تسجل المناطق الأثرية دائما مجموعة من المقابر التي تنتمى لعصور مختلفة فمنها ما هو من العصر المملوكي ومنها ما ينتمى للعصر الفاطمى وغير ذلك لذا تظل القاهرة مدينة تاريخية فريدة من نوعها بتراثها والأساطير التى نُسجت حولها وحول شخوص عاشوا بها منذ نشأتها وحتى الآن، فى قلب القاهرة تكمن الأسرار حتى حدود مقطمها الجبل الأشهر والمقدس إلى أحراش المدينة القديمة، حيث قرافتها الكبرى والصغرى مما لم تذكره كتب التاريخ أو تم ذكره بشكل مقتضب فأصبح الحدث شيئا نادراً أو ذُكر على الألسنة وتناقل ذكره فدخل فى باب التاريخ الشعبى .
وفى القرافة الصغرى بسطح المقطم والتي يقع فيها قبر الإمام الشافعي يقع مقام الأمام " الليث بن سعد توجد مقبرة "مسلم السلمى" وهى عبارة عن بناء بدائى وعليه لوحة حديثة كتب عليه "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا قبر سيدى مسلم السالمى رضى الله عنه " وفقا لمبادرة سيرة القاهرة.
وتعرف سيرة مسلم السلمي من كتاب "الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة" لشمس الدين بن الزيات حيث أرّخ لوفاة مسلم السلمى عام 669 هجرية وفقا لصفحة سيرة القاهرة وقد عاصر زمن السلطان المملوكى الظاهر بيبرس وكان له من الكرامات والمناقب المشهورة وكان وليّاً مُعتقداً- أى ممن يُعتقد فى صلاحه وقد أنشئ له التربة الصاحب بهاء الدين المعروف بابن حنا حباً فى الفقراء وأهل العلم والخير وقد دفن إلى جواره .
عُرفت هذه المقبرة باسم تربة "الشيخ المصروع" لما اعتقده العوام بشفاء الطفل المُصاب بالصرع إذا ماوضعوه فى ذلك التجويف مدة ليلة فيخرج مُعافاً من الصرع وظل معمول بهذا التقليد إلى وقت قريب، لتنتهى سيرة الرجل وتنضم أسطورته إلى سائر أساطير القاهرة لتجعل منها مدينة عجيبة لاتزال مليئة بالأسرار والغرائب تُروى كما تُروى حواديت ألف ليلة وليلة .
قبر الشيخ المصروع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة