للصحراء الشرقية وخاصة الساحل الشرقى الجنوبى للبحر الأحمر تاريخ منذ مئات السنين، سجله الكثير ممن مرو بطلق الصحراء العميقه، وخاصة عند مرور الحجيج من وادى النيل إليها قاصدين ميناء عيذاب التاريخي ليبحرو منها إلى بلاد الحرمين لقضاء فريضة الحج، من بين تلك التاريخ ابار المياه الشهيرة التى مازالت تنبض البعض منها بالماء حتى الأن والبعض منها مر عليها مئات السنين.
تعتبر تلك الآبار من المناطق الشهيرة لدى أحفاد قبائل البجا حيث سميت على أسماء الأودية الواقعة بها، و تلك الآبار من المعالم التى لها قيمة كبيرة عند القبائل التى تقطن الصحراء الشرقية، حيث يعود عدد منها إلى ما قبل الاحتلال الإنجليزى، وبعضها منذ أن قطع "الصليبيين" طريق الحج من الشام واتجه نحو الجنوب من خلال ميناء عيذاب، حيث استخدمها الأهالى هناك فى حياتهم اليومية، وكذلك استخدمها الحجاج عند عبورهم لميناء عيذاب القديم.
وتعتبر تلك الآبار ملجأ للعابر وكذلك الراعى ومازال البعض منها متواجد حتى الأن أشهر تلك الآبار بالصحراء الشرقية بئر "قومدليم" التى مازالت يستخدمها الأهالى هناك، وسميت بهذا الإسم نسبة لوادى قومدليم، التى تقع به، وتعتبر من الآبار المشهورة والتاريخية، وتتبع فرع الحمدوراب وأميراب التابع لقبيلة البشارية
من جانبه قال محمد طاهر، أحد شباب قبيلة البشارية، أن بئر قومدليم تقع فى مسار حركة الجمال القادمة من منفذ فنات من السودان، والذى دائمًا ما تتجمع إعداد كبيرة من الجمال حول البئر للسقاية، كذلك بئر "أدلديت" ويتكون من بئرين - بمنطقة أدليت، على ساحل البحر.
اضاف طاهر البشارى أن بئر أدلديت يعتبر من الآبار المهمة لسقاية الإبل البشارية المعروفة ومرابطها وهى من الآبار المالحة لقربها من البحر والتى لا تصلح لشرب الأدمين، ويعتبر هذا الموقع مهمًا جدًا لسقاية الإبل التى تأتى من السودان.
وأوضح أن ايضا من الآبار المشهورة والتى لها تاريخ بالمنطقة بئر "شناى" وسميت بهذا الاسم نسبة لأحد المحاربين القدامى بالمنطقة وتعتبر من الآبار المشهورة فى المنطقة وهى من الآبار الصالحة للشرب وتتبع البشارية قبيلة العلياب فرع الشنايب.
وتابع : أن هناك بئر تسمى "قرت"، تتبع لقبيلة البشارية العلياب فرع بالقابا وتعتبر من آبار السقاية المشهورة التى تمر بها إبل المرعى الخاصة بقبيلة البشارية، ومن اقدم الآبار بالمنطقة.
وأضح أن تاريخ تلك الآبار فى الصحراء الشرقية معروف للكبير والصغير، وأن أجدادهم قصوا لهم عن تاريخها، موضحاً أن تلك الآبار كانت فى البداية عيون تخرج منها المياه، فى قلب الصحراء، وكان منها الصالح للشراب والآخر كانت مياه بها بعض الملوحة.
وكشف أدم سعد الله أحد المهتمين بالتراث من قبيلة العبابدة أن الصحراء الشرقية، كانت تسمى قديما "صحراء عيذاب" وكانت توجد بالقرب من شواطئ الشلاتين، وميناء الحجاج القديم والذى كان يسمى ب"ميناء عيذاب" يأتى الحجاج من جميع أنحاء مصر ليسلكونه إلى اراضى الحجاز، حيث كان الحجاج يستخدمون مياه تلك الابار.
واضاف سعد الله أن تلك الآبار كانت قديما عيون مياه صغيرة منتشرة فى المنطقة، وعند الاحتلال الإنجليزى على مصر، ووصولهم لمثلث حلايب وشلاتين بحثًا عن الذهب، والتنقيب عنه، أخبرهم الذهب عن أماكن تلك العيون، فقاموا بتعقيمها، وحفرها على هيئة آبار.
وأوضح أن الإنجليز قاموا آنذاك، بعمل تحديد رسوم لأراضى المنطقة للقبائل، وكل قبيلة استحوذت على البئر التى تقع فى أرضها، مؤكدًا أن تلك الآبار عقمها الإنجليز ومنذ أن عقمها الإنجليز لم تعقم حتى الآن والناس تستخدمها والجمال فى الشرب وأغراضهم اليومية.
وتابع: أن هناك عرف يتبعه مشايخ القبائل بالمثلث وأبناؤهم من بعدهم، أن الإبل فى جنوب مصر تعرف أنها تملك لقبيلة معينة، عن طريق وسوم معينة لكل قبيلة تعرف بها إبلها، ولا حدود للصحراء مع الإبل أى فى أى مكان تكون الجمال وترعى وتسير وراء ظهور العشب، فإذا مرت أثناء رعيها على بئر ليس لقبيلتها التى تتبع لها، ولم يقدم لها الماء من قبل القبيلة الأخرى، يقام مجلس للعرب لمحاسبة صاحب البئر.
ويوجد بالقرب من جبل الضهر، بمنطقة أبرق الواقعة شمال غرب مدينة الشلاتين يوجد بئر جوفى شهير والتى كان يشرب منها قاصدها والراعى وعابر السبيل، وهى بئر "بيتان"، أصبحت منذ أكثر من 100 سنة أهم مصادر المياه شمال الشلاتين قديماً، لقاطنى منطقة أبرق التى يقع بالقرب منها بئر بيتان.
أبارك الصحراء الشرقيه
احد الآبار القديمة
بئر عيقات
سرايا الأبل والماشية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة