لم تكترث مصر جهدا لدعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات سواء الدولية أو الإقليمية أو حتى تقديم دعما اقتصاديا للشعب الفلسطينى الشقيق.
فلم تقف القاهرة مكتوفة الأيدى، بل قامت بدورها التاريخى لحماية المدنيين فى فلسطين، وتواصلت مع كافة الأطراف الدولية الفاعلة وغيرها، بحسب ما جاء فى رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أيام، قائلا: "إننا نتواصل مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فورى للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين".
تلك هي المساندة والجهود المعهودة لـ الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية والأشقاء فى غزة على مدار عقود ماضية.
يترقب العالم الآن، عملية اجتياح برى هددت إسرائيل بتنفيذه، بعد أن قطعت عن غزة أدنى سبل الحياة، الكهرباء والمياه وقامت بتهجير قسرى لهم نحو الجنوب، ليس ذلك فحسب بل استهدفت قوافل النازحين الفارين من الموت على الطرقات، فلم تترك لهم خيارا للنجاة بأرواحهم، ووصل عدد الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية إلى 2500، وارتفع عدد الجرحى إلى نحو 10150، منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 من أكتوبر الجارى بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتقوم وزارة الخارجية المصرية، بدور كبير لوقف الحرب الدائرة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يجرى وزير الخارجية اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية السعودية والأردن وكندا لمتابعة الوضع فى قطاع غزة، وتنسيق الجهود للتعامل مع الأزمة الإنسانية الطاحنة فى القطاع، وبحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد، هناك إدراك مشترك لضرورة بذل كافة المساعي لوضع حد لتعريض المدنيين للمخاطر.
وفى هذا الإطار، فقد أفردت الإدارة المصرية جهدا نشطا متعدد المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية الفلسطينية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيليى - الفلسطينى من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
أيضا، قدمت مصر دعما إنسانيا، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسي، بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين الشقيقة، وانطلقت قوافل التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة نحو القطاع، وتضم قرابة 106 قاطرة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن ألف طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية بجانب مايزيد عن 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك لدعم الأشقاء فى فلسطين جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
فتلعب القاهرة دور تاريخى منذ قديم الأزل، فقد نجحت مصر العقود الماضية فى كسر الحصار عن شعب غزة وإيصال مساعدات الاغاثة، وقدمت عام 2007، 48 مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية وأكثر من 40 مليون دولار مساعدات إنسانية وبرامج تدريب.
كما أكدت مصر في يناير لعام 2008 على التزامها بمواصلة مساهمتها في مد قطاع غزة بالكهرباء دون تأثر بالإجراءات الإسرائيلية، وقامت وزارة الكهرباء والطاقة بتركيب مكثفات للجهد على الخطوط الكهربائية الممتدة من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية لزيادة قدرة التيار الكهربائي.
وأشار التقرير، إلى أنه في يناير 2008 قدمت مصر معونات غذائية للفلسطينيين وسمحت لهم بالدخول إلى الجانب المصري لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية نظرا لنقص الغذاء في غزة، كما فتحت مصر في يوليو 2008 معبر رفح البري لعبور الفلسطينيين في الجانبين لمدة 3 أيام خاصة من المرضى والمصابين والحالات الإنسانية.
أما فى سبتمبر 2008 أعادت مصر تشغيل ميناء رفح البرى لإدخال المعتمرين والمرضى من قطاع غزة إلى مصر لمدة يومين، وفي مايو 2021 جرى تدشين المبادرة الرئاسية المصرية بمنح 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، وجرى تأسيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على إعادة إعمار غزة في يوليو 2021، بجانب إدخال شاحنات "تحيا مصر" المسؤولة عن توصيل المساعدات الإنسانية من أدوية وسلع غذائية، وتوجيه المجتمع المدني المصري لعلاج الجرحى والمصابين جراء العدوان الإسرائيلى على غزة.
وخلال العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة مايو 2021، وجه السيسى بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة للوقوف على احتياجاتهم وتلبيتها، وفتح المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى والمصابين من قطاع غزة،كما أرسلت وزارة الصحة المصرية طن مساعدات طبية إلى غزة قيمتها 14 مليون جنيه (890 ألف دولار)، وقامت بتجهيز 11 مستشفى بينها 6 في القاهرة تضم 900 سرير ويعمل فيها 3600 من أفراد الطواقم الطبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، وعبرت 26 شاحنة تحمل مساعدات غذائية من رفح المصرية إلى قطاع غزة وأرسلت 50 سيارة اسعاف إلى المعبر لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، كما قدمت مصر 500 مليون دولار كمبادرة تخصص لإعادة إعمار غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة