئولي أمازون التنفيذيين التقوا مؤخرا لتحديد كيفية تقليص الشركة وجعل الأولوية لأكثر ما يهم المستهلكين وصحة أعمالها على المدى الطويل. وتابع قائلا إن المراجعة الخاصة بهذا العام أكثر صعوبة نظرا للوضع غير المؤكد للاقتصاد، وأنه تم توظيف عدد كبير بشكل سريع فى السنوات الأخيرة.
وكانت أمازون قد أحبطت وول ستريت بتوقعات موسم العطلات التي لم تلبى توقعات المحللين، وتراجع سعر الشركة نحو 50% العام الماضى.
ومثل جاسى، اعترف عدد من قادة شركات التكنولوجيا الأخرى بانهم فشلوا فى القياس الدقيق للطلب خلال الجائحة.
وكانت شكة ميتا، المالكة لفيس بوك، قد أعلنت مؤخرا تخفيض 11 ألف وظيفة، وهو الأكبر فى تاريخ الشركة. كما أعلن موقع تويتر تخفيضات واسعة فى الوظائف بعد أن أتم إيلون ماسك صفقة استحواذه على الشركة مقابل 44 مليار دولار. كما قالت شركة SalesForce إنها ستخفض 10% من قوة عملها.
وفى ديسمبر الماضى، ذكرت تقارير أن شركة إنتل بدأت في تسريح العمال كما فرضت على الآلاف من موظفي التصنيع إجازة غير مدفوعة الأجر لمدة ثلاثة أشهر.
وتخطط شركة تسلا للسيارات الكهربائية، التي يملكها ماسك أيضا، لمزيد من تسريح العمالة وتجميد التوظيف لأى عمالة جديدة، وأوقفت الشركة التوظيف فى الوقت الحالى وستحتاج إلى تسريح بعض الأشخاص في الربع الأول من عام 2023.