تنتشر فى صحراء مطروح، خاصة المناطق القريبة من الشريط الساحلى، أكثر من 10 آلاف بئر لحصاد الأمطار، وعدد كبير من الخزانات، حفرتها الحكومة المصرية، بالتعاون مع المشاريع والمنظمات الدولية المانحة، خلال العقود الماضية وحتى الآن، من أجل حصاد مياه الأمطار، واستخدامها فى الشرب والأنشطة الزراعية وتربية الأغنام، فى المناطق الصحراوية المحرومة.
كما تنتشر حوالى 800 بئر رومانى، بسعات كبيرة فى الصحراء، كان يستخدمها الرومان فى تخزين مياه الأمطار قديماً، كما نجحت الدولة خلال السنوات الماضية، فى إنشاء آلاف السدود بالوديان، لحجز مياه الأمطار وتخفيف سرعة انجرافها نحو البحر، واستغلالها فى زراعة أكثر من 150 ألف فدان.
ويولى مركز بحوث الصحراء، من خلال مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أهمية بالغة للاستفادة من مياه الأمطار، من خلال حفر الآبار وتنمية الوديان وتهيئتها للزراعة، بالإضافة إلى عمل السدود، التى تحد من مخاطر السيول والحد من قوة اندفاعها والاستفادة منها، حيث أن اتجاه سريان المياه المتجمعة من سقوط الأمطار، يأتى من الجنوب وينحدر إلى الشمال، فى اتجاه البحر بسبب طبيعة الأرض، وقبل تنمية الوديان كانت مياه الأمطار تجرف معها التربة الخصبة وتحملها إلى البحر.
وشهدت الـ 5 سنوات الأخيرة، حفر أكثر من 600 بئر للاستفادة من حصاد الأمطار، بسعة تخزينية حوالى 70 ألف متر مكعب، كما تم تنفيذ سدود أسمنتية فى الوديان تجاوزت 1000 سد، ويمكن حصاد مياه الأمطار من هذه السدود بحوالى 3 ملايين متر مكعب.
ويستفيد المزارع البدوى، من جهود الدولة من خلال المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة والمنظمات الدولية، فى تنفيذ مشروعات حصاد الأمطار وتعظيم الاستفادة منها، من خلال احتجازها خلف السدود فى الوديان أو تخزينها فى الخزانات والآبار، لاستخدامها فى الرى التكميلى للزراعة والشرب وتربية الأغنام والماشية، طوال العام.
ويعود اهتمام بدو محافظة مطروح بالزراعة بشكل موسع، إلى نهاية ستينيات القرن الماضى، حيث كانوا يعتمدون على أنشطة الرعى وتربية الثروة الحيوانية فقط، ويشتهرون برعى وتربية الأغنام البرقى والماعز والإبل، إلى أن بدأ برنامج الغذاء العالمى عام 1968 وعدد من مشروعات الدول المانحة، فى تنمية الوديان وإقامة السدود وحفر الآبار لتخزين مياه الأمطار، وهو ما ساهم فى عمليات توطين البدو بدلا من تنقلهم بين المناطق خلف المياه والمراعى، وأصبح معظمهم يعتمد على الزراعة، وعظمت الدولة جهودها فى هذا المجال التنموى.
وقال صالح فتح الله مدير وحدة الإعلام مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أن محافظة مطروح، تسعى من خلال التعاون مع وزارة الزراعة والمنظمات الدولية، إلى تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار التى تتساقط بكميات كبيرة خلال فصل الشتاء، وحصادها من خلال احتجازها خلف السدود فى الوديان أو تخزينها فى خزانات عملاقة وآبار النشو، لاستخدامها فى الزراعة والشرب وتربية الأغنام والماشية، وإلى أن تعود المحافظة سلة للغلال كما كانت فى الماضى، من خلال تنفيذ خطة شاملة للتنمية الزراعية، والاستفادة من إمكانيات مركز بحوث الصحراء بالتعاون ومنظمة إيفاد التابعة للأمم المتحدة.
وأوضح المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أنه قبل بداية تنمية الوادى يتم عمل دراسة للمناسيب الأرضية، ثم تبدأ أعمال التسوية من بداية الوادى، وتقسيم الوادى إلى مساحات بمستويات مدرجة، يفصل كل مستوى سد، يتم إنشائه بعرض الوادى، ويتم عمل فتحة بمنتصف السد "مفيض" يسمح بمرور المياه الزائدة عن الحاجة إلى المساحات والسدود التالية، وحتى نهاية الوادى، وبذلك يكون تم حصاد كميات كافية للزراعة من مياه الأمطار، قبل ذهاب الفائض إلى البحر.
ويأتى النوع الثانى من حصاد مياه الأمطار، بحفر الآبار والخزانات لتجميع وتخزين المياه، ويتم حفر البئر النشو بسعة من 100 إلى 150 متر مكعب، ويكون موقعه فى اتجاه الميل ومجرى المطر، وهناك الآبار الرومانية التى كان يحفرها الرومان قديما، وتتراوح سعتها بين 1000 و5000 متر مكعب، ولكن حاليا يتم إنشاء الآبار بهذه السعات الأقل، من أجل القدرة على الوفاء باحتياجات أكبر عدد من البدو من سكان الصحراء، من خلال عمل عدد أكبر من الآبار الصغيرة، فى مناطق كثيرة، لتوطين البدو وتوفير احتياجات أهالى كل منطقة، ويتم تخزين المياه لاستخدامها فى الشرب وتربية الحيوانات خلال الفترات التى لا يسقط فيها المطر، وعند وجود عدد أكبر من الآبار يمكن استخدام المياه المخزنة، فى الرى التكميلى للزراعات فى الأوقات التى لا تسقط فيها الأمطار.
وأكد مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أن محافظة مطروح، تعتمد فى زراعتها بالكامل، على الرى بمياه المطر، لزراعة القمح والشعير، خلال فصلى الخريف والشتاء، كما يتم زراعة التين والزيتون وهى من أشهر الأنواع التى تتحمل الظروف الصحراوية وقلة الأمطار.
وتتميز زراعة التين والزيتون فى مطروح عن باقى المنتجات فى محافظات الجمهورية، بعدم استخدام أى مواد كيماوية فى عمليات التسميد، حيث يتم استخدام السماد العضوى أو عدم استخدام أية أسمدة، كما لا تستخدم أية مبيدات وتتم المكافحة حيويا، من خلال وحدة المكافحة الحيوية بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، التابع لمركز بحوث الصحراء، وبذلك يخرج المنتج "بيور".
احد الوديان التي تم تنميتها بمطروح
احد سدود حجز وحصاد الامطار بصحراء مطروح
الدولة تنشئ السدود بوديان مطروح لحصاد الامطار
الزراعة في مطروح تعتمد على الامطار
الوديان في انتظار الامطار لحصادها
تنمية الوديان وحصاد الامطار في مطروح
جانب من انشاء السدود لتنمية الوديان في مطروح
حرث الارض وتجهيزها للزراعة انتظارا لسقوط الامطار
حصاد الأمطار بمطروح من خلال بناء السدود
حفر الابار لحصاد الامطار في مطروح
زراعة التين والزيتون على مياه الامطار في مطروح
سدود حصاد الامطار وتنمية احد وديان مطروح
سكان صحراء مطروح يعتمدون على الامطار في الزراعة والشرب وتربية الحيوانات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة