تعد ظاهرة المغالاة في تكاليف الزواج والمفاخرة في غلاء المهور واحدة من الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمعات العربية، والتي تؤثر سلبًا على الفرد والأسرة والمجتمع ككل بما تحدثه من مشكلات اقتصادية واجتماعية ونفسية وسلوكية وتتفاوت تلك الظاهرة من حيث الحجم ودرجة الانتشار من جيل إلى آخر.
وقال الدكتور أحمد سعد الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر لـ اليوم السابع: "ترجع مسئولية انتشار ظاهرة غلاء المهور وتكاليف الزواج إلى عدة أسباب، أبرزها الجهل بالأمور الدينية المتعلقة بأحكام الزواج وأهدافه وشروطه، أيَضًا قصور عمليات الإرشاد الديني والخطب الهادفة في معالجة قضايا ومشاكل الشباب المتعلقة بالزواج، ومن الأسباب أيضًا رغبة احد الأطراف في الظهور بمظهر الغني القادر على تكاليف الزواج، أيضًا البعض منهم يضع في اعتباره بأن الإسراف والمبالغة في تكاليف الزواج نوعا من أنواع الوجاهة الاجتماعية، أيضًا التأكيد على ضرورة أن يجهز جهاز البنت مثل أقاربها وجيرانها.
دبل
حلول للزواج بأقل التكاليف
وتابع: "حتى نتمكن من مواجهة ظاهرة المغالاة في تكاليف الزواج والمفاخرة في غلاء المهور والحد من انتشارها فلابد من إرساء قيم المشاركة بين المؤسسات المختلفة في المجتمع ابتداء من الأسرة إلى باقي المؤسسات الأخرى، كالمؤسسات التعليمية، والدينية، والإعلامية، وغير مها من المؤسسات المسؤولة لأن الواقع يتطلب أن يخرج البديل والحل من المجتمع ككل ولا تنفرد به مؤسسة معينة دون أخرى مع التركيز على اتخاذ تدابير وقائية وعلاجية، ومن أهم هذه الحلول: أن تقوم الأسرة بتربية أبناءها وبناتها على معنى الزواج الحقيقي، وبذل الغالي والنفيس في سبيل تعميق الوازع الديني والتريبة الإيجابية في نفوس أبنائهم، وتربية الفتيات على ألا تطمعن في المال، وأن تكون رغباتها هي بناء بيت مستقر وناجح ، يسود فيه الخير والسكينة، فهذا أفضل لها من الزوج الغني الذي يدفع أمولاً طائلة دون أن يكرمها كزوجة.
وأضاف: "يمكن مواجهة هذه الظاهرة والحد منها من خلال تفعيل دور المؤسسات الدينية فالدين عنصر أساسي لضبط السلوك الإنساني فعلى رجال الدين أن يكثروا ويجددوا من الخطاب الديني الذي يوضح للشباب والآباء أن الزواج ليس مهرا فقط، وأن الغلاء في المهور لن يجلب السعادة إنما يؤدي إلى زيادة العنوسة ، لذا هدم الأفكار الخاطئة واستئصال العادات والمعتقدات غير المقبولة، وكذلك بناء منظومة جديدة من الأفكار والمعتقدات والتي تكون أكثر تناسب مع الواقع وأكثر ملائمة للتحديات والظروف الراهنة.
ويقترح: "يمكن مواجهة هذه الظاهرة من خلال قيام الجمعيات والمؤسسات الخيرية بتسهيل أمور الزواج وتبني إقامة حفلات الزواج الجماعي، والتي تستهدف بها شرائح المجتمع التي تعاني من الفقر والظروف الأسرية الصعبة، كذلك من الطرق التي لا يمكن إغفالها في مواجهة هذه الظاهرة والحد منها قيام السلطة التشريعية بسرعة سن العديد من التشريعات والقوانين لتحديد المهر بمتوسط ومعيار معين يضمن عدم المغالاة في المهور وتكاليف الزواج، مع إعداد وثيقة مجتمعية يلتزم بها جميع أفراد المجتمع
ويقول: "ينبغي التأكيد على أن كل الأمور في الحياة لا تقاس بالمال، وأن رأس مال الزوج هو دينه وخلقه وعمله الصالح، والمال مجرد وسيلة وليس غاية.
رأي الأزهر في مغالاة المهور وتكاليف الزواج
فيما قال فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف خلال برنامج" الإمام الطيب" المذاع عبر الفضائيات:" أن المهر في الإسلام رمز يعبر عن رغبة القلب في الارتباط وليس مظهرا من مظاهر البذخ ، ومن فلسفة الإسلام في هذا الأمر أن النبي نزل في قيمة المهر إلى خاتم من حديد أو نعلين، ولم يكن لتقليل من شأن الزوجة لكن لوضع الأمور في حقيقتها.
عروسة وعريس