اليوم 11 أكتوبر يتزامن مع يوم مولد الفنان العبقري أنور وجدي صانع السينما وصاحب الشمولية الفنية فقد ولد في مثل هذا اليوم عام 1904، أي نقترب من مرور 100 عام علي مولده .
حياة هذا الفنان حياة ثرية بالقصص والحكايات ولو بحثنا في قصص كل نجوم الفن المصري فلن نجد قصة درامية بها مفارقات ومتناقضات أكثر ثراء من حياة أنور وجدي ، فقد بدأ من الفقر والحرمان الشديد في الطفولة للثراء الفاحش والحياة الرغدة في الرجولة مع المجد والشهرة التي ترجمت لأموال طائلة ، ولكن لم ينعم بهذه الحياة نتيجة المرض الموحش .
ولد محمد أنور وجدي لأسرة من الطبقة تحت المتوسطة والده كان بائعا متجولا يبيع أقمشة ولكنه أفلس ولم يستطع توفير التعليم المناسب لابته أنور، فاضطر لترك الدراسة وعمل هاويا في الفرق الفنية الصغيرة وطرده ابوه عندما علم بذلك .
أنور وجدي ظل يعمل كومبارسا في عدة أعمال حتي جاءته الفرصة والنقلة الفنية ليلتحق بفرقة رمسيس المسرحية عام 1927 مع الفنان الكبير يوسف وهبي ، وبرغم ان عمله مع يوسف وهبي لم يكن غير عامل اكسسوار للتأكد من وجد قطع الاكسسوار علي خشبة المسرح قبل عرض ومشهد إلا أنه كان سعيدا لأنها كانت وسيلة لدخوله عالم الفن ، وينال وجدي الحض ويبتسم له بعدما لفت نظر يوسف وهبي ليمنحه فرصة التمثيل في احدي جولات الفرقة بامريكا اللاتينية ، وبعدها ينقله يوسف وهبي للسينما في فيلم " أولاد الذوات " ، وبعده ينطلق وجدي في السينما ليصبح فتي الشاشة ويقدم أدوار الفتي المدلل ابن الباشاوات نتيجة لوسامته وشعره الناعم ، ثم ينتقل وجدي لمرحلة أخري في حياته كمخرج ومنتج وكاتب لعدد من الأفلام فتحول هنا لصانع سينما ويمتلك شركة انتاج هي " شركة الأفلام المتحدة " ويقدم من خلالها 8 أفلام ومن بينها الأفلام التي حملت اسم ليلي مراد بعد قصة حبه لها ثم زواجه منها .
من أروع تجارب أنور وجدي في السينما المصرية تجربته مع فيروز الطفلة المعجزة والتي اكتشف أنها كنز وبالفعل انتج لها وقدمها وهي في سن سبع سنوات وحقق بها نجاحا كبيرا، وقدم معها 3 أفلام هي : ياسمين ، فيروز هانم ، دهب.
النهاية : انتهت حياة أنور وجدي نهاية ميلودرامية بدأت بخلافاته مع ليلي مراد ثم انفصاله عنها وزواجه من ليلي فوزي التي كانت متخوفة من عصبيته واستهتاره وعلاقاته النسائية المتعددة لكنه طمأنها وأكد لها أنها حبه الأول الذي لم يستطع تحقيقه وتتويجه بالزواج فتوافق ليلي فوزي، ولكنه يشعر هنا بآلام شديدة في الكلي ويتألم من مرض وراثي مات بسببه والده وأشقائه الثلاثة ، فيسافر فرنسا مع ليلي فوزي للعلاج ويتزوجها هناك بالسفارة المصرية عام 1954 وقضي شهر العسل سويا في رحلة استغرقت 4 أشهر، وبعد العودة اشتري وجدي لليلي فيلا في الزماك وسيارة جديدة وعاشا سويا في سعادة لأنها كانت حبه الأول الذي رفضه والدها منذ 13 عاما في بداياته .
رغم الثراء الذي عاشه أنور وجدي إلا انه كان ممنوعا بأمر الأطباء من الأطعمة وكان هذا الامر يسبب له الاكتئاب فقج عان من الفقر وقلة الحاجة في الصغر بسبب الفقر وعندما حقق الثراء لم يستطع ان يأكل ما يشتهيه، وبعد فترة من زواجه بللي فوزي اشتد عليه المرض ونصحه البعض بالسفر الي السويد حيث يوجد هناك طبيب اخترع جهازا لغسيل الكلي وكان وقتها الأول من نوعه وبالفعل سافر وجدي واصطحبته زوجته ليلي فوزي ولكن ساءت صحته ووقعت المأساة وخرجت روحه الي بارئها ورحل أنور وجدي يوم 14 مايو 1955 وعادت ليلي فوزي بمفردها الي القاهرة حزينة وعاشت لسنوات تعاني من الاحزان علي رحيل زوجها الذي احبته .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة