أعادت صحيفة الجارديان البريطانية، نشر مقال عن كتاب ظهر لأول مرة عام 2021، بعنوان "يوم في حياة عابد سلامة"، للكاتب ناثان ثرال الصحفى اليهودى الأمريكي المقيم فى القدس، وهو محلل أكاديمى جيد إلى حد ما للصراع العربى الأسرائيلى، كما أنه محلل كبير سابق في مجموعة الأزمات الدولية غير الحكومية، يكتب ثرال بانتظام مقالات عديدة في صحفية نيويورك تايمز والجارديان.
وتقول الجارديان: لقد روى "ثرال" بنثر واضح وغير عاطفى، قصة حادث مروع فى الضفة الغربية حدث على امتداد طريق سريع يفتقر إلى وجود صيانة جيدة، مما أدى إلى انقلاب حافلة تقل تلاميذ مدارس فلسطينيين، مما أدى إلى مقتل وجرح العديد من من كانوا على متنها.
استخدم ثرال مأساة الحادث للوصول إلى المأساة الأكبر والأكثر تعقيدًا لإسرائيل وفلسطين، ولتسليط الضوء أيضا على الظلم المروع الذى يتعرض له ويتحمله السكان العرب في الضفة الغربية.
قام ثرال بالتوسع فى هذا المقال ليصبح كتابًا مكونا من سلسلة من المقالات الصحفية، ولذا تعمق في حياة سلامة وعائلته، ونظر في سلسلة الأحداث التي أدت إلى صعود "ميلاد" نجل سلامة، إلى الحافلة، ومع تحطم الحافلة، يسرد ثرال أن كل شيء يقودنا نحو تلك اللحظة وهى التكرار المؤلم لنفس هذه الحوادث التي كان من الممكن تجنبها بسهولة.
وتوضح الجارديان، أن الكتاب لم يسرد حادث الحافلة فقط، ولكن سلط الضوء على الإهانات والنكسات التي يتعين على سلامة وعائلته تحملها، حيث إنه يتعمق في حياة سلامة الشخصية، ويبرز الهيمنة الإسرائيلية على حياة الفلسطينيين على أنها مطلقة وشاملة، كما يتم التعامل مع السكان باعتبارهم مشاكل يتعين حلها من خلال استخدام تكنولوجيات الانضباط والسيطرة.
ولفت الجارديان، إلى أن هذه المأساة لم تكن مجرد حادث، بل نتيجة لسياسة الفصل العنصري المتعمدة التي اتبعها الإسرائيليون، مبرزا جانبا من جوانب الحياة الفلسطينية الأكثر صعوبة.
والقصة المؤثرة بشكل خاص هي قصة أحد الأطباء الأوائل الذين وصلوا إلى مكان الحادث، وهي طبيبة الغدد الصماء من رام الله تدعى هدى دحبور، والتى قامت بمساعدة إحدى المعلمات في الحافلة، والتي يجسد الكاتب من خلال قصتها كيف يصبح الرعب نسيجًا للحياة، وكيف يتحول الخوف والغضب إلى شيء مقبول وكأن الإنسان يقبله تحت تأثير مخدر.
غلاف الكتاب