فى الوقت الذى تستعد فيه أوكرانيا لحرب قد يطول أمدها، تسعى دول مثل باريس وألمانيا إلى التحول من التبرعات إلى العقود والتعاون مع القطاع الخاص، خاصة مع بدء نضوب مخزون الجيوش الغربية.
ونشرت بولتيكو الناطقة بالفرنسية، تقريرًا أعلنت فيه قيام شركات الدفاع الفرنسية والألمانية بإنشاء متاجر محلية فى أوكرانيا لصيانة الأسلحة، وهى خطوة أولى نحو تصنيع الأسلحة فى البلاد.
وأشارت الصحيفة، إلى أن مكتب الكارتل الفيدرالى الألمانى أعطى هذا الأسبوع، الضوء الأخضر لمشروع مشترك مقترح بين شركة راينميتال الألمانية لصناعة الأسلحة، وصناعة الدفاع الأوكرانية، وهى مجموعة دفاعية مملوكة للدولة الأوكرانية.
وسافر وزير القوات المسلحة الفرنسى سيباستيان ليكورنو إلى كييف هذا الأسبوع مع حوالى 20 مقاولا دفاعيا فرنسيا، بما فى ذلك شركات تاليس، وMBDA، وNexter، وأركوس، لتسهيل الشراكات مع المسؤولين الأوكرانيين.
كما استضافت العاصمة الأوكرانية، الجمعة، منتدى الصناعات الدفاعية، وهو معرض للأسلحة حضره 165 شركة دفاع من 26 دولة، وفى هذا الحدث، التقى المسؤولون الأوكرانيون مباشرة مع شركات الدفاع لتوقيع العقود دون المرور عبر الحكومات الغربية، واستكشاف فرص الإنتاج المشترك وتقديم مدخلات محددة حول احتياجاتهم على الأرض فى الحرب ضد الغزو الشامل للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وقال وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا فى وقت سابق من هذا الأسبوع أن الهدف هو "تعزيز الإنتاج المشترك والتعاون لتقوية أوكرانيا وشركائنا.
فيما قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى بيان له: هذا هو الوقت والمكان المناسبان لإنشاء مركز عسكرى كبير، وأوكرانيا مستعدة لتقديم شروط خاصة للشركات الراغبة فى تطوير الإنتاج الدفاعى مع بلادنا.
ويقام معرض الأسلحة فى الوقت الذى وصلت فيه الجيوش الغربية، وخاصة فى أوروبا، إلى الحد الأقصى لما يمكن أن تقدمه لأوكرانيا من مخزوناتها الخاصة، وخلال الأشهر القليلة الماضية، سعت أوكرانيا إلى تعزيز صناعة الأسلحة الخاصة بها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الانتخابات الأمريكية فى عام 2024 قد تعنى عودة دونالد ترامب كرئيس، والذى ألمح إلى عدم تقديم الكثير من الدعم لكييف إذا فاز بولاية ثانية.
وفى الأسبوع الماضى، بدأ المسؤولون الفرنسيون فى توجيه رسالة جديدة: لم تعد فرنسا قادرة على الاستمرار فى تقديم الأسلحة إلى أوكرانيا، وستعمل بدلًا من ذلك على إشراك المسؤولين الأوكرانيين فى صناعة الدفاع فى البلاد.
ووفقًا لتقرير حكومى، سلمت فرنسا أسلحة بقيمة 640.5 مليون يورو إلى أوكرانيا فى عام 2022، بما فى ذلك 704 قاذفات صواريخ وقاذفات صواريخ محمولة مضادة للدبابات، و562 مدفعًا رشاشًا عيار 12.7 ملم، و118 صاروخًا وقاذفة صواريخ، و60 مركبة قتال مدرعة مجانًا.
وفى كييف هذا الأسبوع، وقع مقاولو الدفاع الفرنسيون صفقات مع أوكرانيا لشراء المدفعية والمركبات المدرعة والطائرات بدون طيار وإزالة الألغام - بما فى ذلك التعاون فى الدولة التى مزقتها الحرب.
وبحسب صحيفة لوفيجارو، وقعت شركة أركوس الفرنسية خطاب نوايا يوم الخميس لضمان صيانة ناقلات الجنود المدرعة على الأرض، ويمكنها تركيب منشأة إنتاج فى المستقبل، كما أخبر نيكولا شاموسى، الرئيس التنفيذى لشركة Nexter – الشركة المصنعة لمدافع الهاوتزر ذاتية الدفع من طراز Caesar – المنفذ الفرنسى أنه يبحث عن شريك محلى لإنشاء مشروع مشترك للصيانة.
كما ستقوم شركة Vistory الفرنسية الناشئة ببناء مصنعين للطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع قطع الغيار، وفقًا لـ La Croix، ويأتى هذا التحول فى فرنسا فى أعقاب خطط مماثلة مع شركة تصنيع الأسلحة البريطانية والحكومة السويدية، ففى أغسطس، وقعت كييف وستوكهولم بيان نوايا لتعميق التعاون فى الإنتاج والتشغيل والتدريب والخدمة، لمنصة المركبة القتالية (CV90)، المصنعة من قبل فرع سويدى لشركة BAE Systems وبعد بضعة أيام، أعلنت شركة BAE Systems أنها ستنشئ كيانًا محليًا لزيادة إنتاج مدافع المدفعية الخفيفة عيار 105 ملم.
كما اتخذت هيئة المنافسة الألمانية قرارًا هذا الأسبوع، بإعطاء الضوء الأخضر لمشروع راينميتال المشترك مع صناعة الدفاع الأوكرانية، والذى سيكون مقره فى كييف، ويعمل حصريًا فى أوكرانيا، يمهد الطريق لشراكة مصممة لصيانة وخدمة المركبات العسكرية، وسيشمل أيضًا تجميع وإنتاج وتطوير المركبات العسكرية.
ويأمل الطرفان أيضًا فى تطوير الأنظمة العسكرية بشكل مشترك فى نهاية المطاف، بما فى ذلك التصدير اللاحق من أوكرانيا.
كما أعرب الرئيس التنفيذى لشركة راينميتال عن رغبته فى تصنيع الجيل القادم من دبابة Panther للشركة فى أوكرانيا - ما يصل إلى 400 دبابة سنويًا، على الرغم من أنها لا تزال نموذجًا أوليًا، إلا أن الدبابة الجديدة ستكون خليفة للدبابة القتالية الرئيسية للشركة ليوبارد 2.