تمر اليوم ذكرى تولى الخديوى عباس حلمى الثانى حكم مصر، وذلك فى 8 يناير من سنة 1892، بعد وفاة والده الخديوي توفيق، لكن كيف علم برحيل والده وتوليه الحكم.
يقول جرجى زيدان فى كتاب تراجم مشاهير الشرق فى القرن التاسع عشر:
هو بكر الخديوى السابق، ولما تُوفِّى والده كان سموه أعزه الله فى مدرسة فينا، وكان قبل ذهابه إليها قد تثقف فى مدرسة عابدين التى شادها والده له ولدولة شقيقه البرنس محمد علي، فلما أتما دروسهما فيها أرسلهما والدهما إلى مدرسة جنيف بسويسرة، فمكثا فيها مدة يجدَّان فى تحصيل العلوم ثم برحاها إلى فينَّا وانتظما فى مدرستها الملوكية العليا، وفى أثناء إقامتهما فى تلك المدرسة استأذنا والدهما المرحوم بالتجول فى أنحاء أوروبا لاستطلاع أحوال تلك المدنية من مصادرها، فزارا ألمانيا وإنكلترا وروسيا وإيطاليا وفرنسا، ولقيا من ملوك هذه الممالك ترحابًا حسنًا، وزارا الممالك الأخرى.
وفى سنة 1889 عادا إلى مصر واستأذناه فى زيارة معرض باريس لذلك العام، فأجابهما إلى ذلك، فلقيا هناك ترحابًا جميلًا وعادا إلى المدرسة، وفى سنة 1891عادا إلى مصر فى أثناء الراحة المدرسية، ثم رجعا إلى المدينة فى فينَّا، وفى 8 يناير من السنة التالية عام 1892 جاءهما النبأ البرقى بوفاة الخديوى السابق فأصبح سمو أكبرهما مولانا الأمير خديويًّا على مصر من ذلك اليوم، ثم جاءته رسالة الصدر الأعظم بتثبيته على ذلك العرش، فأسرع إلى مقر حكومته فوصل الإسكندرية فى 16 يناير المذكور فاحتفل القطر بقدومه احتفالًا يليق بمقامه.