بطريقتهم الشيطانية المفضوحة، وعقولهم التى لا تعرف سوى زرع القنابل والألغام، ونسج الأكاذيب والشائعات، تحاول جماعة الإخوان الإرهابية استغلال الأحداث الراهنة التى يمر بها الفلسطينيون من عدوان غاشم، وعملية عسكرية تأكل الأخضر واليابس، ولا سيما بقطاع غزة، تحاول الترويج للمشروع الصهيونى الذى يهدف إلى ترحيل أكبر عدد من الفلسطينيين من غزة إلى رفح، بزعم حمايتهم من الغارات الإسرائيلية.
وللترويج لهذا المخطط الشيطانى، تعمل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وعبر كتائبها الإلكترونية الخبيئة، على استعطاف واللعب على الوتر الحساس لمن يجهلون خطورة تنفيذ هذا المشروع الصهيونى على الأمن القومى المصرى والعربى، من جانب وخطورته على القضية الفلسطينية من جانب آخر.
فبالنسبة للقضية الفلسطينية، فإن تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين والبالغ عددهم 2 مليون ونصف المليون فى القطاع يعنى، أنه لن تقام لهم قائمة مرة أخرى،، وتصبح فلسطين المحتلة (أرض بلا شعب)، والعودة إلى مربع صفر فى المفاوضات، ونسف اتفاق أوسوا، وضياع حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وبالتالى انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية.
هذا المشروع الكارثى، الذى يهدد أمن منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وتروج له أذرع جماعة الإخوان الملطخة بالدماء، يُعيد إلى الذاكرة، العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى نهاية عام 2008 وبداية العام 2009، والذى أطلقت عليه إسرائيل عملية " الرصاص المصبوب"، وكانت حينها تروج الحكومة الإسرائيلية بزعامة إيهود أولمرت لهذا المشروع الصهيونى، مثلما تفعل الآن جماعة الإخوان الإرهابية، والقائم على تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، من أجل تغيير الطابع الديموغرافى للقطاع، وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة، وإعادة احتلال القطاع من قبل الجيش الإسرائيلى بعد انسحابه من غزة فى العام 2005.
وخلال تلك الحرب استهدفت إسرائيل كل المرافق الحيوية فى القطاع إضافة إلى المدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية، ومراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومنها مدرسة الفاخورة فى جباليا شمال غزة التى تم استهدافها فى السادس من يناير 2009 بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة، مما أدى إلى استشهاد 41 مدنيا وإصابة العديد بجروح وحروق.
واستخدمت إسرائيل عددا من الأسلحة المحرمة دوليا فى مقدمتها اليورانيوم المنضب، حيث حملت أجساد بعض الضحايا آثار التعرض لمادة اليورانيوم المخفف بنسب معينة، وكذلك الفسفور الأبيض، وقد اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل باستخدام الأسلحة الفسفورية.
أدت هذه العملية العسكرية، إلى تمكن حوالى نصف مليون فلسطينى من التدفق إلى الأراضى المصرية، بعدما قام مسلحون فلسطينيون بتدمير أجزاء من الجدار الحدودى، وتوجهوا إلى مدن رفح والعريش والشيخ زويد فى شمال سيناء بالقرب من الحدود مع غزة.
المشروع الصهيونى – الإخوانى، كشف تفاصيله د. نبيل أبو ردينة، وزير الإعلام الفلسطينى السابق، إذ قال فى تصريحات صحفية أن محمد مرسى، كان ينوى توطين الفلسطينيين فى سيناء، وأبلغ موافقته على ذلك للرئيس الفلسطينى، محمود عباس.
وقال "أبو ردينة" إنه سمع المعزول "مرسي"، وهو يقول للرئيس الفلسطينى أبو مازن، إنه موافق على توطين الفلسطينيين فى سيناء، وموافق على توطينهم فى شبرا فى قلب القاهرة لو أرادوا.
وكشف أبو ردينة عن أن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى أوقف مخطط ما يطلق عليه فى بعض وسائل الإعلام "صفقة القرن" حيث رفض مناقشة الفكرة من الأساس، مشيرا إلى أن أحد بنود الصفقة كان توطين الفلسطينيين فى سيناء.
وفى سياق ذى صلة، حذرت مصادر مصرية رفيعة المستوى فى تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية من دفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف لدعوات بالنزوح الجماعى.
وقالت المصادر للقاهرة الاخبارية إن مصر لم تتوان منذ تفاقم الأوضاع فى الأراضى المحتلة، وكثفت اتصالاتها بكافة الأطراف الفاَعلة للمجتمع الدولى لوقف التصعيد وحقنا لدماء الشعب الفلسطينى.