قبل ساعات قليلة من اقتراب الإغلاق الحكومى فى الولايات المتحدة، تمكن المشرعون فى مجلسى الكونجرس من تمويل مشروع تمويل مؤقت للحكومة الفيدرالية، لمدة 47 يوما، والذى يسمح باستمرار عمل الحكومة ومواصلة مناقشة مشروعات قوانين المخصصات المالية.
وصوت مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الديمقراطية بأغلبية 88 صوتا مقابل 9 لتمرير الإجراء لتجنب الإغلاق الجزئى الرابع للحكومة الاتحادية خلال عقد من الزمن، وأرسله إلى بايدن لتوقيعه ليصبح قانونا قبل الموعد النهائى بعد منتصف ليل الأحد.
وبحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس، لم يشمل قانون التمويل المؤقت المساعدات لأوكرانيا، التى كانت أولوية للبيت الأبيض لكنها واجهت معارضة من عدد متزايد من النواب الجمهوريين، وزادت الحزمة الجديد من مساعدات الكوارث الفيدرالية يحوالى 16 مليار دولار، لتستوفى بذلك طلب الرئيس جو بايدن. ويمول القانون الحكومة حتى السابع عشر من نوفمبر المقبل.
وبعد أيام فوضوية من الاضطراب فى مجلس النواب، تخلى رئيس المجلس كيفين مكارثى بشكل مفاجئ عن مطالب الخفض الشديد من الإنفاق التى طرحاها فصيل اليمين من الجمهوريين، واعتمد على الديمقراطيين لتمويل مشروع القانون، فيما يمثل خطرا على منصبه. وبعد إقرار القانون فى مجلس النواب، تم تمريره فى مجلس الشيوخ قبل أن يوقع عليها الرئيس جو بايدن.
وكتب بايدن على حسابه على منصة إكس، تويتر سابقا: "لقد وقعت للتو قانونا لإبقاء الحكومة مفتوحة لمدة 47 يوما، وهناك متسع من الوقت لتمرير مشاريع قوانين التمويل الحكومى للسنة المالية المقبلة".
وحث بايدن الكونجرس على البدء فى العمل على الفور، مشيرا إلى أن الشعب الأمريكى يتوقع أن تنجح حكومته.
ونشر البيت الأبيض بيانا على لسان بايدن جاء فيه: "الليلة، صوتت الأغلبية من الحزبين فى مجلسى النواب والشيوخ لصالح إبقاء الحكومة مفتوحة، مما منع حدوث أزمة غير ضرورية من شأنها أن تسبب آلاما لا داعى لها لملايين الأمريكيين الذين يعملون بجد".
ويضمن مشروع القانون استمرار القوات العاملة فى الخدمة فى الحصول على رواتبها، وسوف يتجنب المسافرون التأخير فى المطارات، وسيستمر الملايين من النساء والأطفال فى الحصول على المساعدة الغذائية الحيوية، وأكثر من ذلك بكثير، وهذه أخبار جيدة للشعب الأمريكى، حسب البيان.
وأضاف بايدن فى البيان: "لكننى أريد أن أكون واضحا، ما كان ينبغى لنا أن نكون فى هذا الموقف فى المقام الأول، وقبل بضعة أشهر فقط، توصلت أنا ورئيس مجلس النواب، كيفين مكارثى، إلى اتفاق بشأن الميزانية لتجنب هذا النوع من الأزمات المصطنعة على وجه التحديد".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست أن مشروع قانون التمويل الفيدرالى المؤقت، الذى أدى إلى تفادى الإغلاق الحكومى الأمريكى، قد جنب المعتدلين من الجمهوريين الألم السياسى، حيث خشى المشروعون فى المقاطعات التى فاز بها بايدن فى انتخابات 2020 من أن تتضرر فرص إعادة انتخابهم فى حال ما إذا كانت الحكومة قد أغلقت بسبب غياب التمويل.
من بين هؤلاء النواب، مايكل لولر، النائب عن نيويورك، والذى وصفته الصحيفة بأحد أكثر الجمهوريين ضعفا فى الكونجرس، وكان يعمل بكد خلال الأيام الماضية لمعالجة الفوضى التى يقوم بها حزبه، وانتقد استراتجيتهم على شاشة CNN، ووصف سلوك النائب مات جايتز بالمقزز تماما، كما صوت ضد مشروع قانون تمويل زراعى كان من شانه أن يمنع تزيع أدوية الإجهاض بالبريد.
لكن الديمقراطيين كانوا يمطروه منطقته المعتدلة فى شمال نيويورك بالبريد المباشر، وبثوا إعلانا تلفزيونيا قالوا فيه أنه إنحاز إلى المتطرفين لتقويض الطبقى الوسطى.
وبالنسبة للولر، فإن تمرير تشريع التمويل الفيدرالى وتجنب الإغلاق الحكومى يمثل ارتياحا مؤقتا له ولغيره من المعتدلين فى الولايات المتأرجحة، بعد أن استجاب رئيس مجلس النواب الجمهورى كيفين مكارثرى لهم وغير نهجه واقترح مد تمويل الحكومة 45 يوما بطريق أمكن للديمقراطيين الموافقة عليها.
ويمنع التصويت الذى جاء فى وقت متأخر من أمس السبت، وتمريره فى مجلس الشيوخ، إغلاقا حتى تتمكن الهيئتان التشريعيتان من تمرير مشروعات قوانين المخصصات التى ستشكل الأساس لمزيد من المفاوضات فى نوفمبر. كما فتح الباب أمام محاولة محتملة للإطاحة بمكارثى من قبل أعضاء حزبه.
وتقول الصحيفة، إنه على العكس من التهديدات السابقة بالإغلاق، والتى جاءت مصحوبة باهداف سياسية شبه متماسكة، فقد جاءت هذه الخطوة كتعبير عن الخلل المحض مع عدم قدرة الجمهوريين فى مجلس النواب حتى على الاتفاق على ما يسعون إليه.