بعد أن تبين فى مؤتمر حزب المحافظين السنوى الذى انعقد فى مانشستر مستهل الشهر الجارى أن أزمة تكلفة المعيشة وإصلاح هيئة الخدمات الصحية الوطنية هما أبرز قضيتين تشغلان الناخب البريطانى، يبدو أن الحكومة البريطانية ترغب فى وضع نهاية لسلسلة إضرابات قطاع الصحة المستمرة منذ أكثر من عام.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن المسئولين فى الحكومة البريطانية وقادة الأطباء يجرون محادثات سرية بهدف إنهاء إضرابات استشاريي المستشفيات قبل بدء أزمة الشتاء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وفي خطوة إيجابية ملحوظة، فإن الصفقة قيد المناقشة من شأنها أن تمنح الاستشاريين في إنجلترا زيادة كبيرة في الأجور لهذا العام مقابل إلغاء إضراباتهم. وذلك على الرغم من إصرار رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك من قبل على أنه لن يعيد النظر في زيادة الرواتب بنسبة الـ 6% والتي وصفها بأنها نهائية.
وبموجب الاتفاق، إذا تم الاتفاق عليه، سيحصل استشاريو هيئة الخدمات الصحية الوطنية البالغ عددهم 34600 على زيادة إضافية بنسبة 6% للفترة 2023-2024 بالإضافة إلى 6% التي حصلوا عليها بالفعل.
وستكون نسبة الـ 6% الإضافية على شكل مكافأة لمرة واحدة بدلاً من زيادة دائمة في رواتبهم. وساعدت عروض مماثلة في إقناع الممرضين وعمال الإسعاف وغيرهم من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية لإلغاء إضراباتهم في الربيع.
وتحرص وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية (DHSC) والجمعية الطبية البريطانية (BMA) على حل النزاع، حيث قام الاستشاريون بتنظيم إضراب لمدة تسعة أيام منذ يوليو.
وتأمل وزارة الصحة أن يساعد التوصل إلى اتفاق مع الاستشاريين في عزل زملائهم من الأطباء المبتدئين الأكثر تشددا، الذين هددوا بمواصلة الإضراب حتى الانتخابات العامة المقبلة، المتوقعة في نهاية عام 2024، سعيا للحصول على زيادة في الأجور بنسبة 35%.
وأدت موجة غير مسبوقة من الإضرابات التي قام بها الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية منذ ديسمبر، إلى إجبار الخدمات على إلغاء 1.2 مليون موعد وعمليات للمرضى الخارجيين.
يقول قادة هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن الإضرابات، خاصة تلك التي شارك فيها الأطباء، كلفت الخدمة حتى الآن حوالي 1.5 مليار جنيه إسترليني، ويرجع ذلك أساسًا إلى دفع أجور الاستشاريين لتغطية نوبات الأطباء المبتدئين المضربين.
تجري لجنة الاستشاريين التابعة للجمعية الطبية البريطانية محادثات مع وزارة الصحة وسط قلق متزايد بين الاستشاريين من أن إضراباتهم تلحق الضرر بهيئة الخدمات الصحية الوطنية وتعطل رعاية المرضى، بما في ذلك عمليات السرطان والعمليات القيصرية المخطط لها.
يعتقد العديد من الاستشاريين أن إجراء مزيد من التوقفات خلال فصل الشتاء من شأنه أن يزيد من الضغط الهائل الذي تتعرض له الخدمة دائمًا خلال الأشهر الباردة ويترك المستشفيات تعاني من نقص الموظفين بشكل مثير للقلق.