وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلى مؤخراً الأسلحة فى وجه طاقم قناة القاهرة الإخبارية، خلال تغطية الأحداث فى الأراضى المحتلة، وذلك أثناء تصوير طاقم القناة إطلاق قنابل الصوت من القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين بالقدس.
وأفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن حادث الاعتداء تم أثناء التصوير، حيث هاجمهم بعض الجنود لمنعهم من التصوير وإجبارهم على إخلاء المكان، وهو ما يعكس الصعوبة الكبيرة والتحدي الذى يواجه طاقم العمل طوال تغطية الأحداث من أجل إظهار الصورة كاملة بواسطة شبكة من المراسلين الأبطال الذى نتعرض لهم خلال السطور التالية.
بشير جبر: نشعر بفخر فى نقل معاناة غزة
بحيادية شديدة الدقة فى نقل المعلومة، وذهن حاضر فى التعامل مع المستجدات، تمكن مراسلو قناة القاهرة الإخبارية من تغطية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلى على فلسطين، لحظة بلحظة وفى مختلف مناطق الصراع، وذلك على الرغم من الصعوبات الكبيرة التى تواجههم وتعرض حياتهم للخطر، لكن جنود التغطية الإعلامى ارتدوا الخوذ والسترات الواقية، وقدموا رسالتهم الإعلامية لإيمانهم بأهمية واجبهم من ناحية، وإيمانهم بالقضية الفلسطينية من ناحية أخرى، ودور الإعلام فى تغطية كل ما يحدث هناك، جعل تلك الأزمة تزيد من تحديهم وإصرارهم على نقل الصورة الحقيقية لما يحدث فى فلسطين.
من جانبه، كشف هاشم عبد الحميد مدير المراسلين فى القاهرة الإخبارية لـ"اليوم السابع"، أن مراسلى القناة يعملون فى ظروف صعبة وأن غزة معزولة عن العالم، وهناك نقص كبير فى الإمدادات والكهرباء والخدمات الرئيسية منها الاتصالات، مشيرا إلى أن كل المراسلين يعملون بحرفية شديدة رغم القصف والظروف الصعبة والتنقل، وسط محاولاتهم لحماية عائلتهم أيضا، وبذلوا مجهودا كبيرا وخرافيا ومنهم منى عوكل مراسلتهم فى غزة، فهى محترفة ولديها ثبات انفعالى ومهنى رائع، ولحظة انقطاع البث كانت على الهواء بعد تفجير برج فلسطين وكانت قمة فى الثبات والمهنية.
وقالت ولاء السلامين، مراسلة القاهرة الإخبارية فى فلسطين، لـ"اليوم السابع": لا تخلو ذاكرتنا من مواقف مليئة بالقصص الإنسانية، ولا سيما تلك التى تخص النساء والأطفال، والممارسات غير الإنسانية تجاههم على الحواجز العسكرية وخلال الاقتحامات اليومية للمدن والقرى الفلسطينية سواء من قبل قوات الاحتلال أو قطعان المستوطنين، موضحة: "العمل الصحفى فى ظل هذه الظروف والمخاطر يجعلنا نودع أهلنا كل يوم، ونحن محملون بالآمال أن نسلم من بطش الاحتلال واعتداءاته، بالإضافة إلى صعوبة قيامنا بذلك فى ظل احتلال لا يحترم القوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بعمل الصحفيين".
بينما قال بشير جبر، مراسل القناة فى غزة، عن صعوبة الظروف التى يقومون خلالها بتأدية عملهم الصحفى، إنها تختلف بشكل كبير عن أى ظروف أخرى أصابت أى مكان فى العالم، وأضاف لـ«اليوم السابع»: «على الرغم من كل ما رأيته على مدار عملى كصحفى إلا أنها المرة الأولى التى أعايش فيها صعوبة أو خطورة بهذا الشكل لهذا العدوان الإسرائلى على غزة بسبب كثافة النيران والضربات القوية، كما أن كل شىء فى هذه الحرب مباح ولا يوجد أى محرمات».
وتابع: «على الرغم من كل ذلك، إلا أننا نشعر بفخر كبير فى نقل الصورة الحقيقية لما يحدث فى فلسطين منذ يوم عملية طوفان الأقصى، للعالم بأكمله ليرى بشاعة الحرب والدمار الكامل الذى سببته إسرائيل، وكيفية تدمير الأحياء بالكامل»، مشيرا إلا أنهم لم ولن يوقفوا عملهم مهما «طبيعة شغلى بما إننى فى القدس أصعب لأن فى احتكاك مباشر مع المستوطنين، وذلك يعرضنا إننا ممكن نكون فى أى لحظة على الهواء ويتم الاعتداء علينا، وهذا حدث بالفعل فى التظاهرات ضد إصلاح النظام القضائى، فكنت على الهواء وحاول أكثر من مستوطن طول الوقت أن يضع العلم الإسرائيلى، وبدورى حاولت تجنب إظهار هذا العلم، وطول الوقت الحرية الإعلامية محرومة بما إنك فلسطينى مقدسى».
واستكملت حديثها: «احنا فى القاهرة الإخبارية منذ بداية عملى معهم لحد الآن، كنا نحارب حتى أستطيع استخراج تصريح عمل يسمح لى بالتجول فى مدينة القدس، حتى حصلت على تصريح إعلامى إسرائيلى، لأننى للأسف لا فى بطاقتى ولا فى أى شىء معترف بى كصحفية مقدسية كونى فى مدينة محتلة، ووصلنا لمرحلة أن عائلتى تطمئن علىّ فور ظهورى على الشاشة، ولكن إذا غبت لمدة ساعة تنهال الاتصالات للاطمئنان علىّ».
وتابعت: «كل اللى حواليا بيظلوا بهاجس الخوف، ولكن هذا واجب وطنى فى مهنتى وهذه رسالة لا بد من إيصالها، رغم الصعوبات فهنا الكثير من المشاكل التقنية بتواجهنا وضغوطات زى ما حكينا كونى أنا فى منطقة مختلطة يسكن فيها الفلسطينى والإسرائيلى وما إلى ذلك، ولكن نحن نحكى دائما أنك صاحب الحق فما بنخاف، وأنا كنت صديقة شيرين أبو عاقلة وكان فيه احتكاك مباشر معها، فبعد شيرين انكسر قدامنا حاجز كبير إن ممكن نكون من ناقلين للخبر إلى الخبر فى حد ذاته».