في ظل سيناريو مناخى صعب ، واستمرار عواقب تغير المناخ على العالم ، اثر الجفاف على بعض الدول في انتاج العديد من المنتجات الزراعية ، من القمح في الارجنتين إلى الذرة في المكسيك ، مع التسبب في خسائر فادحة.
ففي الارجنتين اثر الجفاف على انتاج القمح في البلاد مع خسائر تصل إلى 900 مليون دولار، وحذر العديد من الخبراء من فقدان القدرة على الإنتاج لن يؤثر على الثروة الزراعية فقط بل أيضا على الحيوانات التي لن تجد غذائها.
وقالت لورينا دانجيلو، محللة السوق في شركة AZ-Group، إن "التقديرات الأولية للخسائر الاقتصادية الناجمة عن قلة الأمطار على القمح يمكن أن تصل إلى 900 مليون دولار". وحذرت قائلة : "يأتي هذا الرقم بعد الأخذ في الاعتبار خسارة ثلاثة ملايين طن في الحصاد، من 18 مليون طن المقدرة في البداية إلى 15 مليون طن، وأسعار الحبوب الحالية "، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
كما أوضح أن هذه الحسابات لا تأخذ في الاعتبار الشحنات التي سيتم إجراؤها هذا العام انتظارا للموسم الماضي. وفي أوقات مختلفة، قامت الحكومة بتمديد الشحنات، مما أثر على الشحنات إلى الخارج لإنتاج 2022/2023. وفي الأشهر التسعة الأولى من العام، تم إرسال 1,698,000 طن إلى الخارج، بانخفاض قدره 85.6% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، عندما تم إرسال 12,634,900 طن.
كما أن الجفاف أدى الى ارتفاع أسعار زيت الزيتون في اسبانيا بعد أن أثر على ثلث الإنتاج ، وارتفعت أسعار زيت الزيتون بنسبة 67% في سبتمبر مقارنة بنفس الشهر من عام 2022، وهي أكبر زيادة على أساس سنوي منذ 21 عامًا، وزادت بنسبة 10.1% مقارنة بشهر أغسطس، وفقًا لبيانات إحصاءات مؤشر أسعار المستهلكين المنشورة هذا الشهر.
وبدأ سعر زيت الزيتون مساره التصاعدي الحالي في أبريل 2021، حيث تم تسجيل زيادة سنوية بنسبة 2%، ثم توسعت إلى 5% في مايو. ومنذ ذلك الحين، ولمدة 28 شهرًا متتاليًا.
وفى المفوضية الأوروبية ، نشرت المفوضية الأوروبية أدوات جديدة لإدارة المخاطر والاستشراف الاستراتيجي لتحسين قدرة الاتحاد الأوروبي على معالجة الجفاف وندرة المياه، وتشكل هاتان الأداتان، "قاعدة بيانات تأثير الجفاف الأوروبي" ، و"أطلس مخاطر الجفاف الأوروبي"، جزءًا من استراتيجية تحفيز العمل الأوروبي في مجال المياه وسيتم دمجهما في كوبرنيكوس، المرصد الأوروبى للجفاف.
وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن الحكومات الأوروبية ستساعد على توقع المخاطر وإدارتها في حالة الجفاف وندرة المياه على المستوى الأوروبي والوطني والمحلي، حيث أصبح الجفاف يمثل خطورة شديدة على الدول الأوروبية.
وتظهر التوقعات للعقود القادمة، المتوفرة في الأطلس الأوروبي أن مخاطر الجفاف ستزداد بشكل كبير، وعلى الرغم من أن المناطق ستتأثر بشكل مختلف، فإن هذه التوقعات تشير إلى أن تأثير الجفاف سيكون محسوسًا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وبما أن تغير المناخ يؤثر على تواتر وشدة هطول الأمطار، فقد تتفاقم ندرة المياه بشكل كبير في مناطق مختلفة من أوروبا، ونظرا لزيادة خطر الجفاف، يمكن أن تنخفض غلات بعض المحاصيل بشكل كبير.
وتظهر التوقعات أيضًا أن إمدادات المياه العامة، بما في ذلك مياه الشرب، يمكن أن تتأثر في العديد من مناطق أوروبا.
وفي قطاع الطاقة، فإن انخفاض مستويات المياه في الأنهار الأكثر دفئاً من شأنه أن يجعل من الصعب تبريد محطات الطاقة النووية، في حين سيؤثر الجفاف بشكل كبير على إنتاج الطاقة الكهرومائية في أجزاء من أوروبا. وسيظل الضغط على الشحن الداخلي مرتفعا، بل وسيزداد في بعض المناطق.
كما سيكون لنقص المياه والجفاف تأثير سلبي كبير على الطبيعة. وتشير التوقعات إلى أن صحة النظم الإيكولوجية المائية والبرية ستتأثر بشدة.
كما تسبب الجفاف والتصحر الذي تعانيه المكسيك في ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية، منها الفاصوليا والسكر والذرة ، حيث أصبحت المنتجات الزراعية التي أصبحت أكثر تكلفة في الأشهر الأخيرة والتي من المحتمل أن تمثل إمدادات حيوية في المستقبل.
وقالت قناة تيلى دياريو المكسيكية على موقعها الإلكترونى إن محصول الفاصوليا هذا العام انخفض بنسبة 50% وهو ما يمثل خسارة مراكمة قدرها 10% من الناتج المحلى الإجمالى الوطنى في العقد الماضى، ووفقا لكواوتيموك ريفيرا، رئيس التحالف الوطني لصغار التجار (ANPEC)، فقد شهدت البلاد حتى الآن هذا العام زيادة بنسبة 17.67 % في أسعار الفاصوليا؛ أما الذرة فبلغت الزيادة في سعرها بنسبة 40.63 %؛ والسكر 17 %.
وأضاف أن المستهلكين بشكل عام مستاؤون من تضخم أسعار المواد الغذائية، الذي يتجاوز 9 % ، على الرغم من أن التضخم العام قد تراجع، إلا أن تضخم أسعار المواد الغذائية يبلغ ضعف المعدل العام.
وفي حالة ولاية المكسيك، بلغ سعر كيلو الفاصوليا في يناير 33.90 بيزو والآن وصل إلى 23 بيزو، أي بانخفاض قدره 33%. وفي الوقت نفسه، ارتفع سعر الذرة من 23 إلى 39 بيزو، أي بتباين قدره 69.57 %.
وأشار إلى أن الأزمة الإنتاجية في الريف المكسيكي تنبع من عدة عوامل مثل الجفاف الذي دام أكثر من عقد من الزمن، والذي اشتد في العام الماضي بسبب ظاهرة النينيا.
وأوضح أن مستوى الإجهاد المائي الذي تعاني منه البلاد قوي للغاية، حيث أن ثلثي البلاد معرضون لخطر الجفاف والثلث يعاني من جفاف شديد، كما أن كميات المياه منخفضة في السدود بسبب قلة الأمطار، وبدأت تظهر مشكلات في العديد من السدود، وتشير التقديرات إلى أن الجفاف خلال صيف عام 2023 كان أكثر شدة وسلبية بنسبة 60 % مقارنة بأرقام عام 2011.
كما طلب مجلس اللحوم المكسيكي (كوميكارن) من الحكومة الفيدرالية تنفيذ سياسات عامة أكثر استقرارًا لسلسلة إنتاج اللحوم في البلاد، حيث أنه بحلول عام 2024 يقدرون التأثيرات الناجمة عن التضخم والجفاف ونهاية حزمة المبادرة الفيدرالية ضد التضخم والمجاعة (باسيفيك).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة