يواصل مصنع سكر أرمنت غرب محافظة الأقصر، استقبال كميات محصول قصب السكر من المزارعين بصورة يومية، وذلك عبر الجرارات وقطارات الديكوفيل ووسائل نقل المحصول المختلفة، حيث نجح المصنع فى استقبال 45 ألف طن قصب على مدار الـ10 أيام الأولى للتوريد فى الموسم الجديد.
ويجرى مواصلة توريد القصب عقب الإعلان عن بدء الموسم رسمياً بمصنع سكر أرمنت منذ 10 أيام مضت، تحت إشراف المهندس عبد الفتاح محمود عبد الله رئيس قطاعات مصانع أرمنت، وتحت رعاية اللواء عصام البديوى رئيس مجلس إدارة شركة السكر والصناعات التكاملية، والكيميائى محمد خميس أحمد نائب رئيس قطاعات سكر أرمنت، والدكتور الكيميائى محمد عبدالرحمن عبد الله نائب رئيس قطاعات سكر أرمنت، ومجدى طلب مدير إدارة المراجعة، وأحمد حميد موسى مدير عام الشئون المالية، وأحمد قناوى توفيق مدير عام الشؤون الإدارية، والكيميائى صبرى عبد المنصف مدير إدارة الرقابة والجودة، وأحمد حسين بسطاوى مدير إدارة النظم والمعلومات، والمهندس توفيق الباجورى مدير هندسة التشغيل.
ويقول المهندس عبد الفتاح محمود عبد الله رئيس قطاعات مصانع أرمنت، أنه يستقبل مصنع سكر أرمنت فى موسم عصير قصب السكر، ما يزيد من مليون ومائة وخمسين ألف طن من قصب السكر كل عام، وينتج ما يقرب من مائة وعشرة ألف طن من السكر، بواقع واحد إلى عشرة من المحصول، ومايقرب من خمسين ألف طن من المولاس، موضحاً أنه تم رفع سعر توريد طن القصب الموسم الحالى بواقع 290 جنيها لتصل إلى 1100 جنيه مقابل 810 جنيهات بالموسم الماضى، وذلك بهدف تشجيع المزارعين على رفع معدلات التوريد.
ويضيف المهندس عبد الفتاح محمود عبد الله، لـ"اليوم السابع"، أنه تم إنهاء استعداد كافة العاملين بمصنع سكر أرمنت الذين يكون لهم دور كبير سنويًا فى إنجاح الموسم هذا العام وكذلك كافة المزارعين الذين يتعاملون مع موسم القصب ويلتزمون بالتعليمات بصورة مميزة، موضحًا أن إدارة المصنع أجرت الصيانة الدورية بالكامل لكافة المعدات والماكينات والعصارات، كما تمت توسعة عنبر الطبخ وتأهيل واستحداث بعض العمليات الصناعية فى الإنتاج، وتأهيل محطة القوى والمراجل البخارية وخطوط الديكوفيل التى تنقل المحصول بالسكة الحديد إلى داخل المصانع وذلك من خلال عملية صيانة عامة.
فيما صرح الكيميائى محمد خميس أحمد نائب رئيس قطاعات سكر أرمنت، أنه قبل انطلاق الموسم سنوياً يقوم رجال مصنع سكر أرمنت، بإنهاء كافة التجهيزات النهائية لموسم عصير القصب للعام الجديد عبر دخول القصب للمصنع فى الجرارات وعربات الديكوفيل، حيث تم البدء خلال السنوات الماضية فى تطبيق منظومة الموازين الآلية الجديدة، والمعدة من قبل فريق عمل قطاع نظم المعلومات، وقد تم العمل على النظام الجديد بكل يسر وسهولة ودقة الذى لا يوجد فيه مجال للأخطاء، وذلك فى إطار حرص المصنع على توفير كل الإمكانات والسبل لتنفيذ وتحقيق منظومة الوزن الآلى الجديدة، مؤكداً على أن إدارة المصنع استعدت بالشكل الأمثل لانطلاق الموسم عبر توفير كافة التجهيزات لخدمة المزارعين والعمال بالمصنع.
ويضيف الكيميائى محمد خميس أحمد لـ"اليوم السابع"، أن إجمالى المساحة المزروعة بمحصول القصب بالمحافظة تبلغ حوالى 36 ألف فدان تقريبا من المتوقع أن تنتج حوالى مليونا و300 ألف طن قصب تدر حوالى 130 ألف طن سكر تقريباً، موضحاً أنه تم الانتهاء من كافة أعمال الصيانة للمعدات والماكينات وعلى رأسها تهيئة عنبر الطبخ وتأهيل واستحداث بعض العمليات الصناعية فى الإنتاج وتأهيل محطة القوى والمراجل البخارية وخطوط الديكوفيل التى تنقل المحصول بالسكة الحديد إلى داخل المصانع وذلك من خلال عملية صيانة عامة إلى جانب التنسيق مع المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر ومديرية الأمن بشأن أعمال نقل المحصول والطرق المرورية لتسهيل حركة الجرارات وتأمين المواصلات.
ومن جانبه قال اللواء عصام الدين البديوى رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية أن الشركة يتبعها 8 مصانع فى 5 محافظات ( أسوان ـ الأقصر ـ قنا ـ سوهاج ـ المنيا ) لإنتاج السكر من القصب والبنجر وهى كوم امبو وادفو وقوص وارمنت ونجع حمادى وجرجا ودشنا وابو قرقاص، حيث إنه مستهدف استلام ما يقرب من 7.7 مليون طن قصب خلال موسم الحصاد الحالى لإنتاج نحو 850 ألف طن سكر حيث المخصصات المالية لسداد مستحقات المزارعين نحو 8 مليارات و470 مليون جنيه بعد رفع سعر التوريد إلى 1100 جنيه للطن الواحد.
وأضاف البديوى، فى بيان صحفى، أن الشركة تستهدف الحفاظ على معدلات التوريد فى الحدود الأمنة بالرغم من تراجع المساحات المنزرعة إلى 235 ألف فدان هذا العام مقابل 248 ألف فدان خلال العام الماضى بواقع 13 ألف و500 فدانا، موضحاً أنه يتم حاليُا تنفيذ خطة لرفع قدرات المصانع الإنتاجية بالإضافة إلى تطوير عمل المراجل البخارية التى تولد الطاقة المخصصة لتشغيل توربينات الطاقة للمصانع فى ظل زيادة كميات الطاقة المستخدمة.
وأشار البديوى إلى أن خطة تطوير المراجل يتم تنفيذها على مسارين، الأول تتضمن إحلال المواسير القديمة وإجراء بعض التحسينات بها وهو ما تنفيذه فى 12 إلى 15 مرجل خلال الموسم الماضى على مستوى مصانع الشركة، والثانى إعادة تأهيل خطوط البخار بالمصانع التى أصابها التهالك والتقادم لافتًا إلى أن إجراءات ترشيد الطاقة وفرت نحو 45 مليون جنيه العام الماضى، ولفت إلى تنفيذ خطة شاملة بالتعاون مع وزارات الرى والزراعة لتطوير نظام زراعة القصب وزيادة الإنتاجية، مشيراً إلى أن هناك استجابة سريعة من القيادة السياسية بتحسين سلالة القصب الموجودة باعتبارها زراعة استراتيجية.
وبناء علية بدأت وزارة الزراعة وضع خطة عاجلة، لافتاً إلى أن شركة السكر تعد مشارك رئيسى فى كل الإجراءات التى يتم تنفيذها، خاصة وأنها حلقة الوصل بين الجهات المنفذة والمزارعين وضامن لحقوقهم مستحقاتهم، وأوضح أن وزارة الزراعة قامت بإنشاء صوبتين لإنتاج القصب بالشتلات عبر استخدام جينات الانسجة الخاصة بالقصب القوى عبر نظام تكنولوجى متطور فى الزراعة لإنتاج محصول ذات إنتاجية مرتفعة، مشيراً إلى أن هذا النظام يتم استخدامه لأول مرة ومن المتوقع أن يساهم فى زيادة معدل إنتاج الفدان من القصب وكذلك السكر.
ومن الجدير بالذكر أن مصنع سكر أرمنت اختتم الموسم الماضى من كسر وعصير قصب السكر، وذلك عبر توريد مليون و168 ألف طن فى الموسم بالكامل، حيث بلغت إجمالى المساحة المزروعة بالمحصول فى العام الماضى 35 ألف فدان، مؤكدًا أن المصنع حقق أعلى معدل إنتاجية للسكر بنسبة 11.04% من القيمة الإجمالية وذلك لأول مرة منذ 30 سنة، مضيفًا أنه تم إنتاج بالمصنع فى ذلك العام أكثر من 129 ألف طن سكر من الكميات التى تم توريدها للمصنع.
وقد دخلت زراعة قصب السكر مصر فى العهد الأموى، فى ولاية "قرة ابن شريك"، بعد أن استقدم العرب فسائل القصب من الهند، وزرعوها فى الصعيد، حيث انتشرت مصانع قصب السكر فى عهد محمد على باشا، وفى عهد حفيده الخديو إسماعيل، حيث قام ببناء 18 مصنعا فى الصعيد منهم مصنع الضبعية الذى اندثر، وقد وصف المؤرخ على باشا مبارك مصنع الضبعية، وهى قرية كانت تتبع قنا قديما، وصارت حالياً ضمن محافظة الأقصر، بالوصف التالى -نقلاً عن نصه بالخطط التوفيقية صفحة 27 من الجزء الثالث عشر- "فى الضبعية للدائرة السنية تفتيش أطيان عشرة آلاف فدان تزرع قصبا وتسقى بالوابورات وبها فاوريقة فرنساوية ذات عصارتين وآلات كاملة لعصره وعمل السكر منه، وينقل إليها القصب بسكك حديد زراعية معمولة هناك، وشغلها دائما ليلاً ونهاراً كباقى الفاوريقات بواسطة وابور نور، تتفرق أنواره على العنابر والآلات والمخازن وجميع الأماكن اللازمة للشغل"، وأضاف على مبارك، أن المصنع "ينتج فى اليوم من السكر الأبيض المكرر فوق ثمانمائة قنطار (800 قنطار) سكر حبا ومن السكر الأحمر فوق أربعمائة قنطار أقماعا، وينقل منها العسل نمرة (3) إلى ورشة الروم بفاوريقة المطاعنة، ليستخرج منه السبرتو، وقد عملت تجربة الفدان من هذا التفتيش فوجد متحصله من السكر بأنواعه اثنين وعشرين قنطاراً، ثم أن الفاوريقة يخرج منها فرع من السكة الحديد يوصل إلى البحر (النيل) لنقل الآلات التى تأتى عن طريق النيل.