كنيسة كفر الدير بالشرقية تنفرد بتعامد أشعة الشمس على المذبح 3 مرات سنويا

الجمعة، 06 يناير 2023 03:00 ص

الشرقية - إيمان مهنى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

داخل قرية كفر الدير التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية تقع كنيسة "الملاك ميخائيل" أو كنيسة كفر الدير كما يعرفها أهل مصر، وهى تعد دليلا قاطعا على براعة المصرى القديم فى الهندسة وعلوم الفلك، فهى تشهد تعامد أشعة الشمس عليها 3 مرات فى السنة، كما صممت على هيئة 12 قبة ترمز لتلاميذ المسيح وبها بئر مقدس، وهى من أهم المزارات القبطية التى يقصدها المسيحيون والمتهمين بعلوم الفلك لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس، على غرار تصميم معبد رمسيس الثانى.

فهى تنفرد عن غيرها بظاهرة فلكية، وهى تعامد أشعة الشمس على مذابح الملائكة "الملاك ميخائيل، الشهيدة مارجرجس، والسيدة العذراء" فى عيدهم، وهى ظاهرة تشبه ظاهرة تعامد الشمس سنوياً على تمثال رمسيس الثانى بمعبد أبوسمبل بالأقصر، ويعود تاريخ إنشائها للقرن الرابع الميلادى، وصممت على الطراز البيزنطى بالطوب والحجارة المتماسكين بمادة صلبة تشبه الطين، وليس لها سقف، كغيرها من الأديرة الأثرية، والقباب المرتفعة جداً على شكل صليب متساوى الأضلاع وعددهم 12 قبة.

ويقول القس ويصا حفظى كاهن الكنيسة إنه تتعامد الشمس أول مايو من كل عام على مذبح الشهيد مار جرجس، وفى 19 يونيو على مذبح الملاك ميخائيل رئيس الملائكة، وفى 21 أغسطس على مذبح السيدة العذراء، موضحا أن كل مذبح من المذابح الثلاثة تعلوه قبة من قباب الكنيسة بكل قبة من الثلاثة قباب شباك صغير "طاقة" صمم بشكل خاص لتتعامد الشمس على المذبح فى عيد كل واحد منهم لمدة ساعة، وهى تكون فى نفس وقت القداس الإلهى لعيده .

كما تذخر الكنيسة بالمخطوطات والأباريق والأيقونات والكتب المقدسة التى يبلغ عمرها ما يقرب من ألف عام، إضافة إلى بئر أثرى يصل عمقه إلى 20 متراً، وبها شجرة ضخمة عمرها مئات السنين، بالإضافة لعشرات الكنوز الأثرية، أبرزها الأيقونات الثلاث، وحجاب الهيكل الأوسط.

ويكمل ملاك سمير خادم الكنيسة، أن يوم قداس عيد الملاك ميخائيل، هو قداس يحرص المسيحيون من أبناء المحافظة والمحافظات الأخرى على حضوره ومشاهدة تعامد أشعة الشمس على المذبح، كما يحضر القداس الإلهى عدد من الأثريين والشخصيات العامة والسياسية وغيرها والذين يحرصون على مشاركتنا هذا اليوم، وكذلك قداس استشهاد مار جرجس، لافتا إلى أن الدير هو دير ملاك ميخائيل لذلك فى عيده يكون له روحانيات دينية، لمدة 10 أيام.

وأضاف أنه يوجد "اللاقان" الأثرى والذى يعود عمرة لمئات السنين، والذى نحتفل به ثلاث مرات فى السنة عيد الغطاس وخميس العهد وعيد الرسول، كما يوجد أيقونات أثرية منها مارجرجس، القديسة دميانة، والعذراء، كما يوجد رفات القديسين.

وأشار إلى أنه صممت الكنيسة بطريقة الحصون، الأبواب منخفضة، حيث يوجد للدير بابان من خشب الضخم متين جدا لكل منها مغلاق خشبى بمفتاح خشب كبير الباب الأول بمغلاق من الخارج وهو الباب الرئيسى للدير، الثانى بمغلاق من الداخل مما يجعل الكنيسة حصنا منيعا، ذلك لكونها أنشئت فى عصور اضطهاد الرومان وكان قادة جنود الرومان يركبون الخيول ويقتحمون الكنيسة فكان الباب يعوق دخولهم.

كما يوجد بها أباريق وأطباق نحاسية، وصلبانا فضية، وعدد من المخطوطات النادرة، العديد من الكتب المقدسة وهى بخط اليد عمرها لا يقل عن ألف عام مثل كتاب قطمارس الصوم المقدس 1196 ميلادى، نبوات قبطى الصوم الكبير، وكتب أخرى عن قطمارس الشهور القبطية "كيهك وهاتور" كتب أخرى، كما تحتوى على أيقونات أشهرها أيقونة السيدة العذراء وهى تحمل المسيح طفلاً، وفوق رأس كل منهما تاج، بالإضافة لأيقونة الشهيد مار جرجس، وأخرى للشهيدة سانت دميانة، وأيقونة عمادة المسيح فى نهر الأردن.